أكد الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة "أ.د. محمد بن سالم شديد العوفي "على أن إنشاء المجمع جاء تلبية لحاجة ملحة لازدياد حاجة العالم الإسلامي إلى المصحف الشريف، وترجمة معانيه إلى مختلف اللغات التي يتحدث بها المسلمون، والعناية بمختلف علومه، وكذلك خدمة السنة والسيرة النبوية المطهرة، واضطلاعاً من المملكة بدورها الرائد في خدمة الإسلام والمسلمين. وقال في حديث ل"الرياض":يُمثّل إنشاء المجمع صور العناية بالقرآن الكريم حفظاً، وطباعةً، وتوزيعاً على المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة، وينظر المسلمون إلى المجمع على أنه من أبرز الصور المشرقة والمشرّفة الدّالة على تمسك المملكة بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم اعتقاداً ومنهاجاً، وقولاً، وتطبيقاً، مشيراً إلى أن العمل يجري حالياً على الأرشفة الإلكترونية وإدارة الوثائق، والتدقيق الآلي لنص القرآن الكريم، ومصحف المدينة النبوية لأجهزة الجوال، وفيما يلي نص الحوار: سياسة المجمع وأهدافه * ماهي سياسة المجمع في تحقيق أهدافه، وما أبرز تقسيماته الرئيسة؟ سياسة المجمع لتحقيق أهدافه تتمثل في: استمرار إنتاج إصدارات المجمع المطبوعة، والمرتلة بمختلف الروايات المشهورة وبأعلى مستويات الدقة مع ما يتطلبه ذلك من إعداد، ومراجعة علمية، إلى جانب مواصلة نشاط المجمع في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى مختلف اللغات، والاستمرار في توزيع إصدارات المجمع على المسلمين في مختلف أنحاء العالم، وتقديم هدية خادم الحرمين الشريفين السنوية لحجاج بيت الله الحرام، إضافة إلى خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من خلال إصدارات المجمع، ومواصلة إجراء الدراسات المتعلقة بأهداف المجمع، ونشر إصدارات المجمع، وجهوده المختلفة على شبكة الإنترنت، كذلك تطوير أعمال المجمع بما يتناسب مع مناشطه المتعددة، وإتاحة الفرصة للمسلمين لزيارة المجمع، وتنظيم الندوات العلمية ذات العلاقة بأهداف المجمع، وتدريب الموظفين داخل المجمع، وخارجه، وتنظيم دورات تجويدية لحفظة كتاب الله الكريم، والعمل المتواصل على النواحي الإدارية والفنية بالمجمع. إنتاج 260 إصداراً و257 مليون نسخة بخمسين لغة حتى الآن.. ونظام دقيق للمراقبة وتشمل التقسيمات الرئيسة للمجمع "الهيئة العليا للمجمع"، وتتولى رسم الخطط والأهداف العامة للمجمع وسياسات تطبيقها، والإشراف على تنفيذها، و"المجلس العلمي للمجمع" ويختص بدراسة القضايا والبحوث ذات الصبغة العلمية والتي تتعلق بعلوم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وترجمات معاني القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، و"اللجنة العلمية" لمراجعة مصحف المدينة النبوية، و"لجنة الإشراف" على مصحف المدينة النبوية المرتل، و"إدارة الشؤون العلمية" ويتبعها مركز الترجمات، ومركز الدراسات القرآنية ومركز خدمة السنة والسيرة النبوية. عدد العاملين * ما عدد العاملين في المجمع؟ وما نسبة السعوديين العاملين فيه؟ - يعمل بالمجمع حالياً نحو 1700 شخص بين علماء وأساتذة جامعات وفنيين وإداريين، ونسبة السعوديين منهم تصل إلى حوالي 79%، وتعمل الكفاءات السعودية الآن في مختلف الأقسام الفنية بالمجمع، ويتابع المجمع تطوير مهاراتهم الفنية والإدارية لتتناسب مع احتياجاته، من خلال دورات تدريبية منتظمة في مركز التدريب والتأهيل الفني، والتدريب على رأس العمل. الطاقة الإنتاجية * كم تقدر الطاقة الإنتاجية للمجمع؟ - تصل الطاقة الإنتاجية للمجمع إلى ثلاثة عشر مليون نسخة من مختلف الإصدارات سنوياً، وزاد عدد الإصدارات التي أنتجها المجمع حتى مطلع عام 1431ه على 260 إصداراً موَّزعاً بين مصاحف كاملة وأجزاء وترجمات وتسجيلات وكتبٍ للسنة والسيرة النبوية وغيرها، وزاد إنتاج المجمع على 257 مليون نسخة، كما أنجز المجمع أكثر من 40 دراسة ومصنفاً في مجال الدراسات القرآنية. ترجمات المجمع * كيف يتم تبويب إنتاج المجمع من الترجمات؟ - يمكن تبويب ترجمات معاني القرآن الكريم الصادرة عن المجمع إلى مختلف اللغات وعددها 50 لغة، وهي: 24 لغة آسيوية، 12 لغة أوربية، 14 لغة إفريقية، أما عدد إصدارات الترجمات فتزيد على 70 إصداراً، والعمل جارٍ لإنجاز ترجمات أخرى. توزيع الإصدارات * هل هناك آلية محددة لتوزيع إصدارات المجمع؟ - بدأ المجمع توزيع إصداراته من المصاحف، والتسجيلات، والأجزاء، وربع يس، والعشر الأخير، والترجمات، والكتب منذ عام 1405ه، ويتم ذلك على المسلمين داخل المملكة وخارجها في مختلف أرجاء العالم، وبلغت الكميات الموزعة عشرات الملايين، كما يواصل المجمع سنوياً توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين على كل حاج عند مغادرته منافذ المملكة، وزاد عدد النسخ الموزعة على الحجاج حتى موسم 1431ه إلى حوالي 30 مليون نسخة. نظام المراقبة * انفرد المجمع بنظام دقيق للمراقبة متعدد المراحل، نريد إلقاء الضوء على هذا النظام؟ - تعدّ مراقبة الإنتاج المحور الرئيس للتأكد من سلامته، وينفرد مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف باتباع أسلوب رقابي متميز على إصداراته لا يوجد في أي مؤسسة طباعية إنتاجية أخرى في العالم، إذ تشمل مراقبة الإنتاج كلاً من (مراقبة النص) عن طريق لجنة مستقلة مختصة في علوم القرآن من تجويد وقراءات ورسم وضبط، و(المراقبة النوعية) وهي المسؤولة عن اكتشاف أية أخطاء محتملة على خطوط الإنتاج، و(المراقبة النهائية) وهو جهاز كامل للمراقبة النهائية للمنتج قبل توزيعه ويزيد عدد العاملين به على 400 مراقب. نوعية الإصدارات * ماهو أسلوب المجمع في اختيار إصداراته؟ - يراعى المجمع في اختيار إصداراته المطبوعة أو المرتلة، وإنتاجها، وتوزيعها المواءمة بين حاجات المسلمين إليها، وبين الاستفادة القصوى من الإمكانات الكبيرة التي أمر بتوفيرها للمجمع خادم الحرمين الشريفين، فالمجمع يضم تجهيزات حديثة، وإمكانات متقدمة في مجال الإعداد للطباعة، والطباعة ذاتها، والتجليد، والمراقبات المختلفة. كما أنشأ المجمع مصنعاً متكاملا خاصاً به للأقراص المدمجة CD يشمل التصنيع، والطباعة، والتغليف، بطاقة إنتاجية قدرها (840 قرصاً في الساعة)، وعند إعداد خطة الإنتاج تأخذ الأمانة العامة في اعتبارها تنفيذ الأوامر السامية، والكميات الموجودة في المستودعات، وحجم الطلبات التي ترد للمجمع من مختلف الجهات في الداخل والخارج، وتنويع الإصدارات مع المحافظة على دقة طباعتها وسلامتها. ويضع المجمع ضمن خططه المستقبلية العمل على زيادة إنتاجه وتنويعه، ويدرس باستمرار أفكاراً ونماذج جديدة من الإصدارات المطبوعة والمسجلة. لغة الإشارة * كيف تمت ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة الإشارة؟ - خطا المجمع خطوات أساسية لترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة الإشارة لتكون الأولى من نوعها في العالم، فدرس مختلف جوانبها وهيَّأ لذلك الإمكانات العلمية والفنية اللازمة، آخذاً في الاعتبار طبيعة فئة الصم ولغة الإشارة. وأنهى المجمع تصوير وتسجيل ومونتاج سورة الفاتحة والعشرين سورة الأخيرة من جزء عم من ترجمة وتفسير معاني القرآن الكريم إلى لغة الإشارة، وبعد التأكد من كفاءة العمل سيشرع في ترجمة باقي سور جزء عم تباعاً. موقع المجمع على النت *ماذا عن موقع المجمع على شبكة الإنترنت؟ - صمم الموقع على الشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنت) بحيث يتضمن ست لغات إضافة إلى اللغة العربية هي: الإنكليزية، والفرنسية، والإسبانية، والأردية، والإندونيسية، والهوسا. وهذا يعني أن الموقع عبارة عن سبعة مواقع بسبع لغات، مجموعة في موقع واحد، وتكوّنت بالمجمع لجان مختصة للنهوض بالأعمال العلمية والفنية المتصلة بتشغيل الموقع، وقد تم إنجاز جميع مواد الموقع، وعنوانه: www.qurancomplex.org. زيارة المجمع * هل زيارة المجمع مفتوحة للجميع من المواطنين والمقيمين؟ - المجمع يفتح أبوابه للزوار، وقد زار المجمع نحو مليونين وخمس مئة ألف زائر من مختلف بلدان العالم جاؤوا ليشاهدوا هذا الصرح الإسلامي الشامخ؛ الذي يعدّ من الأعمال الجليلة التي قامت بها المملكة لخدمة الإسلام والمسلمين. وأبدى الزوار إعجابهم بهذا الصرح الإسلامي الشامخ لما شاهدوه ولمسوه من عناية فائقة في طباعة ومراجعة إنتاج المجمع. الخط الحاسوبي *هلّا أطلعتمونا على مشروع الخط الحاسوبي (خط النسخ) الذي أطلق مشروعه مؤخراً؟ - هو أحدُ المواقعِ على النت التابعةِ لمجمَّعِ الملكِ فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة، ويهدِف الموقعُ إلى المساعدةِ في دعمِ المكتبة العربية الإلكترونية بمجموعةٍ من الخطوط الحاسوبيةِ التي تخدِم نَصَّ المصحف الشريف بمختلف رواياته، وكذلك دعمِ الخطوطِ الحاسوبيةِ العربية ِالتي تخدمُ أعمالَ كِتابةِ البحوثِ والرسائلِ العِلميَّةِ وأعمالَ طِباعةِ الكتبِ وغيرِها بِما يَتَوافَقُ مع الاحتياجات الخاصَّةِ بِالنصِّ العربيِّ. المشروعات التقنية * ماذا عن المشروعات التقنية المنفذة؟ - تطوير العديد من البرامج الحاسوبية التي تخدم القرآن الكريم وعلومه، ومن أهمها برنامج القرآن الكريم لأجهزة الحاسوب الكفي، وبرنامج مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي، وبرنامج مصحف المدينة النبوية خدمات حاسوبية للقرآن الكريم وعلومه، إلى جانب إنشاء مجموعة من مواقع الإنترنت ذات العلاقة بالقرآن الكريم وعلومه، مثل: موقع صور الإصدارات، وموقع المكتبة الصوتية، وموقع تفسير القرآن الكريم بلغة الإشارة، إضافة إلى إنشاء خط حاسوبي Open Type Font لنص القرآن الكريم بالرسم العثماني برواية حفص وفق معيارUnicode تمهيداً لإتاحته لعامة المستفيدين للإفادة منه، كذلك إنتاج تسجيلات صوتية مرتلة بأصوات عدد من المشايخ بروايات مختلفة، وإتاحتها لعامة الناس بصيغةmp3، وتنظيم ندوة "القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة- تقنية المعلومات"ومناقشة (37) بحثاً فيها. ويجري حالياً العمل على الأرشفة الإلكترونية وإدارة الوثائق، والتدقيق الآلي لنص القرآن الكريم، ومصحف المدينة النبوية لأجهزة الجوال. المراقبة النوعية قبل الطباعة خطاط المصحف الشريف في مهمة الضبط الأخيرة