أصبح الكثير من الشباب والشيوخ وطلبة العلم الشرعي يستخدمون اسم النبي الكريم محمد بن عبدالله – صلى الله عليه وسلم – مجردا دون توقير أو احترام للاسم الشريف، بحيث يستسهلون استخدام اسم (محمد) في أحاديثهم ومداخلاتهم دون ذكر لفظة (النبي)، أو (الرسول) سابقتين للاسم على الأقل، أو ذكر عبارة (صلى الله عليه وسلم) بعد الاسم مباشرة فيقولون: جاء محمد، وقال محمد، وهكذا فعل محمد، دون توقير بدءا وأنتهاء (هكذا يتعاملون وبكل استخفاف مع اسم النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم)، وكأنما هذا الذي يتكلمون عنه إنما هو أحد أصدقائهم، أو إخوانهم، أو عشيرتهم، وهذا والله هو الجهل بعينه، وهو الذي أصاب الكثير من الناس بحيث لا يعلمون بأن الذي يذكرونه باسمه المجرد هو سيد الأولين والآخرين، وخاتم الأنبياء المرسلين، وحبيب رب العالمين. فالله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز عظّم قدر نبيه ومصطفاه بقوله « يا أيها النبي إنَا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا» (الأحزاب 45)، وقوله سبحانه: « إنه لقول رسول كريم « (التكوير 19)، وزكّاه ورفع شأنه وقدره بقوله سبحانه: «وإنك لعلى خلق عظيم» (القلم 4). وعُرِفَ عن هذا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم – مع عظم قدره ومقداره بأنه لا ينتقم لنفسه، ولا يقابل المسيئين له، أو المستهترين به، أو جفاة القلوب بما يكرهون بل كان يستقبلهم هاشا باشا مرحبا بهم رغم جفوة قلوبهم، ولذلك قال الله عزّ وجلّ فيهم: « إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون» (الحجرات 4)، لأنهم كانوا ينادونه باسمه مجردا «يا محمد يا محمد» دون مراعاة لكونه نبيا ورسولا، مع عدم الالتزام بآداب الإسلام في التخاطب وتوقير الآخرين، خاصة عندما يكون التعامل مع خير خلق الله وصفوة رسل الله – صلى الله عليه وسلم... ولذلك حرص أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بمناداته (يا رسول الله أو يا نبي الله) تعظيما واحتراما وتقديرا لعظمة شأنه ورفعة مقامه – صلى الله عليه وسلم- وتصديقا لقول الله عز وجل في كتابه العزيز: «لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزّروه وتوقروه» (الفتح 9). كل ما نرجوه من شبابنا، وشيوخنا، وطلاب العلم، وعامة المسلمين أن يلتزموا الاحترام والتأدب مع مقام النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – خلال لفظهم لاسمه؛ فلا ينطقوه مجردا دون تصدير بقولهم: النبي أو الرسول أو سيدنا محمد، وأن يعقبوا بعد اسمه مباشرة بقولهم – صلى الله عليه وسلم – حتى يعلم السامع بأن المُتَكلم عنه هو نبينا وسيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وليس أي شخص آخر من البشر. ولا نقول كما يقول بعض الجهلاء على سبيل المثال: قال محمد: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته» .. ونحن نسأل: هل هذا هو الأسلوب الأمثل في تخاطبنا مع مقام حضرة النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم؟ إننا ندعو كبارنا وصغارنا، وشيوخنا وعوامّنا، وكل الغيورين على احترام اسم النبي المصطفى – صلى الله عليه وسلم - في محادثاتهم ومداخلاتهم وخطبهم وتناولهم للاسم الشريف في شتى مناحي الحياة، بأن يكون هناك نوع من التوقير والاحترام في التعامل معه تمييزا وتقديرا وتعظيما له دونا عن بقية الأسماء والأشخاص.. بأبي وأمي هو عليه الصلاة والسلام. كما نطالب العلماء، والشيوخ، وخطباء المساجد في تثقيف العامة ونصحهم وإرشادهم إلى عدم التهاون مع اسم النبي الأعظم، والرسول الأكرم عند ذكره، أو ذكر صفاته، أو مناقبه التي لا يُعرف بها غيره من البشر – صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا دائما أبدا إلى يوم الدين، كل ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون. [email protected]