تحطمت مروحية تابعة للجيش السوري النظامي صباح امس في منطقة ريف دمشق بنيران المقاتلين المعارضين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بينما تشهد الاحياء الجنوبية في مدينة حلب في شمال البلاد "القصف الاعنف" منذ بدء المعارك في ثاني كبرى مدن البلاد. وفي لاهاي، بدأ ممثلون عن مجموعة "اصدقاء الشعب السوري" التي تضم حوالى ستين بلدا وجامعة الدول العربية، اجتماعا امس يهدف الى تشديد العقوبات على النظام السوري. وتسببت اعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا الخميس بسقوط 41 قتيلا، بحسب المرصد. وجاء في بيان للمرصد السوري "سقطت طائرة مروحية في منطقة تل الكردي قرب مدينة دوما وبحسب نشطاء من المنطقة ان الطائرة اسقطت بنيران الكتائب الثائرة المقاتلة". وكانت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) افادت عن تحطم المروحية جنوب شرق دوما، من دون ان تقدم تفاصيل اضافية. واوردت تنسيقية دوما الناشطة على الارض من جهتها في بريد الكتروني انه تم "اسقاط طائرة مروحية للنظام المجرم في منطقة تل كردي"، بعد "تحليق طائرات الميغ فوق المدينة وسماع صوت انفجارات ضخمة جدا من جهة بعيدة". ولم يتمكن ناشطون في المنطقة من تزويد وكالة فرانس برس بتفاصيل حول عملية اسقاط الطائرة. واوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان "العملية ترافقت مع قصف عنيف بالمروحيات والمدفعية لمنطقة الغوطة وغيرها من مناطق ريف دمشق المجاورة لدوما والتي تكثر فيها تجمعات الثوار". وتعرضت دوما التي دخلت بعد اشهر من الانتفاضة على نظام الرئيس بشار الاسد تحت سيطرة المقاتلين المعارضين لعمليات اقتحام متعددة انتهت باستعادة قوات النظام السيطرة عليها. وسبق للمقاتلين المعارضين ان اعلنوا اسقاط طائرات مروحية تستخدمها القوات النظامية في النزاع المستمر منذ اكثر من 18 شهرا. كما اسقطوا طائرة ميغ حربية في ادلب (شمال غرب) في نهاية آب/اغسطس. وفي دمشق، قتل ثلاثة اشخاص واعتقل العشرات "اثر اقتحام القوات النظامية السورية حديقة فلسطين في مخيم اليرموك" في جنوب العاصمة، بحسب ما ذكر المرصد الذي اشار الى تواجد نازحين من حي الحجر الاسود (جنوب) في المخيم. وكانت القوات النظامية اقتحمت الاربعاء حي الحجر الاسود حيث افيد عن عشرات القتلى والعثور على جثث مصابة بطلقات نارية مباشرة خلال الايام القليلة الماضية. واعلن المجلس الوطني السوري المعارض الاحياء الجنوبية من العاصمة "مناطق منكوبة". وقال في بيان ان "ما يجري في حي الحجر الأسود يتكرر في احياء دمشقالجنوبية: القدم والعسالي والحجر الأسود والتضامن ومخيم اليرموك"، مطالبا العالم ب"العمل على وقف القصف فورا والسماح بدخول الصليب الأحمر واسعاف الجرحى". كما حذر البيان من "مجازر"، وناشد "ابطال الجيش الحر التدخل واستهداف كتائب الأسد المتوزعة في الثكنات العسكرية القريبة للتخفيف عن المدنيين المتبقين، وفتح ثغرة تمكنهم من النزوح الى الاحياء المجاورة". وفي حلب، تتعرض احياء عدة لقصف عنيف لا سيما في جنوبالمدينة، بحسب المرصد الذي اشار الى ان حي بستان القصر يتعرض لقصف "هو الاعنف حتى الآن منذ بداية الثورة". وقال مصدر عسكري ان القوات النظامية استهدفت "تجمعا لمسلحي المعارضة في منطقة بستان القصر ومنطقة بستان الزهراء المجاورة لها". كما افاد المصدر عن قيام "سلاح المدفعية في الجيش السوري باستهداف تجمع كبير لمسلحي المعارضة في محيط جامع جمال في حي الكلاسة (جنوب)". وتعرضت احياء المرجة والصالحين والفردوس في جنوبالمدينة للقصف بحسب المرصد. وافاد مصدر عسكري آخر ان وحدة من الحرس الجمهوري تتابع تقدمها على محور العرقوب-الصاخور في شرق المدينة. ونقل سكان في شرق حلب ان القوات النظامية استخدمت سلاح الجو في استهداف تجمع للمقاتلين المسلحين في حي طريق الباب (شمال شرق). واستمرانقطاع التيار الكهربائي والمياه عن حي الميدان (وسط) واحياء مجاورة، مع انتقال مديرية جمارك حلب الى منطقة السريان القديمة بدلا من مقرها في منطقة المسلمية (شمال) الذي استهدفه المقاتلون. وعلى الصعيد السياسي، تخوف الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون الاربعاء من تصميم طرفي النزاع على القتال "حتى النهاية". وقال ان هذا النزاع "يجب ان يجد حلا له بحوار سياسي يعكس التطلعات الحقيقية وارادة الشعب السوري". وابدى رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا من قطر تحفظا على الدور الايراني في حل الازمة في سوريا. ودعا رئيس الحكومة السورية المنشق رياض حجاب اثر لقائه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والمستشار السياسي للرئيس الفرنسي جان-بول اورتيز، الى "تسليح المعارضة وفرض منطقة آمنة او منطقة حظر جوي". وعلى الصعيد الانساني، اعلن رئيس الوزراء الاردني فايز الطروانة الاربعاء ان بلاده لا تعتزم فتح مخيمات جديدة للاجئين السوريين. واستقبلت سويسرا الاربعاء الدفعة الاولى من اللاجئين على اراضيها، وهي عبارة عن عائلة مؤلفة من 36 شخصا، رغم معارضة حزب يميني ذلك.