أشار السيد نوبوو ناكاتومي، الخبير اليابانى فى الهندسة الفضائية خلال مؤتمر صحفي عقد يوم أمس في العاصمة طوكيو، حول خطر التسلح المتطور لدول الجوار، الى التقنية التي وصلت إليها الصواريخ الكورية الشمالية والتي أعتبرها «متطورة جداً» حتى لو لم تكن الأحدث إنتاجاً، وأرجع السبب فى ذلك إلى كونها مصنوعة من خلال تكنولوجيا متراكمة، مضيفا بأن صواريخ نودونغ 1 يمكن أن تحمل ما يصل إلى طن من المتفجرات ومجالها يصل إلى 1300 كيلومتر. وأضاف بأن الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية كتجربة فوق اليابان عام 1998 وسقط في المحيط الهادي بعد عبوره فوق محافظة آوموري الشمالية قبل أن يسقط في المحيط الهادي، ينتمي لنموذج نودونغ 1 أيضاً لكن مجاله يبلغ 2200 كيلومتر. أما نموذج نودونغ 2 الأحدث نوعية، فقد جرى توسيع مجاله إلى 3500 كلم وحمولته إلى طنين من المتفجرات «وربما قنبلة نووية تملكها كوريا الشمالية حالياً» حسب ناكاتومي. والانطباع السائد في اليابان الآن، يعتبر أن صواريخ كوريا الشمالية تشكل تهديداً خطيراً حقيقياً تعمل الحكومة اليابانية على مواجهتها بتطوير تكنولوجيا دفاع صاروخي بشكل مشترك مع الولاياتالمتحدة. وتستند هذه التكنولوجيا «الدفاعية حصراً» حسب تأكيدات الخارجية اليابانية، على التصدي للصواريخ الكورية الشمالية من مرحلتين. الأولى بإطلاق بصواريخ إس إم 3 الإعتراضية من سفن «الإيجيز» ذات الإمكانيات التكنولوجية العسكرية المتطورة جداً والمتمركزة في بحر اليابان. وإذا فشلت هذه الصواريخ في إصابة أهدافها القادمة فإن صواريخ باتريوت 3 أو باك 3 الموجودة على قواعد في الأراضي اليابانية ستتصدى للصواريخ المهاجمة فيما يعتبر المرحلة الثانية من هذه الإستراتيجية الدفاعية. وعن مدى دقة صواريخ باك ثلاثة قال السيد آومي الخبير الياباني في مجال الطيران بأن تجارب باك 3 نجحت حتى الآن في اعتراض 17 صاروخا بالستيكيا خلال تجارب إطلاق 18 صاروخاً «ولكن ذلك النجاح كان مبنياً على معرفة مسبقة بمسار الصاروخ المهاجم لهذا فليس من المؤكد في حالة حرب حقيقية مدى نجاح عملية الاعتراض». وتواجه اليابان مشكلة دستورية في مجال التصدي للصواريخ حيث يمنع دستورها أسلوب الدفاع المشترك ومهاجمة أهداف لاتهاجم اليابان. وأشار السيد آوكي بأن اعتراض اليابان لصواريخ كورية شمالية (مفترضة) موجهة ضد الأراضي الامريكية في مجال جوي عالي الإرتفاع يشكل مشكلة سياسية في اليابان لأن هذا التصدي يتم بموجب الدفاع المشترك الذي يحظره الدستور، لهذا يجب علينا مناقشة أين يتم إعتراض الصواريخ: في المياه الدولية أم المياه الاقتصادية أم فوق الأراضي اليابانية ». وكان مسئولون عسكريون يابانيون قد أشاروا أكثر من مرة بأن لليابان حق الدفاع وشن هجوم على أهداف صاروخية خارج الأراضي اليابانية إذا تأكدت اليابان أن هذه الصواريخ سيتم إطلاقها على اليابان بحيث يتم تدميرها قبل وصولها اليابان. وأعطى البرلمان الياباني مؤخراً لرئيس الوزراء ووزير الدفاع حق إصدار الأمر لاعتراض هجوم على اليابان بدون الرجوع إلى البرلمان. لكن يتفق معظم المحللين العسكريين اليابانيين على أنه لا خيار أمام طوكيو سوى الاعتماد على الدفاع الصاروخي لحماية اليابان من صواريخ كوريا الشمالية. وقال السيد ناكاتومي «من الخطر أن نقلل من استنفارنا تجاه الصواريخ أوالتكنولوجيا النووية لكوريا الشمالية أو أن ننظر لها بتفاؤل. فمن المؤكد وجود عيوب في مخطط الدفاع الصاروخي مع الولاياتالمتحدة ناهيك عن التكلفة العالية لنشر صواريخ اعتراضية لكن كل هذا يهون عندما نفكر بمايمكن أن يحدث إذا أطلقت كوريا الشمالية صواريخ ضد اليابان». و ارتباطا بنفس الموضوع ، نشرت يوم الثلاثاء صحيفة اليوميوري شيمبون خبرا عن عزم وكالة الدفاع اليابانية البدء هذا الشهر باختبار جهاز استشعار جديد سيثبت على متن طائرة استطلاع آلية لكشف وتعقب الصواريخ البالستية التي قد تطلقها قواعد معادية ولاسيما في كوريا الشمالية وتسميه «نظام استشعار بصري متطور للصواريخ البالستية بالأشعة تحت الحمراء. وبنت الوكالة نموذج طائرة لحمل الجهاز واختبار قدرة آيبوس على رصد جسم بعيد مئات الكيلومترات وعلى ارتفاع شاهق وعلى مدار الساعة. ولهذا الجهاز رأس أسطواني عرضه 60 سنتيمترا وطوله 80 سنتيمترا يصدر أشعة تحت حمراء لمراقبة صواريخ أو طائرات تبعد مئات الكيلومترات. وتم تصميم الطائرة النموذجية على طراز طائرة الاستطلاع بي-3سي التابعة لقوات الدفاع البحرية مع مستشعر (راصد) مثبت في أعلى الطائرة. وستجرى الاختبارات فوق المحيط حول اليابان حيث ستراقب الطائرة طائرات أخرى لتحديد مقدار المسافة التي يستطيع منها الجهاز الكشف عن صواريخ ومدى دقة رصدها وتعقبها وظروف الأحوال الجوية التي قد تؤثر على مصداقية الجهاز. وستستمر الاختبارات إلى أواخر عام 2005 المالي حيث تنوي الوكالة إنهاء الدراسة قبل موعدها المرتقب في أواخر عام 2006 ثم مباشرة مرحلة التطوير. وقال مسئول في وكالة الدفاع اليابانية إن قدرة الأقمار الصناعية الأمريكية للإنذار المبكر التي ستستخدم في نظام الدفاع الصاروخي تتدهور عند وجود غيوم. وتابع ولهذا إذا لم نكتف بالاعتماد على الأقمار الصناعية واستخدمنا نظام آيبوس فسنغدو أكثر ثقة في رصد وتعقب عمليات إطلاق الصواريخ.