بين ماضٍ عريق اتصف بالقيم ومستقبل زاهر يتصف بالتقدم يحل اليوم الوطني الثاني والثمانون للمملكة العربية السعودية يوم الأحد السابع من شهر ذي القعدة الحالي الأول من الميزان والذي يعد محطة اعتزاز واستذكار وتأمل جديد في عهد النهضة والتطوير في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله – إن الاحتفاء بهذا اليوم تذكير بعظم الإنجاز الذي تحقق ولله الحمد والمنة على يدي مؤسس هذه الكيان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وتابع مسيرته ونهجه من بعده أبناؤه الملوك - رحمهم الله جميعاً - ذلك الإنجاز الذي أسس على ثوابت عظيمة في مقدمتها التمسك بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتسخير الجهود وتذليل جميع الصعاب والأخذ بأسباب الرقي والتقدم مع الحفاظ على القيم والثوابت لتحقيق النماء والتطور بجميع ربوع الوطن وفي مختلف المجالات. لقد أنعم الله عز وجل على بلادنا بأن هيأ لها من أبنائها رجالاً أوفياء حملوا راية التوحيد ودعوا إلى التآخي والتلاحم والتآلف والتراحم لتتمكن هذه البلاد المباركة من أخذ موقعها الريادي باعتبارها بلاد الحرمين الشريفين ومأوى أفئدة المسلمين، وبتوفيق الله تعالى تم لجلالة الملك عبدالعزيز – غفر الله له – ما أراد، واستطاع بقيادته وحنكته أن يجعل من المملكة العربية السعودية مثالاً يحتذى في وحدتها السياسية والدينية وقدرتها على تخطي كل المعوقات من أجل النهوض والأخذ بأسباب الحضارة المعاصرة وإدراك خطوات التنمية معتمداً – طيب الله ثراه – في المقام الأول على بناء الإنسان كمرتكز تقوم عليه الحركة التنموية والسعي إلى دمج البلاد والأمة في التاريخ المعاصر من خلال برامج النهضة المتنامية، وهاهي الأجيال المتعاقبة تجني ثمار غرسه وتشهد التحولات الهائلة والتطور المذهل في شتى الجوانب. وإننا ونحن نستعرض تلك السنوات من عمر مملكتنا الغالية ننظر باعتزاز لتلك الجهود الجبارة والهمم العالية التي وقفت خلف كل ما تحقق من الانجازات في مختلف المجالات والميادين التنموية والحضارية عبر العهود الزاهية المتوالية لأبناء الملك عبدالعزيز البررة – رحمهم الله – حتى العهد الميمون لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين – يحفظهما الله -. إننا إذ نحتفل بهذه الذكرى الغالية ذكرى توحيد هذا الكيان العظيم الذي استطاع الملك المؤسس بتوفيق الله لم شتات هذه الأمة وتوحيدها تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) حتى أصبحنا نعيش هذا الحاضر الزاهر ونتطلع إلى غد مشرق بإذن الله تعالى في وطن تتواصل فيه مسيرة الخير والنماء وتتجسد فيه معاني الوفاء لقادة أخلصوا لشعبهم وتفانوا في رفعة بلدهم حتى أصبحت له مكانة كبيرة بين الأمم ولله الحمد والمنه ، لنستشعر أهمية العمل على حب الوطن في نفوسنا وتعزيز وتنمية مشاعر الانتماء لهذه الأرض الطاهرة في نفوس أبنائنا وتحصينهم ضد حملات التضليل التي تستهدف أمننا واستقرارنا، ولقد قامت حضارتنا المجيدة على أساس متين من القيم والثوابت مستمدة دستورها ومنهجها من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله الكريم – صلى الله عليه وسلم –. وأي وطن أحق بالحب من وطن المقدسات وطن له قيمته في معتقده وثوابته وفي مكتسباته ومنجزاته التي أخذت بكل جديد يتمشى مع قيمه الروحية والاجتماعية وقدم للعالم أسلوباً إسلامياً ناجحاً للحكم الرشيد الراشد، سنبقى نحب وطن الآباء والأجداد الذين عاشوا وماتوا وهم راضون وفخورون بهذا الانتماء العظيم لهذا الوطن الكبير الذي يجمع شمل هذه الأمة المترامية الأطراف وبكل قوة ومحبة واعتزاز.. ونحن في عمادة تقنية المعلومات إذ نعيش فرحة ذكرى اليوم الوطني نستلهم من هذه المناسبة الغالية روح العطاء لمواصلة المسيرة التنموية والحضارية في كل المجالات منطلقين من توجيهات حكومتنا الرشيدة وولاة أمرنا وتوجيهات المسؤولين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ضمن منظومة التنمية الشاملة لوطننا المعطاء، وإصرارنا المتواصل على إعداد أجيال المستقبل لبناء الوطن والإسهام الفاعل في تطويره وحماية أمنة واستقراره من كل الانحرافات الفكرية والسلوكية والدفاع عن مكتسباته في شتى المجالات. ويطيب لي بهذه المناسبة العزيزة أن أرفع باسمي وباسم كافة منسوبي عمادة تقنية المعلومات أسمى آيات التهاني والتبريكات مقرونة بصادق الوفاء والولاء بمناسبة اليوم الوطني للمملكة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- وإلى الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الكريم، متمنياً لبلادنا مزيداً من التقدم والازدهار في ظل القيادة الحكيمة وأن يديم المولى سبحانه وتعالى نعمة الإسلام والأمن والسلام. * عميد تقنية المعلومات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية