للوهلة الأولى اعتقد أصدقاؤه أنها ليست أكثرَ من «خيبةِ أمل» اعتادها الموسيقيون السعوديون الشباب.. وستزول؛ ذلك، عندما أعلن على صفحته في «الفيسبوك» اعتذاره عن أي ارتباط فني و»أن كل من عرفه من خلال الموسيقى سيظل صديقاً له ولكن لن تكون هنالك موسيقى بعد اليوم»؛ إلا أنه وبعد مرور شهرْ، تأكد الجميع أن عازف البيانو السعودي علي البوري توقف نهائياً عن العزف. الحكاية التراجيدية، بدأت عندما نشر العازف الشاب على «الفيسبوك»؛ صورة آلة «الأورغ» الخاصة به، وقد بدت محطمة ومقلوعةٌ بعضُ مفاتيحها ومهشمة السماعات، معلقاً، بالقول: «قمت بكسره لأقطع الطريق للرجوع وتقبلوا اعتذاري». حدث ذلك بعد أسابيع قليلة من بيع علي البوري؛ آلة البيانو الخاصة به، وهو الذي عرف في الوسط الموسيقي الشاب كعازف بيانو، شارك في الدورة الأولى من برنامج «عرب غوت تالنت» على MBC واجتاز المرحلة الأولى، مسجلاً حضوراً، لقي إعجاب الكثيرين. جهاز الأورغ بعد تكسيره صورة «الأورغ المكسر» وتوقف البوري عن الموسيقى، فتحت باب التأويل مفتوحاً حول سبب هذا الانسحاب المبكر، خصوصاً وأن العازف السعودي لا يزال في أول الطريق. البعض فهم الأمر على أنه نوعٌ من «التوبة»، مسرعاً لمباركة طريق الهداية الجديد، ولو لم يذهب علي البوري إلى حفلات «تكسير الأعواد» ويعلن التوبة العلنية من هناك، أمام تهليل وتكبير الرافضين للفنون، غير أن علي البوري سارع إلى التوضيح، معلقاً على هؤلاء بالقول: «موضوعي ليس له صلة بالدين».. مضيفاً: «قد يكون إحباطاً أو قد يكون التفاتاً لمشاغل الحياة المزدحمة». أحد المقربين من العازف السعودي، علل توقفه، قائلاً: جاء لعدم وجود البيئة الحاضنة للموسيقيين السعوديين الشباب، ومنهم علي البوري، الذي حاول طرق أكثر من جهة إنتاجية ولكنه لم يجد سوى التوجهات الفنية الاستهلاكية التي لا تقدر الموسيقى ككيان فني راقٍ؛ ولا تريد للموسيقى إلا أن تكون على هامش الغناء أو المسرح أو أي شيء آخر؛ الأمر الذي دفع البوري لأن يفضل ترك الموسيقى كعازف والبقاء وحيداً في مقعد الإصغاء والاستمتاع عن بعد.