توجد بالعاصمة الجزائر منذ أمس ولمدة ثلاثة أيام الوزيرة المفوضة المكلفة بالفرنكفونية يمينة بن جيجي في زيارة عمل قال بيان صادر عن الخارجية الفرنسية إنها تندرج في إطار التحضير لزيارة فرنسوا هولاند إلى الجزائر قبل نهاية 2012 و" مخصصة بشكل رئيسي للتعاون في مجال الفرنكوفونية " . وفيما لم يشر بيان صادر عن الخارجية الجزائرية نشر على موقعها الأربعاء إلى علاقة الزيارة بالتحضير للزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إلى الجزائر ولا إلى علاقة الزيارة بالترتيبات الجارية حاليا لعقد قمة الفرنكفونية المزمعة منتصف أكتوبر/ تشرين الأول بعاصمة جمهورية الكونغو الديموقراطية " كينشاسا "، حيث اكتفى بيان الخارجية الجزائرية بالقول إن بن جيجي " ستتحادث خلال تواجدها بالجزائر مع المسؤولين الجزائريين حول المسائل ذات الصلة بتطوير التعاون بين البلدين وكذا المواضيع المدرجة ضمن أجندة الفرانكفونية " فإن الأخيرة كشفت في لقاء أجرته في باريس مع الموقع الإلكتروني الجزائري " كل شيء عن الجزائر " عشية تنقلها إلى الجزائر أنها تحمل دعوة إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للمشاركة في قمة كينشاسا وان مشاركة الأخير " ستكون ذات مكانة كبيرة إن سمحت أجندته لذلك " و أشادت الوزيرة الفرنسية المنتدبة للفرانكفونية وهي من أصول جزائرية بكون الجزائر " ثاني بلد فرنكفوني في العالم " وأن الأخيرة " جدّ منتظرة في القمة " . وراحت بن جيجي أبعد من ذلك عندما أبدت " تأسفها لتراجع اللغة الفرنسية في الجزائر " . وما يزال موضوع انضمام الجزائر لمحفل الفرنكفونية حديث الساعة في الجزائر ، و يعد بوتفليقة أول رئيس جزائري منذ الاستقلال يشارك في قمم منظمة الفرنكفونية ، حيث حضر أشغال القمة العاشرة بعاصمة بوركينا فاسو واغادوغو بدعوة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك وكان بوتفليقة ترك وراءه بالجزائر لدى مشاركته الأولى في القمة التاسعة التي احتضنتها العاصمة اللبنانية بيروت العام 2002 أصواتا غاضبة تحسب على التيارين الإسلامي والوطني المحافظ تعارض انضمام الجزائر إلى محفل الفرنكفونية الذي يعد في نظرها رمزا للنفوذ الفرنسي على مستعمراتها القديمة . وكانت قمة بيروت القمة الأولى التي يحضرها بوتفليقة وفيها اعترف في تصريحات صحفية في اختتام الأشغال أن بعض الأطراف في الجزائر " لا ترحب بهذه المشاركة " لكنه بالمقابل طمأن أن بلاده " تتجه بهدوء ولكن بالتأكيد للانضمام إلى منظمة الدول الفرنكوفونية " قبل أن يشير في محاولة منه تهدئة معارضيه ممن يقولون " ان فرنسا تطالب برأس اللغة العربية في الجزائر " إن اللغة الفرنسية " لا تشكل تهديدا لعروبة الجزائر بل مكسباً لمستقبلها " . وكانت وما تزال حالة المسخ التي يتعرض له اللسان الجزائري، لتردي استعمال اللغة العربية في الإدارة والإعلام والبيت والشارع والمدرسة والجامعة، وراء النداء الذي وجهته كوكبة من المثقفين الجزائريين، على رأسهم الروائي الراحل الطاهر وطار، إلى بوتفليقة يناشدونه "إنقاذ لغة الضاد من الضياع " ومنع "استعمال اللغة الأجنبية في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة إلا لحالات الضرورة". وتوجد في الجزائر خلافا لباقي الدول العربية جمعية تدافع عن اللغة العربية وهي "جمعية الدفاع عن اللغة العربية" التي يرأسها أحد المدافعين الشرسين عن لغة الضاد في الجزائر الدكتور عثمان سعدي، ذي الأصل الأمازيغي، ولم تفلح الجمعية في إعادة الاعتبار للغة الضاد وظل عملها يقتصر على قرع أجراس الإنذار من المخاطر التي باتت تهدد منظومة الثوابت الوطنية .