الاتصالات التي وصلتنا بعد نشر خبر مصلح ذات البين الذي استغل منصبه للزواج من سيدة ومن ثم تطليقها بعد عدة ساعات من نساء تعرضن لخداع مماثل من رجال تشابهت هيئاتهم الخارجية بمظهر الالتزام الديني واحتلال أغلبهم مناصب أيضاً ظاهرها الدين وتأخذ جانب الدفاع عن المرأة مثل مصلح ذات البين أو محام شرعي أو ممن يسعون في التزويج وغيرها من المهام والمهن التي لا تختلف كثيراً عما ذُكر سابقاً. هذه الاتصالات خوفتني بأن مجتمعنا يعاني من مشكلة استغلال ثوب الدين وحسن ظن وطيبة أفراد المجتمع خاصة مع من يرون فيه مظاهر الالتزام وهذا المظهر والمنصب مع اتقان الكلام والعلم يجعله محل إعجاب وثقة من المرأة وأهلها فلا يُسأل عنه عندما يتقدم للخطبة وحقيقة إنه لأمر غريب يلحق بالمرأة وأهلها في المقام الأول، فكيف لا يسألون عن خاطب بسبب مظهره الخارجي؟! وهل السؤال عن صاحب الدين والعلم إهانة أو نقص له؟! سمعت مرة شريط كاسيت للشيخ الدكتور سعد البريك يشدد على أهمية السؤال عن الخاطب مهما بدا عليه من مظاهر الالتزام مشيراً إلى أن البعض - هداهم الله - أخذوا من مظهر الالتزام بطاقة مرور لأمور أخرى لا يرضاها الله وخلقه.. وهذا صحيح والدليل أن من ضمن الاتصالات التي جاءتنا من السيدات اللائي مررن بنفس الحالة سيدات لا يطلبن شيئاً من أزواجهن الذين خانوا أمانة الزواج معهن ولا يرغبن بنشر حالتهن واسترجاع حقوقهن، وإنما يطالبن بأهمية توعية المجتمع من الوقوع في مثل هذه الألاعيب بسبب الطيبة وحسن الظن علماً أن التحري عن الخاطب وليس السؤال فقط لا ينافي الطيبة وحسن الظن ومنَ غضب للسؤال عنه فهذه علامة مسبقة على إضمار السوء، وهناك من لا يُسأل عنهم لاتفاق مسبق بين أهل العروس والعروس أحياناً والخاطب بكتمان هذا الأمر حتى لا يصل الخبر لزوجته أو زوجاته وسيتولى هو لاحقاً تمهيد الأمر لهن وانسياقاً لحسن الظن والثقة تتم الموافقة على هذا الشرط. وحقيقة أن الموافقة على هذا الأمر تجعل كل من وافق عليه يتحمل مسؤوليته وتبعاته فهي موافقة ضمنية على الإخفاء والسرية ومعظم المصائب تحصل في الظلام والخفاء!! كما أن هذا الأمر يجرنا لأمور أخرى في طيات الزواج حسب ما ذكرته السيدات المعقبات على الخبر منه أن هؤلاء الرجال يتزوجون بنية الطلاق أصلاً أي زواج المتعة باختلاف الكلمات والألفاظ حيث إن الكلمات هي الأساس عند البعض برغم أن المعنى واحد، إلا أن هناك من يعشق الجدال حول الألفاظ ليعزز موقفه حتى استباح المحرمات واعتدى على حقوق الناس بناء على كلمات، عموماً سمعت من بعضهن أن هناك من أحل الزواج بنية الطلاق وهو نفسه يحرّم زواج المتعة مقنعاً نفسه أن ثمة اختلافاً بين الوضعين!! ويبدو أن هؤلاء الذين يظهر منهم مظهر العلم استعملوا هذا التحليل إن كان حقيقة حلال الزواج بنية الطلاق على أفضل وجه، بينما البعض الآخر يؤكد أن هذا الأمر لم يحلل أبداً وهنا دخلنا في دائرة المتاهة الشرعية هل هو حلال أم حرام؟ وهذا دور دار الافتاء وهيئة كبار العلماء بأنتكون هناك فتوى واحدة معروفة وموثقة حتى لا نسمح لأحد بالتلاعب بها والتحايل حولها.. كما أن هناك نقطة مهمة وهي الطلاق الغيابي الذي تضرر منه جميع السيدات اللائي تعرضن لهذا الخداع فجميعهن تم طلاقهن غيابياً والرجل يدخل ويخرج عليهن كزوج قد يقول قائل إنها ما زالت في العدة ويحق له مراجعتها وهذا صحيح ولكن أليس من المفترض أن تعرف هي بهذا الأمر؟! ولماذا عند القران يُطلب ولي أمر المرأة وعند الطلاق يحضر الزوج بشهوده فقط ولا يشترط حضور أحد من طرفي المرأة؟! البعض ممن يرتكبون هذا العمل قد يدخل ويخرج على المرأة وقت عدتها فقط والبعض قد يتمادى ويطلق ويدخل ويخرج أكثر من سنة ولا أحد يعلم عن الخافي سوى الله..