سعادة عظيمة وفرحة كبرى يستشعرها قلب كل مسلم كلما هلّ شهر ربيع الأول. الثاني عشر من ربيعه هو يوم ولادة خير الأنام الحبيب المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم. بمولده أضاءت الدنيا بنوره، وتهللت السماء والكون بقدومه العظيم. في هذا اليوم تحتفل الأمة الإسلامية أجمع بمولده كل على طريقته، وللمولد النبوي عند أهل الحجاز مكانة خاصة ، فأرضها شهدت ولادته وعظيم نبوته، كما أنها تحتضن قبره ومسجده عليه أفضل الصلاة والتسليم. في هذه المناسبة يحرص أهل الحجاز في تناول سيرته النبوية العطرة وقراءتها في مجالس من الحب والإيمان، تتعطر بذكر صفاته وشمائله وعظيم أخلاقه وقصص نبوته. إن الاجتماع لسماع السيرة النبوية لسيد الأنبياء والمرسلين لأمر روحاني محبب، فيه الكثير من الفضائل والمعاني . يستشعرون فيها بقوة الإيمان، ويتجدد معها حبه وحب سيرته وسنته الطاهرة. كيف لا يفعلون وحبه واجب عليه أفضل الصلاة والسلام. ألم يرو لنا أنس بن مالك عن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال:» لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» – أخرجه مسلم. بالرغم من أهمية هذا اليوم العظيم إلا أنه اعتادت فيه أن ترتفع الأصوات المختلفة حوله وحول حكم الاحتفال به. هذا التكرار السنوي لذات السؤال يجعلنا نتساءل أيضا بالمقابل ألا يستحق منا شفيعنا وصفوة المصطفين وخاتم المرسلين أن نتوقف عند ذكرى يوم مولده بالصلاة عليه ؟! قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً الأحزاب:56 ألا يستحق منا العودة إلى سيرته وتجديد العلاقة معها؟! ألا يستحق منا التعلم من سنته وإتباع أقواله وتطبيق أفعاله ؟! ألا يستحق منا إظهار حبه وحب سنته قال تعالى:» قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله» – آل عمران : 31 المولد النبوي ما هو إلا يوم لسكينة الروح وصفاء القلب وتجديد الحب والإتباع. كلنا نحب رسول الله ونردد شعارات « إلا رسول الله « « وأنا أحب رسول الله» فهل يعقل أن نلتزم بها طوال أيام العام ثم نتوقف عنها في يوم مولده الشريف ؟! اللهم ارزقنا تمام محبة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. ملوك الشيخ - جدة