اتخذت أمس السبت إجراءات أمنية مشددة في عدة مدن فرنسية منها أساسا باريس لمنع مظاهرات واحتجاجات على الفيلم الأمريكي المسيء للرسول ورسوم الكاريكاتير التي نشرتها مجلة " شارلي هبدو" الفرنسية الأسبوعية الساخرة يوم الأربعاء الماضي. وكانت قد صدرت في الأيام الأخيرة دعوات عبر مواقع الاتصال الاجتماعي للاحتجاج أمس. ولكن رئيس الوزراء الفرنسي منع مثل هذه المظاهرات برغبة الحفاظ على الأمن العام. وقد انتقدت أطراف كثيرة عملية المنع هذه معتبرة أنها تتناقض مع نص الدستور ونصوص القوانين الفرنسية التي تقر حق حرية التعبير ولكنها تضمن في الوقت ذاته حرية التظاهر بشكل سلمي. وبالأمس أفادت عملية سبر آراء أن 51 في المائة من الفرنسيين يؤيدون إقدام المجلة الفرنسية الساخرة على نشر الرسول المسيئة للرسول باسم حرية التعبير . ولكن سبعة وأربعين في المائة من أفراد العينة المستجوبة أعربوا عن خوفهم من أن يؤدي إقدام المجلة الفرنسية على نشر الرسوم الساخرة من النبي محمد إلى توتر بين العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين. وانتقد كثير من الفرنسيين المقيمين في بلدان مغاربية في تحقيقات في وسائل الإعلام الفرنسية تصرف المجلة الفرنسية واعتبروا أنه تصرف غير مسؤول. وكان مسلمون قد دعوا للتجمع أمس في عدة أماكن منها مقر السفارة الأمريكية في العاصمة الفرنسية للتنديد بالفيلم الأمريكي وبرسوم المجلة الفرنسية الساخرة تحت شعار " لاتمس نبيي". وقال مانويل فالس وزير الداخلية الفرنسي في حديث نشرته أمس صحيفة " لوباريزيان" اليومية الفرنسية إن منع المظاهرات والاحتجاجات في الشارع يعزى من تخوف السلطات الفرنسية من إمكانية حصول أحداث شغب على غرار ما حصل يوم السبت قبل الماضي أمام السفارة الأمريكية في باريس. وقد ألقت الشرطة القبض على مائة وخمسين شخصا من قرابة ثلاث مائة تظاهروا أمام مقر السفارة الأمريكية وحصلت اشتباكات بين عناصر قوى الأمن الفرنسي وعدد من هؤلاء المتظاهرين. وأصدر القضاء الفرنسي أمس السبت حكما بسجن أحد الشبان الذين شاركوا في الاحتجاج على الفيلم الأمريكي قبل ثمانية أيام لمدة خمسة أشهر منها ثلاثة قابلة للتنفيذ بتهمة استخدام هراوة ضد رجال الأمن. وأبقي على المتهم في حالة سراح حتى يقرر القاضي الطريقة التي يمكن للمتهم أن يؤدي من خلالها هذه العقوبة ليس داخل السجن بالضرورة بل من خلال خدمات يقدمها للمجتمع على سبيل المثال. من جهة أخرى ألقي القبض على شخص في مدينة " لاروشيل " الواقعة في الغرب الفرنسي للتحقيق معه بعد أن وجهت له تهمة الدعوة عبر الإنترنت لقتل مدير مجلة " شارلي هبدو" التي أقدمت على نشر رسوم مسيئة للنبي محمد يوم الأربعاء الماضي.