"الدنيا مليانة تحديات، وأنت لك القرار، يا تختار، يا تنهار، الإعاقة عمرها ما كانت نهاية الحياة، عمرها ما كانت نهاية العالم. صوت الإرادة صوت لا يعلو فوقه أي صوت". هذه هي رؤية عمار بوقس للحياة. فهي أكبر من التحديات، ويعتبر التحديات مسائل ثانوية لايمكن أن تهزم الإرادة التي تفتت الصخر وتهز الجبال الرواسي. قصة هذا البطل ضمن وجه من وجوهها الكثيرة في فيلمٍ مدته خمس دقائق وأربع وستون ثانية. وبعض قصته في كتابٍ أعلن عنه في نهاية الفيلم بعنوان:"قاهر المستحيل". لم يكن مستسلماً للجسد الذي أعلن الطبيب عدم مقاومته للشلل لأكثر من سنتين، بل بقي معلناً تحديه على كل الجبهات العلمية والعائلية والاجتماعية واستطاع أن ينتصر وأن يكون الأول في تخرجه في الجامعة مع مرتبة الشرف. الدرس الكبير الذي يقدمه لنا عمار من بين الدروس الأخرى الكثيرة خلاصته أن افهموا ياشباب مجتمعي. ديمومة الشكوى من الواقع لا تغير الواقع، الإحباط والكسل وندب الحظ وانتظار الاسم في الجريدة لا يقدم لك الغنى، كما أن إعلان فوات قطار التعلم، أو دعوى استهداف المعلم لك بأن يرسبك في المواد، أو أن الأسئلة التي قررها صعبة كلها أمور ثانوية، مادمت تمتلك شيئاً واحداً هو "الإرادة". الإرادة هي التي جعلت فيزيائياً مثل ستيفن هوكنج والأستاذ في جامعة كمبردج، حيث يشغل كرسي الأستاذية نفسه الذي كان شغله علماء خالدون من أمثال نيوتن وديراك وذلك على الرغم من مرضه المقعِد الذي أعجزه عن الحركة والكلام. يعلمنا عمار أن الشاب يحتاج إلى شيئين أساسيين للوصول إلى أي طموح: الأول: الإرادة، نعم الإرادة وهي أساس الإبداع، وهي التي تجعلك تنظر إلى التحديات على أنها قشور، لأن لديك الطموح الأعلى، الإرادة هي التي غيّرت العالم يقول نيتشه:"إن الإرادة ليست عمياء بل لها غايات". الأمر الثاني: تحديد الأهداف العلمية والعملية، أن يكون لك أهداف واضحة ومرسومة، تصل إليها عبر طريق أو عبر عدة طرق، وأن لا يكون الهدف مساره واحد إن أغلق أغلقت الدنيا في وجهك، بل الأهداف لها مسارات عديدة، والحصيف من أدرك أهدافه بكل طاقته. شكراً عمار على هذه الدروس وأجزم أن تجربتك تستحق مقالاتٍ عديدة. دمت بخير وسعادة، ودمت للجميع طاقة نفاذة ووقوداً للإبداع والاستزادة من العلم والعمل..