تبحث بعض الفتيات عبر شبكة الانترنت عن «قصة حب»، أو تجربة عاطفية؛ للهروب من بعض المشاكل الأُسرية، إلاّ أنهن لا يعلمن نهاية هذا النوع من المغامرات داخل الشبكة؛ ليتحول الحلم الجميل إلى «كابوس»، قد يمتد لفترة طويلة، وربما تكون نهايته قاسية ومؤلمة!. نحتاج إلى توعية «بنات اليوم» بعدم الثقة في الأشخاص المجهولين.. وإلاّ كانت النهاية مؤلمة وساهمت بعض المسلسلات والأفلام على تشجيع الشباب والشابات، خاصةً في مرحلة المراهقة -التي تتسم بحب المغامرة والاندفاع بدون وعي- في اقتحام عالم الحب والعشق، مقلدين بذلك ما يشاهدونه على شاشات التلفاز، وهو ما دعا المختصين إلى تحذير الأسر بضرورة الانتباه لأبنائهم وتوعيتهم بالطريقة المثلى للتعامل مع «الانترنت»!. ..وأخرى تستعرض صفحتها في تويتر وتشير دراسات عديدة إلى أن المراهقين يتأثرون بما تعرضه وسائل الإعلام ك»التلفزيون» و»السينما» من قصص مختلفة، حيث تتأثر الفتيات بما تشاهده من قصص حب ورومانسية تنتهي عادة بطريقة سعيدة مليئة بالمواقف المفرحة، ما يجعلهن يرغبون الدخول إلى هذا العالم، من خلال بعض الوسائل ك»الانترنت»، الذي يحتوي على العديد من المواقع والصفحات الخاصة بالتعارف و»الدردشة»، دون درايتهن أن خلف هذه المواقع أشخاصاً محتالين يتحينون الفرصة للهجوم على الفرائس، اللاتي يتسمن عادة بقلة الخبرة في الحياة وصغر السن، لتكون بذلك «لقمة سائغة» لبعض ضعاف النفوس، وتتفاقم المشكلة عندما تجد الفتاة نفسها متورطة مع شاب انتهازي استطاع أن يلوي ذراعها بعد أن قدمت له بعض التنازلات، وهو ما يُحتم نصح وتوعية الأبناء بحكمة ووعي، وعدم الثقة في الأشخاص المجهولين، كما أنه من المهم عدم التأخر في اللجوء إلى الأسرة عند وقوع أي مشكلة، حتى لا تتفاقم، والتوضيح أن الأسرة هي الملاذ الأول والأخير لهم. ويلجأ بعض الفتيات إلى إنشاء صفحات بشخصيات أخرى على المواقع الاجتماعية، يدعين من خلالها ببعض الأمور غير الصحيحة كانتمائهن لأسر غنية وامتلاكهن لبعض الكماليات، والحرص على السفر؛ بهدف العيش في لحظات جميلة حتى وإن كانت وهمية!. فراغ وملل وقالت «فاطمة»: إن الفراغ هو أحد أسباب قيام بعض البنات بتصرفات غير واعية عبر الانترنت، كالبحث عن تجربة عاطفية، أو تمثيل «الشخصيات الارستقراطية»، التي تزداد مع ما تعرضه بعض القنوات التلفزيونية من مسلسلات خليجية وتركية، مضيفةً أن المشاكل الأسرية تساهم في هروب الفتيات من عالم الواقع إلى العالم الافتراضي، مع كتابة ما يتعرضن له كخواطر أو قصص، الأمر الذي من خلاله قد تجد بعض التجاوب والتعليقات، وهو ما يجعلها تشعر بالقرب من المتجاوبين معها، بعكس البعد الذي تشتكيه من عائلتها، متأسفةً أن النتائج خلف هذا التجاوب تكون سلبية في بعض الأحيان، حيث إن الهدف من التواصل والتعليقات على الخواطر أو القصص المكتوبة هو التقرب لإيهام صاحبة المشكلة بالاهتمام بأمرها ومحاولة المساعدة، إلاّ أنه ربما خلف ذلك رغبات غير واضحة!. قصص خيالية وأوضحت «منال الحامد» -أخصائية اجتماعية- أن كثيراً من البنات -سواء في مرحلة المراهقة أو ما بعدها- يجدن أنفسهن واقعات في بئر عميق، لا يستطيعن الصراخ لطلب النجدة؛ لخوفهن من ردة الفعل التي سيتلقينها من أهاليهن، وهو ما يسبب بكل تأكيد تفاقم المشكلة وتزايدها يوماً بعد يوم، ناصحةً بضرورة الحذر وعدم التأثر بما تعرضه الفضائيات من مسلسلات وقصص حب وعشق خيالية لا تحدث على أرض الواقع، خاصةً في المجتمعات التي تتسم بالمحافظة والتقليدية، محملةً المسؤولية الكبرى على الوالدين أو الأسرة بشكل عام، التي يجب عليها توعية أبنائها وبناتها من مخاطر ما تعرضه بعض الشاشات والقنوات الفضائية الباحثة عن زيادة دخلها من الإعلانات وتسويق المسلسلات الأكثر مشاهدة، مشيرةً إلى أنه أثبتت العديد من الدراسات أن الأعمال الدرامية هي أحد أهم الأسباب في تزايد حالات الطلاق مؤخراً؛ لعدم تمكن الأزواج من قبول الآخر، واعتقادهم أن حياتهم تعيسة، خاصةً وهم يقارنون الشريك بما يُعرض على شاشات التلفزيون، ذاكرةً أن الرجل قد يقارن زوجته بحسناء على الشاشة، فيما الزوجة تشعر بالإحباط؛ لأنها لا تسمع كلمات حُب وغزل من زوجها كما يفعل بطل المسلسل مع حبيبته!. عزلة وبكاء وتصف «نسرين» حالة صديقتها التي تراجع مستواها الدراسي وأصبحت تميل إلى العزلة والبكاء، بعد أن كانت طالبة مجتهدة دراسياً وتتواصل اجتماعياً؛ بسبب وقوعها في «عالم الانترنت» والعلاقات السلبية، مضيفةً أنه في البداية لاحظت عليها تداعي السعادة والفرح، وكانت تتحدث عن معنى الحب والعشق، إلاّ أن ذلك لم يستمر طويلاً، حيث أوضحت فيما بعد أنها تعرّفت على شاب عن طريق المواقع الاجتماعية، والذي تحصل منها على بعض صورها الشخصية، بعد أن أوهمها بحبه الشديد لها ورغبته بالارتباط بها، إلاّ أنه ابتزها بعد ذلك، مؤكدةً على أنها أقنعتها باللجوء إلى الجهات المعنية لكي تستطيع التعامل مع القضية بطريقتها الخاصة!. ثقة متبادلة وساهمت ثورة الاتصال والانترنت في إيجاد عالم جديد يتسم بسرعة التواصل، كما أنها ساهمت أيضاً في تعميق الفجوة بين جيل الوالدين وأبنائهم، حيث يرى الجيل الحديث أن أسرهم لا يفهمون هذه التقنية بشكل جيد، خاصةً عندما يحاول الآباء تحذيرهم من الإفراط في استخدام صفحات التواصل الاجتماعية ك»الفيس بوك» و»تويتر»، واللذين قيّدا من مفهوم الخصوصية، وجعل الكثير من الشباب والشابات كالصفحات المفتوحة في كل صغيرة وكبيرة من تفاصيل حياتهم. وقالت «أم عبدالله»: إنها لا تقبل أن يضع أبناؤها وبناتها تفاصيل حياتهم وتحركاتهم على صفحات الانترنت، مضيفةً أن أبناءها يضحكون عليها عندما تنصحهم بذلك، معلّقين أن العالم كله أصبح يفعل ذلك، منتقدةً تصرفات بعض الفتيات من نشر صور غير لائقة، أو محادثة الشباب عبر مواقع الدردشة، أو في أجهزة البلاك بيري، مشيرةً إلى أنه توجد صعوبة في مراقبة الأبناء في الوقت الحالي، مفضلةً أن تكون الثقة متبادلة، مع غرس القيم والأخلاقيات الحميدة في نفوسهم، وجعلهم رقباء على أنفسهم. مخاطر منتظرة وأوضح «د.حسين اليوسف» -أخصائي تربية- أن نسب إحصائيات عالمية تشير إلى أن (89%) من مستخدمي الانترنت هم شباب تحت العشرين سنة، وهو ما يحتم ضرورة توعيتهم بالمخاطر المُنتظرة، كالابتزاز أو السرقة أو الوقوع في كمائن تنصبها عصابات الخداع والسلب، مضيفاً أن من بين المخاطر الثقة المفرطة لشخصيات وهمية تهدف للإيقاع بالضحايا، مشيراً إلى أن مثل هذه الشخصيات لا تقتصر على جنس معين، فيما النسبة الأكبر للضحايا هم من الجنس اللطيف، مبيناً أنه من الصعب في هذا الزمن استخدام المنع لتجنب الوقوع في المحظور، خاصةً أن وسائل الاتصال تقدم خيارات متعددة لعالم الانترنت، والذي أصبح في متناول الجميع من خلال أجهزة الجوال. وأضاف: من الأمثل أن يتم التعامل مع الأبناء والبنات بحكمة ووعي، مع التركيز على توعيتهم بضرورة عدم الثقة في الأشخاص المجهولين، إضافةً إلى عدم التأخر في اللجوء إلى لأسرة عند وقوع أي مشكلة حتى لا تتفاقم ويصعب حلها، من خلال التوضيح للأبناء والبنات أن الأسرة هي الملاذ الأول والأخير لهم.