"من" أهم سمات التطور التكنولوجي الاتصالي في المرحلة الاليكترونية التي أشار لها الدكتور حسنين شفيق في كتابه "الإعلام التفاعلي" ط 2008م، أن شهد العصر الحالي سرعة فائقة في صناعة وسائل الاتصال وتطويرها وخاصة في مجال تكنولوجيا الإعلام والمعلومات الاليكترونية وتجسدت ثورة الاتصال من خلال اندماج وتزاوج ظاهرة تفجّر المعلومات ووسائل الاتصال وتعدد أساليبها. بصورة أكثر وضوحاً يمكن القول إنهُ المزج بين أكثر من تكنولوجيا اتصالية للتوصيل وهو ما أطلق عليها التكنولوجيا التفاعلية أو تكنولوجيا الاتصال متعددة الوسائط. أصبح هذا الإعلام يعطي المُتلقي دورا في عملية الاتصال بحيث يتبادل مع المُرسل بطريقة سهلة وفاعلة. لإيضاح أهمية الانترنت في عولمة وسائل الاتصال والترويج لما يرد في وسائل الإعلام التقليدية أورد المؤلف الدكتور شفيق قصّة الصحفي (مات درادج) الذي كان كاتباً عادياً له زاويته في إحدى الصحف الأمريكية المحليّة إلى أن دخل عالم الأضواء من خلال القصّة الشهيرة للرئيس الأمريكي الأسبق "بيل كلينتون" وعلاقته مع المتدربة في البيت الأبيض "مونيكا لوينسكي" حيث كانت الانترنت أول من كشف عنها حين وقع في يد الصحفي الموضوع وتم تسريبه لمجلّة (نيوزويك). على المستوى المحلّي كانت التجربة مثيرة للاهتمام.. على سبيل المثال جريدة الرياض كانت من أوائل الصحف التي أتاحت على موقعها الاليكتروني إمكانية التفاعل مع ما يُنشر بها من مواد. الذي حدث أن (بعض) المتلقين الذين تفاعلوا وشاركوا بالرد أو التعليق وجدوا أنفسهم أمام تجربة جديدة جداً لم يكونوا حسب اعتقادي مُهيئين لمرحلة كهذه. قام البعض بتصفية حساباته مع جهات حكومية أو أشخاص. البعض الآخر لم يكن في مستوى المسؤولية الأخلاقية المطلوبة فأورد ألفاظا ومفردات لا يمكن لوسيلة إعلامية محترمة أن تنشرها. لم يكن هناك من وسيلة غير تقنين وضبط تلك المشاركات وهذا ما حدث. اليوم بتنا نرى نضوجاً أكثر في الردود ومسؤولية أكبر في التفاعل والمشاركة. السؤال: بعد حوالي عقد ونيّف من دخول الانترنت لبلادنا هل تغيّر سلوك التلقي وبالتالي التفاعل مع ما يرد في المواقع "النتيّة" وبرامج التواصل الاجتماعي الشهيرة على الشبكة مثل "تويتر" و"فيس بوك"؟ التفاصيل حول هذا الأمر كثيرة لا تسمح المساحة بإيرادها، لكني أتمنى من القرّاء الأعزاء تذكر كيف تلقى المجتمع ولا زال الكثير من الإشاعات غير القابلة للتصديق لعدم معقوليتها والتي بُثّت في هذه المواقع وساهم الناس في انتشارها من خلال تداولها في (الواتس آب) على أنها حقائق ثابتة..!