اتهم وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله مجلس الأمن الدولي بالفشل في التعامل مع الأزمة السورية. وقال الوزير الألماني امس في العاصمة النمساوية فيينا:"ليست أوروبا هي من فشل في الأزمة السورية لكن وللأسف هو مجلس الأمن التابع لمنظمة الأممالمتحدة". يذكر أن ألمانيا تتولى حتى نهاية العام الجاري الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي. ويقصد فيسترفيله بانتقاداته لمجلس الأمن الدولي موقف روسيا والصين العضوين الدائمين في المجلس اللذين حالا حتى الآن دون صدور قرار يدين النظام السوري أو اتخاذ إجراءات ضد دمشق وذلك عن طريق استخدام حق النقض (الفيتو). وأوضح فيسترفيله قائلًا: إن "المسؤولية تقع في هذا الشأن وبشكل واضح على الدول التي لم تستطع أن تحمل نفسها على رفع يد الحماية عن نظام بشار الاسد". يذكر أن فيسترفيله يعتزم ترؤس الجلسة المقبلة لمجلس الأمن الدولي خلال الشهر الجاري حيث ستطرح الحكومة الألمانية الوضع في الشرق الأوسط على النقاش. على صعيد متصل اعلنت الصين امس انها تدعم "انتقالًا سياسياً" في سورية وانها "ليست منحازة لاي فرد او طرف"، وذلك في معرض دفاعها عن مواقفها خلال زيارة لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون. وعبرت كلينتون خلال لقائها ابرز القيادات الصينية في بكين عن "خيبة املها" من استخدام الصين وروسيا حق النقض لمنع صدور قرارات عن مجلس الامن الدولي تدين النظام السوري. ودعا وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي كل اطراف النزاع في سوريا الى وقف القتال، وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع كلينتون "انا اشدد على ان الصين ليست منحازة لاي فرد او طرف". واضاف انه يدعو كل الدول الى ممارسة "نفوذ ايجابي" لاقناع الاطراف في سوريا "باعتماد موقف واقعي وهادىء وبناء لكي يمكن البدء مبكرا بحوار سياسي وعملية انتقالية". ومنذ اندلاع الازمة في سورية تركز الصين على الدعوة الى "حوار سياسي" اكثر منه الى "انتقال سياسي"، غير ان الوزير الصيني جدد التأكيد على الموقف التقليدي لبلاده الرافض لاي تدخل خارجي في النزاع السوري. وحذر يانغ من استخدام قوة خارجية لوقف النزاع الذي يقول ناشطون انه ادى الى مقتل اكثر من 26 الف شخص. واضاف "اعتقد ان التاريخ سيحكم بأن موقف الصين في المسألة السورية هو التشجيع على معالجة وحل المسألة السورية بشكل مناسب". وحثت الوزيرة الاميركية على بذل المزيد من الجهود حول سوريا، وقالت "كلما طال امد النزاع، زادت المخاطر من توسعه خارج الحدود وزعزعة استقرار دول مجاورة". واكدت ان "افضل مسار للتحرك يبقى الاتحاد في مجلس الامن لإقرار عواقب واقعية اذا ما واصل الرئيس الاسد عنفه الوحشي ضد شعبه وتهديده امن المنطقة". واستخدمت الصين مع روسيا حق النقض ثلاث مرات في مجلس الامن لمنع صدور قرارات ضد الاسد، الا ان موسكو تعتبر الداعم الاول للنظام السوري وقد تعرضت لانتقادات اميركية بسبب تزويدها اياه بالاسلحة. ومن المتوقع ان تلتقي كلينتون في نهاية الاسبوع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال قمة آسيا-المحيط الهادىء في فلاديفوستوك.