بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ماليزيا فهد بن عبدالله الرشيد والملحق الثقافي السعودي الدكتور عبدالرحمن بن محمد فصيّل استضاف نادي الطلبة السعوديين في كوالالمبور معالي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء في لقاء مفتوح جمعه بالطلاب المبتعثين في ماليزيا . وفي بداية حديثه أثنى الشيخ المنيع على برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وما يؤديه من دور في بناء الوطن والمواطن والاستثمار الحقيقي في أبناء الوطن، وتمنى التوفيق لجميع المبتعثين، وحثهم على بذل قصارى جهدهم للاستفادة من مختلف العلوم والمعارف التي تقدمها الجامعات الماليزية، كما حثهم على التحلي بالخلق الإسلامي الحميد واستشعار أنهم يمثلون بلداً هو مهبط الوحي ومنبع الرسالات وقبلة المسلمين. الرد على من يسيء للإسلام يجب أن يكون وفق سياسة محددة وعدم الانجراف وراء العنف والقتل وقال المنيع "المملكة لها ريادة عالمية في الدعوة إلى الله وتنوير بصائر المسلمين وتعليمهم وتثقيفهم وتصحيح المفاهيم المغلوطة بالرفق والحكمة واللين والبعد عن جرح مشاعر الناس وفق قوله تعالى: (ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) كما أن عليها مسؤولية كبيرة في إيضاح أن الدين الإسلامي ليس دين عنصرية ولا قسوة بل هو دين رحمة لاسيما وأننا الآن أمام هجمة شرسة على الدين وإلصاق تهم الإرهاب والعنصرية وغيرها به وهو منها براء". المنيع خلال لقاء المبتعثين في ماليزيا ونبّه إلى أنه يجب مراعاة أن هناك حالات قد يكون فيها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تأثيره سلبي فيترتب علينا في هذه الحالة عدم القيام بذلك ، ويجب أن تقاس الأمور بمقياس مدى تحقق الفائدة والتأكد أن تكون نتيجة ذلك خير محض . ودعا معاليه إلى أهمية التوسع سواء في الابتعاث بشكل عام أو في التخصصات العلمية أيضاً لاسيما في هذا الوقت بالذات خدمةً للعقيدة الإسلامية السمحة التي ينافح عنها أبناؤنا الذين نعدهم دعاة خير ورسل سلام . وشدد على ضرورة أن يكون الرد على من يسيء للإسلام وللمسلمين سواء بالأفلام أو الرسومات وخلافها أن يكون الرد وفق سياسة محددة في الإنكار وعدم الانجراف وراء دعوات العنف والقتل والتدمير، وإنما بإظهار صفات الرسول صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وعظمة الدين الذي جاء به وفي نفس الوقت يجب على الحكومات أن تحذر من عواقب ذلك أنها ستكون كبيرة . وقال "الرسول صلى الله عليه وسلم عزيز علينا ولكنه ليس أعز لدينا من عزته عند الله تعالى وأن الله سينتقم لرسوله". وعن مستقبل المصرفية الإسلامية أوضح أن هناك تفاعلاً كبيراً وملموساً من الجامعات الإسلامية مع التوجه للمصرفية الإسلامية ومثال ذلك جامعة الملك عبدالعزيز التي حولت مركز الاقتصاد الإسلامي إلى معهد عالمي للاقتصاد الإسلامي ، كما يوجد هناك كليات ومراكز اقتصادية إسلامية في جامعات أخرى وتمنى معالي الشيخ زيادة هذا النشاط الذي أصبح مطمعاً وهدفاً لتحسين الاقتصاد العالمي بل إن هناك دولاً أصبحت تدرس الاقتصاد الإسلامي، ومنها اليابان واستراليا وعدد من الدول الأوروبية وهناك شركات في اليابان لديها هيئات استشارية مكونة من شخصيات من المملكة العربية السعودية وترغب بقوة في تحويل اقتصادياتها إلى الاقتصاد الإسلامي في ظل تنامي العائد الاقتصادي الإسلامي أضعاف الاقتصاديات الأخرى. وأكد الشيخ المنيع أنه لا يرى مانع من زيارة المعابد للديانات الأخرى وأماكن عبادات المعتنقين لها ودفع رسوم الدخول المقررة وأداء الاحترام الشكلي لهم ومشاهدة طقوسهم التي يؤدونها في بعض الدول؛ معتبراً ذلك يولد المزيد من التعلق بالدين الإسلامي وتأكيد تفضيل الله للمسلمين على غيرهم وانكشاف ضعف حجة أولئك الضالين وفي نفس الوقت فهو امتثال لأمر الله تعالى بأن نسيح في الأرض ونرى العجائب والأساطير لكي نعرف ما نحن فيه من نعمة وندرك مدى براءة بلادنا منها ، ورأى معاليه أنه لا بأس في ذلك فالأعمال بالنيات ونحمد الله الذي طهّر بلادنا وعقائدنا ونفوسنا وهدانا للإيمان . ودعا المنيع إلى استغلال جميع الوسائل الحديثة للدعوة سواء الفيس بوك أو التويتر أو البريد الإلكتروني أو الواتس أب وخلافها من الوسائل سريعة الانتشار التي تعتبر منبراً من منابر الدعوة مثلها مثل القنوات التلفزيونية وأن لا تقتصر الدعوة في المساجد وأماكن العبادة بل نصل للناس بالطرق المناسبة والحديثة . ونبه المنيع جميع المبتعثين إلى عدم تتبع الرخص من أجل التخفيف على النفس فقط؛ مؤكداً أن إتيان الرخص محبب عند الحاجة ولأهل الرخص دون غيرهم . وفي ختام اللقاء أجاب الضيف عن العديد من الأسئلة والمداخلات. ثم تلقى هدية النادي قدمها له سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ماليزيا فهد الرشيد والملحق الثقافي السعودي الدكتور عبدالرحمن فصيّل ورئيس نادي الطلبة السعوديين في كوالالمبور محمد عمر أبو سبعة . حضر اللقاء عدد من الدبلوماسيين ومنسوبي الملحقية وحشد كبير من المبتعثين.