يُنتظر أن تسهم توسعة المسجد النبوي التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأسبوع الماضي في مواكبة التزايد المتسارع في أعداد السكان والزوار، كما تحمل في طيّاتها عمقاً كبيراً لمواجهة التحديات، وتوفير فرص اجتماعية وبيئية ستثري جميع قطاعات التنمية والتطوير. ووفقاً لتقرير أعدته "هيئة تطوير المدينةالمنورة" أن المنطقة المركزية ستخضع لإعادة تطوير كامل وسيتم تزويدها بخدمات جديدة تدعم المسجد النبوي الشريف، وتكفي لاستيعاب الطلب المتزايد من المرتادين، مع مراعاة استيعاب تدفقات حركة المشاة، إضافة إلى تناسق هذه التوسعة مع طراز البناء الحضري المحيط؛ لضمان عمل التوسعة على تحسين التدفق داخل المنطقة المركزية وتناغمها عمرانياً مع ما حولها، كما ينتظر أن توجد التوسعة منطقة مركزية موسعة محاطة بالطريق الدائري الجديد تجاه الجنوب والشرق والشمال وبالطريق الدائري المتوسط تجاه الغرب، ومع هذه الحدود الجديدة ستصبح مساحة المنطقة المركزية الجديدة حوالي ثلاثة أضعاف مساحتها الحالية، وستصبح المنطقة المركزية الجديدة أكثر قدرةً على توفير الإسكان والمنشآت التجارية والخدمية والأمنية، لفائدة المرتادين والمقيمين. تطوير المناطق العشوائية من أهم المشكلات الأكثر إلحاحاً المقدار الواسع من المناطق العشوائية التي تعد غير آمنة وغير جذابة، ومن أجل توفير إسكان لذوي الدخل المنخفض والمتوسط، يؤكد المخطط الجديد على أهمية حصول وكالة عامة على الأراضي المتواجدة حول المنطقة المركزية، وجبل أحد، ومسجد قباء تدريجياً، ثم يمكن إخلاء الأبنية بصورة متزايدة وإعادة تنظيمها في منظومة من الشوارع المحلية الجديدة، والشوارع الشريانية الصغيرة، وفي هذه الحالة من الأراضي المتاخمة مباشرة لجبل سلع واحد. مراكز حضارية تحتاج المنطقة لأن تصبح أكثر جمالاً وتظهر مواقع تراثها التاريخي والثقافي، وقد أدى النمو السريع للمدينة إلى أن هنالك أماكن تقليدية أقل للتجمع واللقاء وتزايد التماسك الاجتماعي، وفي بعض الحالات جاء التحديث على حساب التعبيرات التقليدية للطراز في شكل المبنى، وللحفاظ على المدينة في المستقبل مع ثراء دورها الديني المتفوق وهويتها التاريخية والثقافية، وكذلك جودة حياتها سيعمل التطوير المستقبلي على التوازن بصورة متوافقة بين الحاجات المعاصرة لسكانها المتنامين مع الحاجة إلى عالم جميل يفي بالحاجات المعاصرة لإدارة العدد الكبير من الناس، وفي الوقت ذاته حماية وتعزيز الصفات التي تضاف إلى التماسك الاجتماعي للمدينة والبيئة الطبيعية والاقتصاد. تنمية إقتصادية يحتاج الاقتصاد في المدينةالمنورة إلى التنوع لتقليل اعتماده على القطاع الحكومي لتلبية متطلبات العمل المستقبلية، كما يحدد مخطط استعمال الأراضي وتقارير مشروعات الاستثمار هوية المنطقة المحيطة بمشروع التوسعة وهي المنطقة المركزية الجديدة والنقاط العقدية للمدينة كمناطق، حيث يكون الاسثمار الخاص الأساسي مطلباً لها، وتكون التحسينات في تصاريح التطوير، مثل استعمال المصرح بها، وارتفاعات وكثافة البناء القصوى مجسدة بهدف جذب الاستثمار. وستعمل البنية التحتية للنقل المُحسّن من خلال المطار وسكة الحديد ووسائل النقل المختلفة على تحسين ربط المدينة بالمواقع الأخرى؛ ما يحدث فرصاً وظيفية أكبر في قطاعي النقل والاستضافة، لاسيما خلال المواسم التي يتدفق فيها الملايين للمنطقة، إلى جانب تطوير مدينة المعرفة الاقتصادية، وتوسعة وتحسين المجموعات الاقتصادية المختلفة لاستحداث فرص وظيفية تعليمية والصناعات القائمة على أساس البحث والتطوير وتكنولوجيا المعلومات، كما ستوفّر التوسعة فرصاً كبيرة في مجال الإنشاء وإعادة التطوير؛ ما يتطلب قوىً عاملة أكبر خلال السنوات القادمة؛ ولأكثر من عقد، الأمر الذي سيعود بالنفع على المشروعات متوسطة وصغيرة الحجم.