* أنا سيدة في الأربعين من العمر، متزوجة ولدّي أربعة أطفال وأعمل في وظيفة جيدة. مشكلتي أنه منذ أربع سنوات بدأت عندي أعراض اكتئاب، أصبح مزاجي متعّكراً معظم الوقت، وأبكي دائماً بدون أي سبب، وتوقفت عن العمل، وأصبحت اتغيّب عن العمل، وأهملت أطفالي وزوجي، وأصبحت أعيش وحدي بعيداً عن أفراد عائلتي طوال اليوم. أهلي وزوجي حاولوا أن يقفوا بجانبي وأصرّوا على ذهابي إلى طبيب نفسي، لأني فكرّت في الانتحار وخططتُ فعلاً للانتحار لكن الخطة فشلت ولم أنتحر. وفعلاً ذهبت إلى طبيب نفسي، ولكن لم أرتح له ووصف لي عددا من الأدوية لم أرتح لها، وقام بتغيير الأدوية عدة مرات، وشعرت بأن هذه الأدوية لم تفعل شيئا سوى أنها تجعلني مُتجمدة، لا شعور لي ولا احاسيس. الآن أشعر بأن عواطفي ومشاعري متجمدة،وأن هذه الأدوية (ثلاثة أدوية)، أحدها مضاد للاكتئاب والآخر مضاد للذُهان والأخير منوّم، لأني كنتُ أشعر بالأرق. لا أدري لا أشعر بالإرتياح لهذه الأدوية، خاصةً أن هناك أحد الأدوية وهو السيروكويل الذي يُخدّرني كثيراً و ينومني أيضاً كثيراً، وأرغب أن أتوقّف عنه ولكن الطبيب يُصر عليه برغم أنني أعرف بأن هذا العلاح هو المضاد للذُهان، فهل يمكن لي أن أغيّر هذا العلاج، أو أن أغيّر الأدوية جميعها، ماهو رأيك ولك خالص الشكر والتقدير. ر.ع - سيدتي الكريمة، فعلاً ما كنت تُعانين منه هو اكتئاب شديد، ويبدو أن الأعراض التي ذكرتها هي فعلاً اعراض اكتئاب شديد، وأن هذه الأعراض جعلت حياتك غير جيدة، ولا أحد يلومك على ما كنتِ تُعانيين منه من مشاكل وبكاء وكذلك وصولك إلى مرحلة التخطيط للانتحار، والحمد لله الذي لم يجعل هذا الانتحار يكمل، لأن الانتحار شائع بين مرضى الاكتئاب، خاصةً إذا كان هذا الاكتئاب شديداً كما هو الحال معك. حقيقةً ان الاكتئاب الشديد يحتاج في كثير من الأحيان إلى أكثر من دواء، لم تذكري الأدوية التي وصفها لك الطبيب كمضاد للاكتئاب، ولكن ربما يكون الدواء الذي وصفه لك الطبيب ليس بجرعةٍ كافية ولمدةٍ كافية، لأنك تقولين بأن الطبيب يُغيّر لك الأدوية كل فترة، ولا أعرف ماهي الأدوية التي يُغيّرها الطبيب كل مرة. يبدو أنك استخدمتِ أدوية كثيرة مضادة للاكتئاب، وماذكرته من وصف بأن الأدوية فعلته بك، يبدو لي وصفاً دقيقاً، كما ذكرتِ بأن هذه الأدوية جعلتك متجمّدة، ففعلاً هناك كثير من الأشخاص الذين يتناولون أدوية نفسية يشعرون بهذا الشعور، وربما يقوم بهذا الفعل الأدوية المضادة للذُهان أو الأدوية المضادة للاكتئاب، طبعاً ليس بالضرورة أن تقوم جميع الأدوية بهذه المشاعر، ولكن هناك أشخاص يحدث لهم مثلما حدث معك. بما أن لك أربعة أعوام وأنت تعيشين في هذا الاكتئاب ولم تتحسن حالتك بشكل جيد، فربما من الأفضل أن تأخذي رأي طبيب آخر، فربما يقترح أدوية آخرى وكذلك أعتقد بأنه ربما ينصح أن يكون هناك علاج نفسي، خاصةً العلاج المعرفي، والذي يُساعد كثيراً على تحسّن حياة مرضى الاكتئاب. أخيراً ربما يكون من الأفضل أخذ رأي آخر من طبيب آخر مع إخباره بكل الأدوية التي تناولتها مع الجرعات والمدة التي تناولتها من كل دواء. بالنسبة لدواء السيروكويل فهو فعلاً من الأدوية المضادة للذُهان ويُسبب الخمول والنعاس، وربما يمكنك أن تشرحي لطبيبك المضار التي لحقت بك من جرّاء تناول السيروكويل وأعتقد بأنه من الأفضل إيقافه لأنه لن يضرك شيئا توقيف هذا الدواء.