عرفت رئيس هيئة اعضاء الشرف بنادي الهلال صاحب السمو الملكي الامير هذلول بن عبدالعزيز (رحمه الله) لأول مرة مع بداياتي الصحفية في جريدة "الرياض" منتصف عام 1401ه من خلال ذهابي لمقر الهلال القديم في شارع العصارات .. كنت ارى سموه في النادي مساء كل يوم انساناً متواضعاً الى اقصى درجة تطغى عليه البساطة وتميزه عن غيره من رجالات الهلال وشخصياته البارزة، وبفضل هذه العفوية و الروح الشعبية تسللت محبته (رحمه الله) الى قلوب الرياضيين عامة والهلاليين خاصة وتعمقت اكثر وازدادت تأصيلاً مع الجماهير "الزرقاء" قاطبة .المحه في غرفة الادارة على يمين الداخل للمقر بجوار مؤسس النادي الشيخ عبدالرحمن بن سعيد والامير عبدالله بن ناصر رئيس النادي في ذلك العام والامير خالد بن فيصل بن تركي والامير خالد بن فيصل بن سعود "رحمهم الله جميعا" اضافة الى الامير عبدالعزيز بن ناصر والامير سعود الثنيان والامير عبدالله بن سعد "رحمه الله" . كان الامير هذلول يتنقل بين غرفة الادارة وغرفة الجمهور وقدامى المشجعين التي خصصها لهم مؤسس النادي يتجاذبون فيها الحديث والتعليقات الرياضية بجانب الترفيه عن انفسهم بلعب البلوت والكنكان وكان عميدهم (ابو حسين) علي النصير اقدم العاملين في نادي الهلال منذ تأسيسه بمسماه القديم ( الاولمبي) عام 1377ه وحتى اليوم مايزال ابو حسين بالنادي وقبلها كان يعمل سائقاً لونيت "هلال الظهيرة "والباص الازرق في الزمن الجميل .. ليبقي( ابو حسين) الشاهد التاريخي الحي الذي يربط تلك الاجيال المتلاحقة بماضي الهلال الجميل وحاضره المجهول!! بعد ذلك توطدت العلاقة بالامير هذلول من خلال مرافقتي لنجم هلال الثمانينيات الكبير مبارك عبدالكريم قبل سنوات في بعض زياراته لسموه في المستشفى العسكري عندما كان يتلقى العلاج في بداية مرضه ثم في قصره بحي الشرفية سيما في ليالي رمضان كنا نفطر ونتسحر على مائدته احياناً كان بسيطاً في سفرته وحتى في مجلسه الخاص مع عدد من مرافقيه، ولفت نظري حين دخلت مجلسه اول مرة صورة وحيدة مكبرة وُضعت في صدر المجلس التقطت في مجلس بروضة التنهات يظهر فيها الاب الحاني الملك عبدالله "رعاه الله" جالساً على كرسي و خلفه وقف اخوه الامير هذلول تغمره ابتسامة الفرح والسرور. فيما كانت المرة الاخيرة التي زرناه فيها قبل ان يقعده المرض في عزاء كريمته" رحمها الله" على مدى ايام العزاء الثلاثة كنا نرى سموه يتحامل على نفسه وآلامه ويسير بتثاقل اثناء خروجه لاستقبال المعزين (رحمه الله) . لقد لعب الامير هذلول دورا مؤثراً في مسيرة نادي الهلال وكانت له بصمات إدارية ايجابية اذ شكل تواجده ثقلاً شرفيا وادارياً رفيعاً في الاوساط الرياضية طيلة سنوات الهلال العجاف التي ابعدته عن منصات التتويج 13 عاماً وسجل التاريخ بمداد الفخر والاعتزاز نجاح سموه في انتشال الهلال من حالة اليأس وانهاء قطيعة البطولات الكروية منذ فوزه بكأس الملك وولي العهد للمرة الاخيرة في عام 1384ه حين قاد الزعيم الى منصات التتويج بانجاز ولا اروع .. بطولة الدوري الممتاز في نسختها الاولى عام 1397ه التي شكلت نقطة تحول كبرى في المسيرة الزرقاء وبداية التفوق الحقيقي لهلال البطولات ومهدت لحصوله على لقبها 13 مرة حتى الآن ولا يزال الهلال فارس مسابقتها الاول بالغرس البطولي الطيب الذي زرعه صانع هلال الدوري الامير هذلول "رحمه الله" قبل 36 عاماً.