أكد نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر أن وزارته تدخل شريكاً أساسياً في فعاليات الملتقى السعودي للبث الإعلامي ولن تكتفي بوصفها جهة حكومية منظمة منوهاً بأن الاستثمارات العربية في المجال الإعلامي كبيرة، لذلك يجب التعرف على الشركات والناقلات الفضائية ومناقشتها إلى جانب البحث عن الكيفية التي يتم وفقها توظيف التقنية الحديثة لصالح الإعلام، وجاء حديثه خلال افتتاح ملتقى السعودي للبث الإعلامي صباح يوم أمس السبت بحضور شخصيات إعلامية عالمية والذي ناقش حزمة من التحديات عانت منها مؤسسات صحفية دولية خلال فترة زمنية قدرت منذ منتصف الثمانينيات للعام الماضي حتى العام الحالي 2012م. استقطب في يومه الأول 120 شخصية إعلامية وطرح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الدكتور رياض نجم خلال ورقة عمل تغير المشهد على الساحة الإعلامية في السعودية استعرض فيها إعادة هيكلة القطاع الإعلامي وكيفية مواكبة ما يحدث في العالم معترفاً بأن وسائل الإعلام المحلية لم تستطع منافسة الإعلام الذي يأتي من الخارج، معزيا ذلك لكونها تجد صعوبة في جذب الكفاءات والتي اعتبرها مهاجرة وخاصة الرموز الإعلامية في الإعلام المرئي إلى جانب عدم وجود صناعة متكاملة للإعلام المحلي من مراكز تدريب وبيئة جاذبة تشجع الصحفيين على العمل. وشدد نجم على أن الوزارة واجهت تلك التحديات بإعادة هيكلة القطاع الإعلامي المحلي وإعادة الكفاءات المهاجرة من الخارج وتشجيع المنتج المحلي إذا أخذ بعين الاعتبار أن حجم الإنفاق عليه متدنٍ قياساً بحجم الاقتصاد السعودي, بيد أنه رصد خطوات إعادة الهيكلة في تحويل القنوات الإذاعية والتلفزيونية ووكالة الأنباء السعودية الحكومية إلى مؤسسات عامة وإنشاء هيئة لتنظيم العلامة وإصدار مراسيم تنظيم المرحلة الانتقالية ووضع نظام مستقل لها. واستشهد وكيل الوزارة في ذلك بقرار مجلس الوزراء بإصدار هيئة الإعلام المرئي والمسموع والتي من شأنها أن تدير وتشغل كافة وسائل الإعلام المحلية مدعومة بشخصية اعتبارية مستقلة ولها استقلالها المالي بحيث تقلل من دعم الدولة لها وتعتمد على مواردها الذاتية من خلال الخدمات التي تقدمها وتبقى لها رسالة وطنية واجتماعية. د. عبدالله الجاسر في مقدمة حضور الملتقى وكشف الدكتور رياض نجم أن الوزارة خصصت لجاناً بدأت عملها منذ الشهر الحالي وتستمر خلال الستة أشهر القادمة للعملية الانتقالية،، واستعانت الوزارة بمكتب استشارات متخصصة لوضع مشروع لتنظيم الإعلام المرئي والمسموع بالإضافة إلى الاستفادة من تجارب الدول الأخرى. إلى ذلك استعرض نائب الرئيس ومدير العمليات في عرب سات نبيل شانتي قصة بدايات عرب سات الذي انطلق عام 1985 ومدى ارتباطها بالقنوات في الشرق الأوسط والوطن العربي والتي أثرت في تفكير الناس وغيّرت من طرق حياتهم لافتاً إلى أنها تعمل تحت مظلة تجارية بحتة وأكسبها رأس المال السعودي استقلالية إضافية. وأوضح أنه عند انطلاق عرب سات كان العالم مستقراً ولم يكن هناك سوى محطتين جاهزتين للاستخدام وخلال سنة ارتفع إلى خمس قنوات ومع حلول عام 1990 م حدث حدثان مهمان أبرزهما حرب الخليج الذي أفرز ثلاث قنوات جديدة منها CNN وmbc والقناة المصرية, وفي عام 2000 م بدأ التحدي الآخر وهو ظهور الديجتال التلفزيوني الرقمي واعتبر عام 2004 مرحلة تحدٍ حقيقي مما استدعى القائمين على عرب سات للقيام بخطط استراتيجية وتسويقية، ووصل عدد القنوات التي تبث عبر القمر نحو 450 قناة. مدير هيئة الإذاعة البريطانية BBC السيد بيتر هروكس طرح خلال الملتقى ورقة عمل طرح فيها تجربة الهيئة في تغطية الأحداث في كافة أرجاء العالم بكل شفافية ومصداقية معتبرها الركيزة الأساسية لنجاحها ووصولها إلى المتلقي منوهاً بدور ثورة التكنولوجيا في ذلك والذي ساهم أيضاً في نقل الاحتجاجات والحوادث والاعتراضات في مختلف أنحاء العالم إلى جانب التصرفات البوليسية وانتهاكاتها. في المقابل ناقش مدير عام اتحاد إذاعات الدول العربية الدكتور صلاح معاوية كيفية تعامل اتحاد إذاعات الدول العربية مع موضوع الحقوق الحصرية للبث الرياضي في العالم العربي, في حين طرح رئيس سكاي نيوز أرابيا السيد نارت بوران مسألة استكشاف الأخبار في زمن التواصل الاجتماعي. يذكر أن الملتقى السعودي للبث الإعلامي يستمر ليومين وحظي بإقبال جماهيري فاق في يومه الأول ال 120 شخصية إعلامية من بينها 22 متحدثاً و40 شخصية إعلامية سعودية يمثلون 80 شركة ومؤسسة إعلامية وتسويقية وتكنولوجية.