تعهد فراس طلاس، نجل وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس، بتمويل جماعات المعارضة السورية في الداخل وتقديم مساعدات انسانية وانشاء منظمة غير حكومية للتعامل مع ما اعتبرها الفوضى التي ستشهدها سوريا بعد رحيل نظام الرئيس بشار الأسد. وقال فراس، شقيق العميد مناف أحد قادة الحرس الجمهوري الذي انشق في يوليو الماضي، في مقابلة مع صحيفة «ديلي تليغراف» امس الجمعة، إنه «سيمنح شركاته الضخمة إلى هيئة من الشخصيات البارزة في المعارضة السورية، لاستخدام أرباحها للمساعدة في بناء مجتمع ديمقراطي في سوريا». واضاف «أنا أدعم برنامجاً كاملاً للإطاحة بالنظام وأضع ثروتي وراء ذلك حتى النهاية وسأُعيد إلى سوريا كل ما أعطتني.. ولكن إذا اعطيت كل ما عندي من المال فإن ذلك لا يساوي غراماً واحداً من الدم الذي فقده الشعب السوري»، على حد تعبيره. واشار فراس طلاس إلى أنه يخطط لانشاء منظمة غير حكومية تتولى الملكية الرسمية لامبراطوريته المسماة «من أجل سوريا»، والتي تنشط في مجالات تجارية مختلفة من تحميص القهوة إلى البناء وتبلغ قيمتها مليارات الليرات السورية. وقال إنه «يعمل على اعداد الأوراق القانونية الآن لتحويل ملكية امبراطوريته التجارية إلى هيئة تضم 7 شخصيات من قيادات المعارضة السورية، وسيجعل حساباتها علنية وشفافة واستخدام ارباحها لإعداد الشعب السوري لطريقة جديدة من التفكير، لتحقيق حلمه في جعل سوريا دولة ديمقراطية حقيقية». واضاف فراس طلاس أن كراهيته للحكومة السورية «تعود إلى قرابة عقد من الزمن، لأن عائلة الأسد تعتقد أنها تملك البلد وأن شعبها أغنام لها وهي الأسرة الوحيدة التي تملك المزرعة، وحتى نحن المقربون من النظام تعتبرنا حراساً لها فقط، وهذه هي الطريقة التي تُدير بها سوريا». وقال إنه «كوّن صداقات مع جزء من المعارضة السورية ووضعا معاً دراسة عن الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي جرى ارسالها إلى (الرئيس) بشار، وتلقى بعد شهرين رداً بارداً سأله عن أسباب تدخله في السياسة وهو رجل أعمال». وانتقد فراس طلاس جماعات المعارضة السورية في المنفى، بما في ذلك المجلس الوطني السوري والذي وصفه بأنه «يفتقد إلى الرؤية»، مضيفاً أن الرئيس الأسد «سيبقى في السلطة 50 عاماً أخرى إذا قاد المجلس الثورة السورية». وقال إنه سيقوم بتمويل قيادة جديدة للمعارضة من داخل سوريا بدلاً من المجلس الوطني السوري، لكنه رفض الكشف عن اسمائها، مشيراً إلى أنها «ستضم عدداً من قادة المجتمع من المدن في مختلف أنحاء سوريا، وهو جزء من مجموعة تجري الاستعدادات لتشكيل حكومة انتقالية». واضاف فراس طلاس «نحن بحاجة لإنشاء جبهة وطنية ومجلس يضم 30 شخصاً يمكن أن يشكل مجلساً انتقالياً يحكم لفترة حتى انتخاب برلمان جديد في سوريا ويمثل المعارضة السورية وكذلك الشخصيات العلوية من النظام السابق لأنها تنظر إلى النظام على أنه ممثلها، وبعض الشخصيات من الحرس القديم».