أكد روجر كريسي، نائب الرئيس الأول لشركة الاستشارات العالمية بوز ألن هاملتون أن خطر الهجمات الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن تجاهله، وذلك في أعقاب الهجمات الإلكترونية الأخيرة في المملكة العربية السعودية، واكتشاف فيروس "شمعون" الذي يستهدف شركات الطاقة. وقال كريسي الخبير العالمي المعروف في مكافحة الإرهاب وأمن الفضاء الإلكتروني، إن المؤسسات العاملة في المنطقة يمكنها أن تتعلم من عجز الآخرين في منع هذه الهجمات، وبقيامها بذلك، يمكن حماية رأس المال الفكري في المنطقة وكذلك استقرارها المالي والسياسي. وأضاف كريسي: "تعد آثار الهجمات الإلكترونية خلال الأسبوع الماضي في المملكة العربية السعودية بمثابة تذكير وتنبيه بأن الشركات في الشرق الاوسط ليست في مأمن من التهديدات الأمنية. وكان الخطأ الاول الذي ارتكبه الكثير ممن تحدثنا إليهم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أنهم يعتقدون بأن الهجمات الإلكترونية والتجسس عبر الانترنت يقتصر على المؤسسات في الغرب، وليس من القضايا التي تؤثر على الشرق الأوسط. في حين أن الحقيقة تقول إن الهجمات الإلكترونية المنسقة يمكن أن تشكل تهديداً جدياً لأي مؤسسة في أي مكان." ولفت كريسي إلى مفهوم خاطئ شائع آخر يتمثل في أن الهجمات الأمنية غير منسقة ولا تستهدف غرضاً محدداً. وأن الحديث حول قراصنة الكمبيوتر صغار السن يمكن أن يحجب التهديد الحقيقي الذي يشكله التجسس الإلكتروني. وتزداد خطورة هذا التهديد في القطاعات سريعة النمو مثل النفط والغاز التي تعمل في مواقع متعددة، أو المؤسسات التي تعتمد بنى تحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تستند إلى الحوسبة السحابية لمساعدتها على نشر وتبادل البيانات عبر مواقع متعددة، ومساعدة المستخدمين على الوصول إلى المعلومات لاسلكيا. وثمة عدد لا يحصى من المؤسسات في جميع أنحاء الشرق الأوسط تعتمد هذا التوجه، وفي حين أن الحوسبة السحابية هي مفهوم بسيط، فإن الإجراءات الأمنية اللازمة لترسيخها وتثبيتها يجب أن تكون متطورة وشاملة. وتكشف الهجمات التي يقوم بها قراصنة صغار السن مثل تلك التي احتلت عناوين الصحف في المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي عن نقاط الضعف الأمنية التي تعاني منها المؤسسات. غير أن بوز ألن هاملتون تنصح المؤسسات في الشرق الأوسط بأن تتذكر دائماً أن التجسس الإلكتروني يعد تهديداً بالغ الجدية، وأن الهجمات الإلكترونية غالباً ما تكون لتحقيق مكاسب مالية منها لأسباب سياسية. واختتم كريسي بالقول: "تعد منطقة الخليج هدفاً رئيسياً لمثل هذه الهجمات، خاصة وأن المنطقة تتمتع بقوة اقتصادية كبيرة وانتشار واسع النطاق لقنوات التواصل الاجتماعي، ما يجعلها هدفاً جذاباً. وتمثل المؤسسات المنافسة التي لا تلتزم بأخلاقيات العمل، والموظفين غير الراضين ، والمكاسب التي يمكن الحصول عليها من سرقة معلومات قيمة من شركات النفط أو قطاع المصارف، تهديداً كبيراً. ومن هنا تحتاج المؤسسات لتعزيز دفاعاتها في الداخل والخارج، وما حدث الأسبوع الماضي في المملكة يمثل إشارة تنبيه للكثيرين الذين يعتقدون بأن لديهم ما يكفي من القوة لصد هذه الهجمات الخطيرة."