تواصلت الهجمات وأعمال القصف في ريف دمشق فيما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حلب، كبرى مدن شمال البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بيان إن مدينة دوما الواقعة في ريف العاصمة سقط فيها "شهيدان إثر القصف الذي تعرضت له فجر أمس. كما قتل ما لا يقل عن ستة من القوات النظامية المتمركزين في مبنى البرج الطبي بدوما إثر اقتحام المبنى من قِبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة". وفي ريف دمشق، قال المرصد إن مدينة الزبداني "تعرضت للقصف من قِبل القوات النظامية السورية التي تحاصر المدينة منذ اشهر". واشارت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم الى قرب انتهاء العمليات الامنية في "كامل" ريف دمشق. آثار الدمار التي لحقت بأحد أحياء حلب بعد القصف العنيف «رويترز» وافادت الصحيفة عن مواصلة القوات السورية "لمهمتها الميدانية في ملاحقة المرتزقة في مختلف المناطق موقعة خسائر فادحة في صفوفهم وخاصة في بساتين حرستا ما يشير الى قرب انتهاء العمليات الأمنية في كامل ريف دمشق". وفي حلب العاصمة الاقتصادية للبلاد "تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في اطراف حيي العرقوب وسليمان الحلبي كما تتعرض احياء الشيخ خضر والصاخور والشيخ فارس للقصف من قِبل القوات النظامية السورية"، بحسب المرصد. واكد المرصد "سقوط عدد من الجرحى في قصف عنيف من قبل القوات النظامية على حي مساكن هنانو". واشارت صحيفة الوطن السورية الى وصول "تعزيزات جديدة لمؤازرة الجيش في حلب، ما يعني أنه عازم على تطهير ما تبقى من أحياء المدينة من المسلحين وخصوصا الشرقية منها في أسرع وقت ممكن". وفي محافظة حمص (وسط) "تعرضت مدن وبلدات تلبيسة وحوش حجو وابل لقصف من قبل القوات النظامية ادى لسقوط عدد من الجرحى"، كما "تعرضت قرية السعن في ريف حمص لقصف من قبل القوات النظامية ادى لسقوط عدد من الجرحى". من جهتها، دعت روسيا سورية وتركيا إلى ضبط النفس معربة عن قلقها بشأن الوضع في سورية. وقال جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن روسيا "قلقة" بشأن الوضع في سورية، وإنها تدعو دمشق وأنقرة إلى "ضبط النفس". وأشار جاتيلوف في تصريحات أوردتها وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء إلى وجود أعداد متزايدة من "المتشددين" في صفوف المعارضة السورية، مضيفا أنهم قد يقدمون على أعمال "استفزازية وإثارة نزاعات" على الحدود. وذكر المسؤول الروسي أن موسكو "قلقة" بشأن خروج الأزمة السورية من نطاق الحدود الجغرافية وزعزعة الأوضاع الأمنية في الدول المجاورة من خلال تزايد اللاجئين السوريين. ودعا نائب وزير الخارجية الروسي حلف شمال الأطلسي (ناتو) ودول المنطقة إلى عدم البحث عن ذرائع للتدخل الخارجي باستخدام القوة في سورية أو إقامة ممرات إنسانية أو مناطق عازلة هناك. وجدد جاتيلوف موقف بلاده الذي يدعو إلى التوصل لحل سياسي دبلوماسي للأزمة السورية. وذكر أن هناك أمثلة معروفة على التدخل العسكري في المنطقة أظهرت أن "دبلوماسية القنابل" لم تؤدِ أبدا إلى النتائج المطلوبة منها بل أدت إلى زعزعة الوضع الأمني في تلك الدول والمنطقة بأكملها. وقال الدبلوماسي الروسي إنه "من المهم الآن بذل قصارى الجهود من أجل إقناع الأطراف السورية بوقف العنف وإقامة حوار وطني وتنفيذ بيان جنيف". من ناحية أخرى، وجهت ايران تحذيرا ضمنيا لحليفتها سوريا من ان اي استخدام للاسلحة الكيميائية سيؤدي الى خسارة الحكومة السورية مشروعيتها بالكامل. وردا على سؤال بشأن احتمال استخدام دمشق اسلحة كيميائية ورد فعل طهران على مثل هذه الخطوة، أجاب وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي انه "اذا ما تحققت هذه الفرضية سيكون ذلك نهاية كل شيء". واضاف "اذا ما قام اي بلد، بما في ذلك ايران، باستخدام اسلحة دمار شامل، ستكون نهاية صلاحية، شرعية هذه الحكومة".