يتزايد استخدام التقنية في حياة الإنسان يوماً بعد يوم نتيجة للتسهيلات والفوائد التي تقدمها هذه التقنيات للإنسان في جميع المجالات، فهي توفر الوقت وتسهل على الإنسان التواصل والاتصال بالآخرين بدون حدود للزمان أو المكان، وليس التعليم إلا أحد هذه المجالات التي تغلغلت التقنية في جميع أجزائها ووسائلها. وبنفس الوتيرة فإن استخدام التعليم الإلكتروني وبالأخص الفصول الافتراضية قد تزايدت بسرعة مدهشة وذلك لما تحققه من مزايا، ولا يتوقف استخدام تقنية الفصول الافتراضية عند هذه الأهمية فحسب، حيث تم استخدامها أيضاً في التسويق وفي إنشاء ومتابعة مشروعات الأعمال وفي القطاع العقاري والتدريب عن بعد وغيره. وخلصت دراسة بعنوان "واقع الفصول الافتراضية في المملكة والتجارب العالمية في الفصول الافتراضية" أجرتها الباحثة ابتهاج عبدالله الغامدي إلى العديد من التوصيات في هذا السياق، وذكرت بأن الفصول الافتراضية توفر حلولاً كثيرة وبالأخص في بيئة شبيهة بوضع المملكة، حيث زيادة أعداد الطلاب الذين لا تستوعبهم الجامعات ووجود الزحام والاختناقات المرورية الكثيفة في المدن، وكذلك لطبيعة سياسة التعليم في المملكة الذي يقضي بفصل الجنسين عن بعض، حيث يمكن باستخدام الفصول الافتراضية تدريس أعضاء هيئة التدريس الذكور للطالبات والعكس، مما يقوم بحل مشكلة عدم توافر عضو هيئة التدريس المتخصص، بالإضافة إلى ضرورة استخدام تقنيات الفصول الافتراضية في التعليم الإلكتروني بشكل عام وفي البث المباشر والحي للمحاضرات والدروس التعليمية بشكل خاص بسبب الفوائد والمزايا الكثيرة التي توفرها هذه البرامج. كما أشارت التوصيات إلى إمكانية استخدام الفصول الافتراضية لأغراض متعددة كاستخدامها في التدريب وفي الساعات المكتبية لأعضاء هيئة التدريس، بالإضافة إلى استخدامها في التدريس، ويمكن للاستخدامات الأساسية والبسيطة فقط استخدام الفصول الافتراضية المجانية ولكن للاستخدامات المتقدمة يتعين البحث عن الفصول الالكترونية التجارية، ويوجد إصدارات متقدمة غير مجانية بمزايا وإمكانات تقنية أفضل لأغلب برامج الفصول الافتراضية المجانية. وأشارت التوصيات إلى أن أغلب برامج الفصول الافتراضية تتكامل مع نظام Moodle أو Blackboard أكثر من أنظمة التعلم الالكتروني الأخرى، مشددة على ضرورة تحويل الفصول التقليدية إلى فصول إلكترونية بشكل تدريجي وفق خطة زمنية محددة حسب الدعم لتحديد نوع الفصل الإلكتروني، ودعم الفصول الإلكترونية التكاملية من قبل وزارة التربية والتعليم، وذلك وفق تخصيص بند خاص بتطبيق التعليم الإلكتروني، مؤكدة على ضرورة تدريب المشرفين التربويين والمعلمين والتلاميذ على تطبيق التعليم الإلكتروني داخل الفصول الإلكترونية، وتدريب معلمي جميع التخصصات على تصميم دروس إلكترونية مساندة للمقررات الدراسية وفق خطة زمنية، وتزويد الفصول الإلكترونية بدروس إلكترونية تفاعلية لجميع المقررات الدراسية ليتم تطبيق الفصول الإلكترونية بالشكل الصحيح والمناسب، بالاضافة إلى أهمية القيام بزيارات تبادلية بين المدارس المطبقة للفصول الإلكترونية للاستفادة من تبادل الخبرات فيما بينهم، وانتهت التوصيات إلى أهمية توفير الدعم الفني المناسب للمعلمين والتلاميذ لمواجهة أي أعطال فنية في تجهيزات الفصول الإلكترونية.