التوسع في منتجات التمويل العقاري، وبالذات في سوق الإسكان بالمملكة، أضحى واقعاً يلمسه الجميع خلال السنوات الأخيرة الماضية، وينبىء عن ازدياد متوقع في المستقبل، بنوع وحجم هذا التمويل، بعد إصدار اللوائح التنفيذية لنظامي الرهن العقاري والتأجير التمويلي، ومنتجات التمويل العقاري تلك، كما نعلم، توفر للراغبين في امتلاك مساكن، وسيلة للحصول عليها دونما حاجة لدفع مبلغ قيمتها كاملاً، وعلى الفور، كما كان عليه الحال في السابق، الأمر الذي قد يدفع البعض لشراء منزل ذي مساحة تفوق احتياجات أسرته، وبمتطلبات يحلم بها، ترفع من دون أدنى شك في قيمة ذلك المنزل، مثل وجود مسبح، وحديقة، وحيز مخصص للعب الأطفال، وموقف خاص للسيارة، ونحو ذلك من المميزات، هذا بخلاف أن يقع ذلك المنزل الذي يمثل ( فيلا ) في حي راق وقريب من مكان العمل، ومراكز التسوق والترفيه، مما يؤدي إلى عدم قدرة رب الأسرة بعد ذلك على الالتزام بعقد التمويل لهذا المسكن، وسداد تكاليف الحصول عليه . إن شراء مسكن بالنسبة لمعظم الأسر، يعد أكبر استثمار مالي تنفقه طول حياتها في الغالب لذا ينصح دوماً لتجنب تحول شراء المساكن إلى عبء ثقيل على الأسرة، وبالذات للراغبين في امتلاك مسكن لأول مرة، بالبدء في شراء منزل يتناسب مع إمكانيات الأسرة المادية، ويلبي الحد الأدنى من متطلباتها الحالية، وذلك من أجل إيجاد الظروف التي تتيح القدرة على الإدخار، والتمكن خلال فترة قصيرة تالية من اقتناء منزل أكبر مساحة، وبما يتوافق مع الحاجة و يتواءم مع الإمكانيات إن الإنفاق في امتلاك مسكن، يتطلب النظر إلى هذا الاستثمار من جميع الأوجه، ومناقشة تلك الأوجه مع أخصائي التمويل السكني لدى مؤسسة التمويل التي تتجه لها الأسرة الراغبة في التمويل إلا أن التعدد القائم حالياً في منتجات التمويل كما ذكرت، ومؤسسات التمويل الكثيرة التي تقف وراء تلك المنتجات من بنوك تجارية وخلافها، تجعل الحاجة أكثر الحاحاً من ذي قبل لإيجاد برامج إرشاد شاملة لجميع تلك المنتجات، ليعرف ما يلائم بالذات الأسر الشابة التي تتجه لشراء مسكن للمرة الأولى، تتضمن تلك البرامج عروضاً تعليمية وتوعوية جماعية، وتقديم استشارات فردية، تتاح مجاناً تحت إشراف جهة الاختصاص وهي في الغالب وزارة الإسكان، وبدعم ورعاية من مؤسسات التمويل التي تقدم تلك المنتجات التمويلية الإسكانية، بحيث يتمكن من يرغب في الاستفادة من تلك البرامج الإرشادية،أو الحصول على الاستشارة من أخصائي التمويل السكني، الوصول إلى ما ينشده. ويتاح من خلال المراكز التي تحتضن تلك البرامج الإرشادية والاستشارية،التعرف على تفاصيل آليات عملية الشراء للمساكن، من تمويل، وحل مشاكل الائتمان، ومناقشة عقود الشراء، وخلافها من المعلومات الارشادية الأساسية، وتوفر الإجابة على الاستفسارات التي غالباً ما يتكرر طرحها في مثل هذا النوع من التمويل التي تحتاجها الأسر الراغبة في التملك كافة .