استطاع بعض قائدي المركبات الهروب من "فلاشات" نظام الرصد المروري الالكتروني "ساهر" عبر سيّارات من دون لوحات، أو لوحات مشوّهة ومطموسة الأرقام، مرتكبين مخالفة واضحة وصريحة، وهو ما يتطلب دراسة أسباب تفشي تلك الممارسات؛ لضمان عدم تكرارها، والوقوف معها بحزم. وأكد مختصّون أن هذا العبث يضيع هيبة الجهات المعنية بين صغار السن والمراهقين، وقد يشجع على استبدال اللوحات بين السيارات، إضافةً إلى احتمالية استغلال مثل هذه المركبات في السرقات والإجرام والمخدرات، مطالبين بنشر فكر هيبة المرور والجهات الأمنية بين صغار السن وتثقيفهم أن العبث في اللوحات يُعد من الفساد المنهي عنه شرعاً، مقترحين منع أي سيارة فيها لوحة مشوهة أو مبتورة بأي طريقة من السير نهائياً حتى تدفع المخالفة وتصلح التشوهات، مشددين على أهمية التحرك السريع لإنهاء مثل هذه التصرفات، قبل أن تكبر وتستفحل، ويكون لها تبعات سلبية مرورية وأمنية. ما الذي أجبر المراهقين على هذا السلوك المخالف مرورياً وتركهم يتمادون من دون رادع؟ طرائق وحيل وقال "منصور الفريدي" - إعلامي: إن بعضهم يلجأ إلى تغطية الأرقام الأمامية للمركبة أو تشويهها، مشيراً إلى أن هذه مخالفة ظاهرة للعيان، ومن أراد التأكد فعليه السير في طرقنا وبين أحيائنا، وسيشاهد العديد من السيارات من دون لوحات، أو بلوحات مشوهة ومظللة، أو اقتص جزء منها. وأشار "مطر الحربي" إلى أنه تعددت ممارسة التحايل وإخفاء البعض للوحات سياراتهم عن كاميرا "ساهر"، مضيفاً أن هناك من أزال اللوحة الأمامية، وآخرون استطاعوا ثنيها، وبعضهم وضع أشرطة لاصقة على بعض الأحرف والأرقام أو كليهما، فيما وضع آخرون عواكس تعيق رصد الكاميرا للوحات، مبيناً أن هناك من ركّب أجهزة ميكانيكية أو كهربائية ليتحكموا بأوضاع لوحات سياراتهم، خاصةً الأمامية وأثناء سيرهم، لافتاً إلى أنه لجأ بعضهم إلى طريقة إبعاد اللوحة عن الصدام الأمامي وتثبيتها عن طريق "لعابّات" - قوابض اهتزاز-، وحين تنطلق المركبة يثني الهواء اللوحة للداخل، وعند التهدئة والتوقف تعود إلى وضعها الطبيعي!. طمس كامل لرقم اللوحة وسيلة هروب وأجمع "الفريدي" و"الحربي" أن هذه التصرفات ظهرت وبرزت جليةً بعد تطبيق نظام "ساهر"، مُضيفين أنها تصرفات للتهرب من رصد عدسات كاميراته، مع ارتفاع أسعار مخالفاته المادية، مشيرين إلى أن قائدي السيارات وجدوا في أخفاء وتشويه وطمس لوحات سياراتهم حلاًّ ووسيلة هروب ناجحة في أحيان كثيرة، بدلاً من سداد المخالفات المرورية أو تكدسها عليهم، موضحين أن من رصدتهم كاميرا "ساهر" بشكل مفاجئ ولوحات سياراتهم مغطاة لم تسجل عليهم مخالفات مرورية!، جازمين أن هذه المخالفة تنحصر غالباً في فئة الشباب، الذين لا تكون مداخليهم الشهرية كافية لمواجهة متطلبات الحياة، فما بالك بمخالفات (ساهر)، مبينين أن بعضهم تحايل تجنباً لوقوع المخالفات على والده، حيث أن السيّارة باسمه، ولا يريد أن يُكبده الخسائر!. تشويه اللوحة واختفاء الرقم خطر أمني وقال "د. يوسف الرميح" - أستاذ علم الإجرام ومكافحة الجريمة والإرهاب بجامعة القصيم - أن هذه المُشكلة تُبرز خطراً أمنياً ومرورياً، متأسفاً على أن العديد من المركبات تسير في طرقنا بلوحات مشوهة ومطموسة، بل واقتص أجزاء منها؛ حتى لا تستطيع كاميرا "ساهر" التقاطها، مضيفاً أن لذلك مخاطر أمنية ومرورية متعددة أبرزها سهولة الهرب والتخفي، وصعوبة الملاحقة الأمنية للسيارات، مؤكداً أن هذا العبث يضيع هيبة المرور والجهات الأمنية بين صغار السن والمراهقين، وقد يشجع على استبدال اللوحات بين السيارات، مادام الجهات المعنية لم تحرك ساكناً، إضافةً إلى احتمالية استغلال مثل هذه السيارات في السرقات والإجرام والمخدرات. عواكس تؤثر في فلاش الكاميرا إعادة نظر وأكد "الفريدي" على خطورة تلك المُمارسات، مشيراً إلى أنه يُحتمل استغلالها بارتكاب الجرائم، مقدراً جهود الإدارة العامة للمرور وأجهزة الأمن في التصدي للظاهرة ومعاقبة مرتكبيها، واصفاً حال السائقين المرتكبين لمخالفة إزالة اللوحة أو تشويهها ك "المستجير من الرمضاء بالنار"، موضحاً أن العقوبات في نظام المرور لمن يضبط وهو يمارس تلك المخالفات أشد وأقسى، سواء بالغرامة المالية، أو حجز السيارة، مطالباً بإعادة النظر في أسعار مخالفات "ساهر" الحالية، خاصة فيما يتعلق بمضاعفتها، مقترحاً عقوبات بديلة غير الغرامات المادية، مع إلغاء مخالفات السائقين غير المتكررة، إضافةً إلى أهمية التعامل بالتنبيه والتوعية والتوجية، بدلاً من الغرامات المالية، حتى نسهم في الحد من هذه الظاهرة. تسجيل مخالفات «ساهر» يعتمد على رقم المركبة تبعات سلبية وشدّد "د. الرميح" على ضرورة التصدي لهذه المشكلة، مضيفاً أن كثيراً من الدول لو حدث فيها مثل ذلك، لتم حجز المركبة فوراً، بل وعوقب صاحبها بغرامات باهظة، موضحاً أنه سأل شاباً عن لوحة سيارته المشوهة؟، فضحك وقال: "سألوني عنها مرة، وقلت لهم لا أدري من شوهها وتركوني"!، ناصحاً بأهمية نشر فكر هيبة المرور والجهات الأمنية بين صغار السن وتثقيفهم أن اللوحات وإن كانت في سياراتهم فهي ملك للدولة وليست لصاحب السيارة، وأن العبث بها نوع من الفساد المنهي عنه شرعاً، مقترحاً منع أي سيارة فيها لوحة مشوهة أو مبتورة بأي طريقة من السير نهائياً حتى تدفع المخالفة وتصلح التشوهات، مشيراً إلى أن الأهمية تتطلب التحرك السريع لإنهاء مثل هذه التصرفات، قبل أن تكبر وتستفحل ويكون لها تبعات سلبية مرورية وأمنية. فلاش «ساهر» لا يجدي مع لوحات مطموسة أو مشوهة حجز المركبة ورأى "الحربي" أن هذه التصرفات معيقةً للضبط المروري، مشدداً على أهمية دراسة أسبابها، التي يأتي في مقدمتها الغرامات المادية المرتفعة لمخالفات ساهر، إلى جانب غياب التحفيز والتوعية، وعدم مكافئة السائقين الذين لم تتكرر مخالفاتهم، وليس كما هو معمول به حالياً. وقال العقيد "محمد صالح المزيني" - مدير مرور منطقة القصيم: إن هذه المخالفة موجودة وملحوظة، لكنها لا تصل إلى درجة الظاهرة، مضيفاً أنها موجودة قديماً، لكنها زادت بعد نظام "ساهر"، مبيناً أن تلك التصرفات تُعد مخالفة مرورية وجنائية معاً، لافتاً إلى أن التعامل مع مرتكبيها يتم وفقاً للموضوع من قبل هيئة الجزاءات، وهو حجز المركبة وتطبيق النظام بحق قائدها. د. يوسف الرميح العقيد محمد المزيني منصور الفريدي مطر الحربي