اتخذ الوضع على الارض في سوريا منعطفاً ذي دلالات على دخول الصراع مرحلة من (اللعب على المكشوف) عطفاً على تصريحات عسكريين ايرانيين واميركيين بتواجدهم في الداخل السوري بطريقة او اخرى تحت مسميات مخالفة للواقع على الارض تنم على ان الوضع العسكري سيأخذ منحنى مختلفا في المقبل من الايام . في هذا الاطار صرح القائد الاعلى للحرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري امس ان عناصر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري موجودون في سوريا ولبنان لكن فقط ك"مستشارين". وقال الجنرال الجعفري في مؤتمر صحافي "ان عددا من عناصر فيلق القدس موجودون في سوريا ولبنان. غير ان ذلك لا يعني القول ان لنا وجودا عسكريا هناك. اننا نقدم (لهذين البلدين) نصائح واراء ونفيدهم من تجربتنا". ولم يوضح فحوى هذه "النصائح والاراء". واضاف قائد الحرس الثوري "نحن فخورون بالدفاع عن سوريا التي تشكل عنصرا مقاوما" ضد اسرائيل "عبر تزويدها بخبرتنا . وهي المرة الاولى التي يقر فيها مسؤول في الحرس الثوري الايراني بوجود عناصر من فيلق القدس في سوريا ولبنان. وفيلق القدس هي وحدة تتولى العمليات الخارجية، الرسمية او السرية، للحرس الثوري الايراني. وبحسب محللين فان هذه القوة التي تضم الاف العناصر تنشط بشكل خاص في دول الشرق الاوسط. وتتهم عدة دول غربية وعربية طهران، منذ بداية الازمة في سوريا، بتقديم مساعدة عسكرية لنظام الرئيس بشار الاسد، الحليف الابرز لايران في المنطقة. وكان القادة الايرانيون نفوا باستمرار اي وجود عسكري في سوريا، مؤكدين انهم يقدمون مساعدة "معنوية وانسانية" لنظام دمشق. على الجانب الاخر قال ضابط سابق في الاستخبارات الأميركية إن قرابة 50 عميلاً استخبارياً كبيراً بينهم أميركيون وفرنسيون وألمان وبريطانيون موجودون على حدود تركيا مع سوريا. وقال الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي ايه) لصحيفة "حرييت" التركية في مقابلة نشرت امس، إن ما يقارب الخمسين عميلاً استخبارياً برتب عالية، من الولاياتالمتحدة وفرنسا، وألمانيا، وبريطانيا وربّما اليونان، يتواجدون حالياً على الحدود التركية مع سوريا. وأشار إلى أن عدداً وافراً من الجواسيس يعملون تحت جناح العملاء الاستخباريين الكبار، و"كثيراً" من المخبرين يعملون أيضاً تحت جناحهم. وقال الضابط الذي الذي كشف عن نفسه باسم (غيرالدي) إنه يظن أن هناك 15 إلى 20 عميلاً لوكالة الاستخبارات الأميركية رفيع المستوى، يعملون في تركيا على ملف النزاع السوري وحده. وأضاف " لا بد أن هناك عملاء شبه عسكريين، قد يكونوا متمركزين في القنصلية بأضنة أو قاعدة إنجرليك الجوية، لكن يمكن أن يعملوا على الأرض أيضاً". ولفت إلى أن العملاء لن يعبروا إلى سوريا، بل سيوجّهون عمليات استخبارية مباشرة من داخل تركيا بالتعاون مع وكالة الاستخبارات الوطنية التركية. وقال إن "سي أي ايه ربما لديها فقط 10 عملاء يتكلمون العربية بطلاقة، وربما 5 يتكلمون التركية بطلاقة. ولهذا فهم بحاجة للاعتماد على عناصر وكالة الاستخبارات التركية عند التعامل مع المتمردين السوريين". وأشار غيرالدي إلى أن وكالتي الاستخبارات الأميركية والتركية تعملان "عن كثب جداً" بشأن القضية السورية، مضيفاً أن واشنطن زوّدت أنقرة بصور، بينها التقطت عبر الأقمار الصناعية، ومعلومات تقنية حساسة لا تتشاركها عادة مع أحد. وذكر أن ضابط مخابرات تركي يرافق "دائماً" عملاء "سي أي ايه" في معاملتهم مع مسؤولين من "الجيش السوري الحر". وقال إن الاستخبارات التركية تنسق كل أنشطتها في جمع المعلومات الاستخبارية المرتبطة بسوريا، مع وكالات الاستخبارات الألمانية والفرنسية والبريطانية. وأضاف "لو لم تكن تركيا في المشهد، فإن العمليات (الاستخبارية) كانت ستسيطر عليها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية". وقد شغل غيرالدي بين العامين 1986 و 1989 منصب رئيس فريق "سي أي ايه" في اسطنبول خلال وظيفته الاستخبارية التي تواصلت 18 عاماً.