تشهد واشنطن حرب ارقام بين الحكومة الاميركية والمعارضة الديموقراطية حول وضع قوات الامن العراقية ومدى جهوزها للحلول محل القوات المتعددة الجنسية في العراق في نهاية المطاف. واكد الرئيس الاميركي جورج بوش هذا الاسبوع اعداد اكثر من 160 الف عنصر تابعين لقوات الامن العراقية حتى الان، لكنه اقر «بوجود تفاوت في مدى جهوزهم». وكان السناتور الديموقراطي النافذ جوزف بيدن اشار قبل ايام الى «اننا لم نعد هذا القدر من العناصر» مؤكدا ان «التحضير التام» لم يشمل اكثر من «2500 عراقي يمكنهم الحلول محل الجنود الاميركيين». اما السناتور الجمهوري الذي لا يقل تاثيرا جون ماكين فاستند الى ارقام مغايرة مقدرا عدد قوات الامن العراقية التي تم اعدادها «بما بين 30 و40 الف عنصرس، لكنه اعتبر ان هذا العدد يظل غير كاف ما دامت الولاياتالمتحدة تنشر في العراق 135 الفا من جنودها. واضاف «اننا ارتكبنا خطأ منذ البداية عبر اعدادهم في شكل سريع». وحاول قائد القوات المتعددة الجنسية في العراق الجنرال جورج كايسي الاثنين ان يقدم توضيحات حول هذه الارقام امام لجنة في الكونغرس فاوضح ان الجيش الاميركي وضع «اربعة مستويات من الاعداد» بالنسبة الى القوات العراقية. تشمل الفئة الاولى الوحدات القادرة على القيام بعمليات ذاتية ضد المتمردين وقال عنها كايسي «انه مستوى عال ولا نتوقع ان يصل اليه عدد كبير من العراقيين حتى وقت معين». وتضم الفئة الثانية الوحدات التي تستطيع القيام بعمليات ضد المتمردين بدعم من الجنود الاميركيين وعلق كايسي في هذا الصدد «عدد هذه الوحدات يزداد كل يوم واعتقد ان عددا لا باس به منها سيكون جاهزا قبل نهاية العام». اما الفئة الثالثة فتتكون من الوحدات التي بامكانها تنفيذ عمليات مع الجيش الاميركي فقط بحيث لا تتولى المسؤولية بمفردها،في حين تضم الفئة الرابعة الوحدات التي لا تزال قيد الاعداد ولم تصبح جاهزة بعد. واللافت ان كايسي لم يشر الى اعلان نسبة الجنود الجاهزين لخوض معارك. واوضح مسؤول اميركي رفيع رفض كشف اسمه ان الجيش الاميركي صنف هذه الفئات الاربع وفق رموز ملونة: الاخضر للفئة الاولى والاصفر للفئة الثانية والبرتقالي للفئة الثالثة والاحمر للفئة الرابعة. وقال المصدر نفسه ان الفئات الثلاث الاولى تضم 76 فوجا عسكريا اي نحو 76 الف عنصر فيما تحوي الفئة الرابعة 26 فوجا، ويتكون كل فوج من 800 الى الف عنصر. وتضم قوات الامن العراقية اضافة الى العسكريين رجال شرطة وحرس حدود وعناصر مكلفة حماية المواقع الحساسة مثل المنشآت النفطية. واكد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد في جلسة استماع في مجلس الشيوخ الاثنين ان «هناك عددا محدودا من العسكريين وافواج الشرطة المتخصصة ممن يتحملون مسؤولية التصدي للمتمردينس، وذلك بهدف التخفيف من حدة الجدل حول مدى جهوز القوات العراقية. واوضح ان «الغالبية الكبرى من قوات الامن العراقية مجهزة بالعتاد المناسبس،وحققت قيادة هذه القوات ووزارتا الدفاع والداخلية العراقيتان تقدما. لكن السناتور بيدن لا يشارك وزير الدفاع تفاؤله وهو يتساءل : ما دام تم اعداد اكثر من 160 الف جندي فلماذا لا تزال الولاياتالمتحدة في حاجة الى اكثر من 130 الف جندي في العراق؟