في ظل تدفق هائل وسريع للمعلومات والمعرفة والذي نتج عن ثورة المعلومات التي نعيشها اليوم، أصبح العالم يعيش ثورة علمية وتكنولوجية كبيرة، كان لها تأثير على مختلف جوانب الحياة، وأصبحت المجتمعات ومؤسسات التعليم مطالبة بالبحث عن أساليب ونماذج تعليمية جديدة لمواجهة العديد من التحديات على المستوى العالمي منها زيادة الطلب على التعليم مع نقص عدد المؤسسات التعليمية، وزيادة كم المعلومات في جميع فروع المعرفة المختلفة فضلاً عن ضرورة الاستفادة من التطورات التقنية في مجال التربية والتعليم، ليظهر نموذج التعلم الالكتروني E-learning والتعليم عن بعد ليساعد المتعلم على التحصيل العلمي في المكان والزمان المناسبين له، وبالتالي فإن التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد يعد نمطاً جديداً من أنماط التعليم فرضته التغيرات العلمية والتكنولوجية التي يشهدها العالم في يومنا هذا. وتتمثل رؤية جامعة الملك فيصل في مجال التعليم الإلكتروني في بناء بيئة تعليم إلكتروني وفق المعايير العالمية المعتمدة وذلك لرفع كفاءة العملية التعليمية وضمان جودتها بالجامعة. وكانت جامعة الملك فيصل قد بدأت أولى خطوات التعليم الالكتروني بالتخطيط في هذا الشأن منذ العام 2004م حيث تولى مركز تقنية المعلومات وبتوجيهات من مدير الجامعة الدكتور محمد بن يوسف الجندان مسؤولية وضع خطة شاملة للاستفادة من التقنيات المتوفرة في هذا المجال. وفي العام 2005م دشنت الجامعة نظام الويب سيتي (WebCt) وقام المركز بتنفيذ حملة للتعريف عن هذا النظام وفوائده الكبيرة لمنسوبي الجامعة فعقدت المحاضرات التعريفية عن النظام وتم تجهيز نظام دعم ومساندة في المركز لدعم أعضاء هيئة التدريس والطلبة، وكذلك تم تقديم دورات تدريبية لأعضاء هيئة التدريس بكليات الجامعة. كما تم تصميم وتطوير دورة تدريبية إلكترونية للطلبة لتدريبهم على نظام الويب سيتي وهذه الدورة مفتوحة ومتاحة لجميع طلبة الجامعة وذلك للاطلاع عليها أو تحميلها على أجهزتهم. وفي مجال تحفيز وتشجيع أعضاء هيئة التدريس وبدعم من إدارة الجامعة قام المركز بإعداد برنامج يهدف إلى توفير جهاز حاسب محمول لكل عضو من أعضاء هيئة التدريس يقوم بإعداد وتصميم مقرراته الكترونياً باستخدام نظام الويب سيتي والتفاعل معه وتحفيز طلبته للدخول والاستفادة من هذا النظام. وعبر موقع الجامعة تم تصميم موقع يوفر العديد من المعلومات عن التعليم الإلكتروني بالجامعة كما تم افتتاح منتدى إلكتروني للتعليم الإلكتروني لزيادة الوعي العام عن التعليم الإلكتروني بين طلاب الجامعة وللمشاركة في الخبرات بين أعضاء هيئة التدريس. ومنذ بداية انطلاقة النظام بالجامعة ازداد الاهتمام بالتعليم الإلكتروني بشكل كبير وقام العديد من أعضاء هيئة التدريس بتحويل مقرراتهم الى نظام الويب سيتي بهدف دعم الطرق التقليدية من التعليم فأصبح هذا النظام مكملا للمحاضرات والدروس في المختبرات وتحولت العملية التعليمية في الكثير من المقررات بالجامعة إلى ما يعرف Blended Learning حتى بلغت هذه المقررات الإلكترونية بالجامعة 1442 مقررا، كما بلغ عدد أعضاء هيئة التدريس الذين يستخدمون نظام الويب سيتي 523 أستاذا وأعداد الطلبة المسجلين هو 6558 من الطلاب والطالبات. وتعمل الجامعة بشكل فاعل في العديد من اللجان سواء على المستوى المحلي في وزارة التعليم العالي والمركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد بالإضافة لمشاركتها في اللجان المختصة في هذا المجال على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي كما يشارك المسؤولون والمختصون بالجامعة في العديد من ورش العمل والمؤتمرات العربية والعالمية والتي تعنى بالتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد. وسائل الدعم الفني والتدريب وتحقيقا لرؤية الجامعة في مجال التعليم الإلكتروني فقد حرصت الجامعة على زيادة الوعي بين منسوبيها نحو هذه التقنية وتقليص أية مقاومة أو خوف لدى البعض في الدخول في هذا المجال الجديد. وفي هذا السياق أشار الدكتور أحمد بن عبد الله الشعيبي عميد التطوير الجامعي ومدير مركز تقنية المعلومات بالجامعة إلى أنه قد تم عقد العديد من الدورات التثقيفية والتدريبية لأعضاء هيئة التدريس على كيفية استخدام نظام الويب سيتي كما تم تدريبهم على إعداد الاختبارات الإلكترونية من خلاله، بالإضافة إلى تصميم وتطوير مقرر إلكتروني لتدريب الطلاب ولتدريب أعضاء هيئة التدريس. بالإضافة إلى ذلك فقد تم تطوير موقع للتعليم الإلكتروني كجزء من موقع الجامعة لنشر ثقافة التعليم الإلكتروني بين منسوبيها كما تم إنشاء منتدى للتعليم الإلكتروني داخل منتديات الجامعة لتبادل المعلومات والتجارب حول التعليم الإلكتروني وللرد على الاستفسارات المختلفة وحل المشكلات التي تواجه مستخدمي نظام الويب سيتي فضلا عن التواصل بالبريد الإلكتروني وبالهاتف لدعم أعضاء هيئة التدريس والطلبة. ونود في هذا السياق أن نشيد بتجارب أعضاء هيئة التدريس في تبادل الخبرات فيما بينهم والتفاعل الكبير لنشر الوعي وتنمية المهارات في استخدام أحدث وسائل التقنية في التعليم بالجامعة. نظام إدارة التعلم تطبق جامعة الملك فيصل أحد أفضل وأقوى نظم إدارة التعلم الإلكتروني وهو نظام الويب سيتي (WebCT) وهو أحد منتجات الشركة العالمية (Blackboard) ويسمى بنظام إدارة المقررات الالكترونية حيث يتيح لعضو هيئة التدريس بناء مقررات تفاعلية بطريقة سهلة عبر الإنترنت كما يتميز الويب سيتي كنظام لإدارة التعلم بتوفر عدد من الأدوات التي تيسر التواصل بين أستاذ المقرر والطلبة بطريقة متزامنة أو غير متزامنة كما يتيح فرصة للحوار حول المقرر بين طلاب المقرر بعضهم البعض وكذلك أدوات لإدارة المحتوى وأداة للاختبارات الالكترونية بالإضافة إلى التقويم وأدوات استلام وتسليم الواجبات وغيرها من الأدوات الهامة الأخرى. الجامعة والمركز الوطني ووفق الخطط التي ترمي إلى الاستفادة من التقنية في العملية التعليمية والتي تضعها وزارة التعليم العالي ممثلة في المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، تعمل جامعة الملك فيصل بالتنسيق المباشر والمتواصل مع المركز الوطني على نشر ثقافة هذا النمط الجديد من التعليم وتشجيع أعضاء هيئة التدريس بالجامعة على الدخول في هذا المجال. وفي هذا السياق نظمت الجامعة بالتنسيق مع المركز الوطني وذلك في شهر فبراير من العام 2006 بمقر الجامعة بالأحساء حلقة النقاش الثانية حول التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في مؤسسات التعليم الجامعي بالمملكة. وقد حضر هذه الورشة العديد من المسؤولين والمختصين رجالا ونساءً من كافة الجامعات السعودية وتم خلالها نقل العديد من المحاضرات لبعض المتحدثين الدوليين من دول عدة مثل الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة. وقد أكد المشاركون في هذا اللقاء أهميّة تبادل الخبرات لمواصلة توحيد الرؤى وتعزيز النجاحات والجهود الموجودة في الجامعات في مجال تطبيقات التقنية المتعددة في عالم التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد بهدف الخروج برؤى مشتركة وموحدة بهذا الشأن. المشروعات المستقبلية وفق ما رسمته الجامعة من خطط واضحة في مجال التعليم الإلكتروني وفي ظل تزايد الاهتمام بهذا النوع من التعليم تقوم الجامعة حاليا بالتوسع في استخدام تقنيات التعليم الإلكتروني حيث يتم حاليا دراسة اعتماد نظام التعليم عن بعد ليكون بديلا لنظام الانتساب وذلك تيسيرا للدارسين والدارسات الذين لا يمكنهم الانتظام في الدراسة في الجامعة بسبب ارتباطهم بأعمالهم أو عدم قرب إقامتهم من الجامعة. كما يجري حاليا وضع اللمسات الأخيرة للتوسع نحو تطوير عملية تصميم المقررات الكترونيا والعمل على زيادة وتكثيف برامج التدريب لأعضاء هيئة التدريس سواء داخل الجامعة أو خارجها مع التركيز على تزويد الطلاب بالمهارات التقنية اللازمة لتحسين مستوى التحصيل العلمي والأكاديمي.