أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيله الشيخ صالح بن محمد آل طالب على تقوى الله في السر والعلن واتباع أوامره واجتناب نواهيه ابتغاء لمرضاته عز وجل. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها يوم امس بالمسجد الحرام البقاع والبشر والكتب والكلم قد تتساوى في أصلها المجرد، فإذا أضيفت فإنها تكتسب قيمتها من قيمة ما أضيفت إليه وأعظم وأجل إضافة هي الاضافة الى الله الاعظم، فكتب الله تأتي الكتب وبيوت الله أطهر البيوت وكلام الله اعظم الكلم ورسله هم غرة البشر وزينة الدنيا اصطفاهم الله خياراً من خيار وعصمهم قبل النبوة وبعدها وتمثلت كمالات البشر في ذواتهم وسمو الانسانية في ارواحهم وأقوم السب في هداياتهم رسل الله وانبيائه هم خير من وطىء الثرى وأكرم وأبر الورى لا سبيل للجنة الا بطاعتهم ولا نجاة من النار الا بتصديقهم ولا وصول الى الله الاجل الاكرم الا بإرشادهم عظمة الرسول من عظمة من ارسله وتكريمه من تكريم من بعثه ومقامهم عند الله عظيم وان الله يغار على انبيائه ويدافع عنهم، كم من أمم أبيدت بدعوات انبيائها عليها وكم من ديار قلبت وصعقت ورجفت بسبب تكذيبهم لرسلهم واستهزائهم بهم «ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون» وما زال الانبياء والرسل لهم المكانة العظمى في الشرائع والرسالات كلما جاء رسول صدق الرسول الذي قبله وبشّر برسول بعده واجتمعت بشارات الرسل لأقوامهم برسول يأتي من بعدهم اسمه أحمد هو خاتمهم وإمامهم وفي الخير مقدمهم وإن كان آخرهم في الزمان صلى الله عليه وصلى على أنبيائه ورسلهم وأتباعهم أجمعين. وقال فضيلته تقصر العبارات والمدائح وتضيق المعاني والقرائح أمام عظمة النبي الكريم والرسول العظيم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي العربي ولن تبلغ ولن توفي قدره المنابر والمحابر وليست السيرة الشريفة بحاجة الى تعريف فالقدر عالم كيف ترقى رقية الأنبياء يا سماء ما طاولتها سماء، مشيرا فضيلته الى ان العالم من أزله الى أبده لم يعرف مصفى المعدن زكي السيرة بهي الخلائق صلب الجهاد شديد التعلق بربه مثل ما عرفت النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولم يعرف العالم إنساناً شقّ طريق الكمال ومهّده للناس تمهيدا ودعاهم اليه أحق دعوة وشرح معالمه لهم أرقّ شرح وتحمّل في ذات الله ما لم يتحمل احد مثلما عرف عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وأكد آل طالب ان حقيقة الرسول صلى الله عليه وسلم فوق ما يصف الموصفون والأيادي التي أسداها تجعل كل مؤمن مدين له بنور الايمان الذي اضاء نفسه وزكاها «وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور» إن محمد صلى الله عليه وسلم جاء في أعقاب نبوات أعقب الشيطان ثمارها وكانت بعثته كلمة السماء الأخيرة فكانت ضمان يمنع العوج ويقي من الانحراف لتصون مستقبل الانسانية الطويل «وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون». وبيّن امام وخطيب المسجد الحرام في خطبته انه وجدت ديانات مفتعلة ومعتقدات نسبت الى الله ما لا يليق وقوّلته ما لم يقل وبلغ من فسوخ هذه وتلك أنها قاومت الحق أشد مقاومه لمّا جاءها ولم يكسب العالم منها الا الشقاء لذلك قال الله عزوجل «فمن أظلم ممّن كذب على الله وكذّب بالصدق إذ جاء أليس في جهنم مثوى للكافرين والذي جاء بالصدق وصدّق به أولئك هم المتقون لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين» مبينا فضيلته ان بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كانت انقاذا من الالحاد وعواقبه الشائنة ورفعا ودفعا للظلم واستعباد الرنسان لإنسان فإن محمد صلى الله عليه وسلم جاء الى الاجناس كافة بدين يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث مؤكدا فضيلته أن محمداً صلى الله عليه وسلم صناعة إلهية لم تتكرر فسبحان من أبدع محمدا. وأوضح فضيلة الشيخ آل طالب في خطبته ان هناك ثمة وقفات واشارات حول ما شغل الناس من اساءة لجناب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومساس بديننا الخاتم ممّا جاش في الصدور وغلت منه القلوب كما تغلي القدور ولا خير في أمة تؤذى في نبيها فلا تغضب ولا خير في غضبة لرسول الله تؤدي الى غضب من الله ورسوله ويستحيل ان يحقد على محمد رجل له ثقافة محترمة او عقل بصير، لماذا يحقد على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبارك الذي يتبعه اليوم مليار وخمس مئة مليون من البشر أو يزيدون هو أحب إليهم من أنفسهم وأموالهم وأولادهم والناس أجمعين.