دشن رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ أمس - السبت - مشروع قناة بين الهند وسيريلانكا ستختصر مسافة الملاحة فى ذلك الجزء من العالم ب 424 ميلا بحريا و30 ساعة إبحار وكل سفينة ستعبر هذه القناة ستوفر وقودا تترواح قيمتها بين 1712 الى 4177 دولارا .. وهو مشروع قديم طرح لأول مرة سنة 1860 لربط المحيط الهندي بخليج البنغال. وقد درسته لجنة برلمانية بريطانية على الطبيعة سنة 1862 واختارت منطقة القناة لتكون على مسافة ميل من جزيرة راميسوارام التى تقع بين الهند وسيريلانكا.. وأخذ الاقتراح يدور بين مسئولي الهند البريطانية وجزيرة سيلان (سيريلانكا الآن) التى كانت بريطانيا تحكمها آنذاك . وجرى تعديل مسار القناة قليلا سنة 1872 ثم مرت سنوات أخرى الى أن جاء عام 1884 حين تمت الموافقة «نهائيا» على المشروع وأعطى وزير الهند فى الحكومة البريطانية «صكا أبديا» لشركة هندية بريطانية لإنشاء قناة عرضها 100 قدم عبر جزيرة راميسوارام. وهنا تدخلت حكومة مَدْراس بجنوب الهند وطلبت من الحكومة البريطانية رفض المشروع قائلة ان القناة لن تصلح للسفن الكبيرة . واستمرت المراسلات بشأن القناة بين مختلف جهات الحكومة البريطانية فى الهند وبريطانيا وسيلان الى أن تم نسيان المشروع بسبب التكاليف التى كانت قد تضاعفت خلال هذه الفترة منذ طرح المشروع لأول مرة. وتم إحياء الفكرة مرة أخرى سنة 1902 حين قدرت التكاليف ب 6 ملايين روبية .. إلا أن التنفيذ لم يبدأ الى أن جاء استقلال الهند سنة 1947 وهنا أحيت الهند الفكرة مرة أخرى وبدأت تخطط لحفر قناة بتعميق قاع البحر فى المنطقة بعمق 20 قدما عبر 120 كيلومترا لكى يمكن استخدام القناة لسفن حمولتها أقل من ألفى طن. وتم إحياء الفكرة سنة 1955 حين قدرت تكاليف القناة بنحو 100 مليون روبية هندية. وحين درس الموضوع مرة أخرى سنة 1974 كانت التكاليف قد ارتفعت الى 720 مليون روبية ولكن لم يمكن بدء العمل بسبب عدم اعتماد ميزانية لها. وفى سنة 1983 قدرت التكاليف ب 2820 مليون روبية إلا أن التنفيذ لم يبدأ.. وهكذا جاءت سنة 1999 حين أعلن وزير الدفاع آنذاك جورج فرنانديز أنه سيتم استكمال بناء القناة خلال ثلاث سنوات.. إلا أن الحكومة السابقة فشلت فى بدء المشروع الى أن جاءت الحكومة الحالية فأحيت المشروع وكلفت شركة إل.آند تى. رامبول الهندسية الاستشارية بتقديم مشروع متكامل فقدمته فى فبراير الماضي.. وهكذا وصل المشروع الى وضعه الحالي حين دشنه عمليا رئيس وزراء الهند أمس السبت بحضور المسئولين وكبار رجال السياسة وعلى رأسهم رئيسة الحزب الحاكم سونيا غاندي.. والمشروع سيكلف الهند الآن 24280 مليون روبية (نحو 560 مليون دولار). وتواجه القناة معارضة من منظمات بيئية ترى أن القناة ستدمر البيئة البحرية فى المنطقة وستقضي على الثروة السمكية وللسبب لنفسه يعارضه صائدو الأسماك فى المنطقة. وحتى حكومة تاميل نادو بجنوب الهند فتعارض المشروع بينما حزب (دى. إم. كيه) فى الولاية والمتحالف مع الحكومة المركزية يقف مع المشروع. وقد هددت الحكومة المركزية بأنها ستواجه بيد من حديد أية محاولة لعرقلة المشروع أو تخريب القناة التي أعطي لها اسم «سيتو سامودرام» أي «جسر البحر». وتم إنشاء مؤسسة بنفس اسم القناة وهى ستبيع الأسهم لعامة الشعب والبنوك المحلية والمؤسسات الحكومية والشركات الخاصة لجمع المال اللازم لتنفيذ المشروع الذي سيستغرق 18 شهرا لحفر قناة بطول 167 كلم وعمق 12 مترا وعرض 300 مترا لتصلح لعبور سفن تبلغ حمولتها 30000 طنا . وقد توقع وزير الملاحة الهندي (تى.آر. بالو) أن نحو 3000 سفينة ستستخدم هذه القناة بمجيء سنة 2008 وستدفع كل سفينة معدل نصف مليون روبية (11494 دولارا) لاستخدامها.