سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مون :الفيلم المسيء للإسلام «فاضح ومخز» وحرية التعبير «حق ثابت» شرط ألاّ يصطدم بمعتقدات وقيم الآخر ممثلة في (الفيلم المسيء) تقاضي المنتج وتتهمه بالاحتيال
اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الفيلم المسيء للاسلام الذي اشعل موجة احتجاج في العالم الاسلامي مستمرة منذ الاسبوع الماضي هو فيلم "فاضح ومخز". وقال بان كي مون الاربعاء امام صحافيين في مقر الاممالمتحدة في نيويورك ان حرية التعبير "حق ثابت" يجب ان تتم حمايته بشرط الا يصطدم بمعتقدات وقيم الاخر. واضاف "حين يستخدم البعض حرية التعبير هذه لاستفزاز او اذلال اشخاص اخرين بقيمهم ومعتقداتهم، حينئذ لا يمكن حمايتها بالطريقة نفسها". وتابع متحدثا عن الفيلم المسيء، "ان حرية التعبير، التي هي حق اساسي ومميز يجب الا تستخدم تعسفيا، عبر عمل فاضح ومخز بهذا الشكل".والفيلم المسيء للاسلام الذي انتج في الولاياتالمتحدة بثت مقتطفات منه على الانترنت، وقد اثار تظاهرات في العالمين العربي والاسلامي اوقعت عشرات القتلى الاسبوع الماضي. من جانب اخر، ظهرت مخاوف من حصول تظاهرات جديدة مع نشر مجلة "شارلي ايبدو" الساخرة الفرنسية الاربعاء رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد. من جانبه ذكر باحث ألماني متخصص في الدراسات الإسلامية أن موجة الغضب التي اجتاحت العالم الإسلامي بسبب نشر مجلة فرنسية رسوما كاريكاتورية جديدة للنبي محمد ليس لها علاقة بالاختلافات الثقافية مع الغرب. وقال توماس باور ، الأستاذ بجامعة مونستر الألمانية ، في تصريحات امس: "على عكس ما هو معتقد هنا يوجد في العالم الإسلامي تراث عمره ألف عام من السخرية والفكاهة إلى جانب تراث من الرسوم الكاريكاتورية خلال القرنين الماضيين لم يتورع مطلقا عن تناول موضوعات دينية". وأضاف باور أن هناك على سبيل المثال في العالم الإسلامي "سخرية مستمرة "، مما يعني أنه لا يمكن الحديث عن غياب لروح الفكاهة في العالم الإسلامي ، وقال: "لكن ما لا يمكن فهمه هناك هو السخرية من شخصيات محورية دينية سواء في الدين الإسلامي أو الأديان الأخرى" ، مضيفا أن السيد المسيح والسيدة العذراء مريم والأنبياء جزء من المعتقدات الإسلامية. وقال باور: "هذا النوع من السخرية ليس مألوفا في المجتمعات الإسلامية ، كما أن إهانة الدين يعتبر من الأمور الذميمة لديهم... المسلم ربما لا تواتيه فكرة نشر رسوم كاريكاتورية عن البابا أو الإساءة إلى المسيحية أو اليهودية كدين". وأعرب باور عن اعتقاده بأن الاحتجاجات العنيفة التي شهدها العالم الإسلامي مؤخرا ترجع إلى شعور الكثير من الناس هناك بأنهم "دمى لمصالح النفوذ الغربي" ، وقال: "هذا يتمثل في كافة صور الاذلال السياسية مثل غزو أفغانستان والعراق والدعم المتعنت لسياسة المستوطنات الإسرائيلية وغيره". وأشار باور إلى أن تعمد إهانة المقدسات الدينية للمسلمين هو الذي أثار تلك المشاعر لديهم ، وقال: "الأمر لا يدور هنا حول محظورات دينية غامضة... كل ذلك أدى إلى غضب ليس متعلق بالثقافة فهذا ما كان سيشعر به آخرون". الى ذلك رفعت ممثلة شاركت في الفيلم المسيء دعوى قضائية على رجل من كاليفورنيا على علاقة بانتاج الفيلم يوم الاربعاء واتهمته بالاحتيال والتشهير قائلة إنها تلقت تهديدات بالقتل بعد نشر الفيلم على موقع يوتيوب. واختصمت الممثلة سيندي لي غارسيا ايضا شركة غوغل ووحدة يوتيوب التابعة لها والتي عرضت فيها مقتطفات من الفيلم على الإنترنت واشارت إلى انتهاك حقها في الخصوصية وتعريض حياتها للخطر. وطلبت الدعوى التي أقامتها ايضا ازالة الفيلم من على الإنترنت. وكانت هذه اول دعوى مدنية معروفة متصلة بصنع الفيلم الذي نشر منه مقطع على الانترنت مدته 13 دقيقة . واتهمت غارسيا منتج الفيلم الذي قالت انه يدعى نيقولا باسيلي نيقولا ويحمل الاسم المستعار سام باسيل بانه خدعها بالظهور في فيلم "بغيض" صور لها على أنه عن مغامرة في الصحراء. وقالت الدعوى التي أقيمت في محكمة لوس انجليس العليا "لم يكن هناك أي ذكر (لمحمد) أثناء التصوير أو الإخراج. لم تكن هناك اشارات للدين أو أي مضمون جنسي كانت السيدة غارسيا على علم به." وقالت الدعوى "هذه الدعوى ليست هجوما على التعديل الأول للدستور الأمريكي ولا على حق الأمريكيين في أن يقولوا ما يعتقدون ولكنها تطلب إزالة المحتوى المسيء من على الإنترنت." ورفض ممثل عن محامي نيقولا التعليق على الدعوى. وقال متحدث باسم غوغل "نراجع الشكوى وسنكون في المحكمة غدا- اليوم-." وقالت غارسيا التي شاركت بدور صغير نسبيا في مقتطفات الفيلم التي نشرت على الانترنت إن الشخصية التي جسدتها اضطرت إلى التخلي عن طفلها لشخص يدعى "السيد جورج" في احد المشاهد. لكن في مقتطفات الفيلم باللغة الإنجليزية على موقع يوتيوب سمع صوت غارسيا وقد سجل عليه صوت اخر في هذا المشهد ويشير هذا الصوت إلى محمد بدلا من جورج. وقالت دعوى غارسيا إن صوتها أيضا "استبدل باللغة العربية" في نسخة اخرى من هذا المقطع من الفيلم. وقالت إن الفيلم الذي نشر منه 13 دقيقة على الانترنت دفع عائلتها إلى رفض السماح لها برؤية أحفادها خوفا على سلامتهم. وتتهم الدعوى نيقولا وغوغل ويوتيوب بانتهاك الخصوصية والممارسات التجارية غير العادلة واستخدام صورة غارسيا دون إذن والاثارة المتعمدة للعواطف. وقال مسؤولون أمريكيون إن السلطات لم تحقق في مشروع الفيلم نفسه وأنه حتى لو كان تحريضيا أو أدى إلى العنف فإن مجرد إنتاجه لا يعتبر جريمة في الولاياتالمتحدة بما لديها من قوانين قوية لحرية التعبير. ولكن نيقولا وهو رجل مسيحي قبطي من كاليفورنيا اعترف بتهمة احتيال مصرفي في عام 2010 قابل ضباط مراقبة اتحاديين يوم السبت للتحقق مما اذا كان انتهك شروط الإفراج عنه اثناء صنع الفيلم. وتشير وثائق قضائية إلى أن نيقولا الذي أطلق سراحه من السجن في عام 2011 يحظر عليه استخدام الانترنت أو استخدام أسماء مستعارة دون موافقة ضابط المراقبة. وقد يؤدي انتهاك ذلك إلى عودته للسجن مرة اخرى. ولم يعد نيقولا (55 عاما) إلى منزله في ضاحية سيريتوس بلوس انجليس بعد مقابلته ضباط المراقبة ومكان وجوده غير معروف. وفي الأسبوع الماضي نفى تورطه في الفيلم في مكالمة هاتفية مع أسقفه القبطي في لوس انجليس.