للموسم الرابع على التوالي يظهر فريق الفتح في دوري "زين" السعودي للمحترفين، ويقدم نفسه بصورة زاهية فارضاً احترامه على المتابعين كافة، فالفريق أظهر قدراته بامتياز وقدم دروساً في التعامل مع الفرق الكبيرة ومواجهتها إن في بطولات الدوري أو في مباريات خروج المغلوب. الفتح الذي يقوده رجال تكاتفوا وعقدوا العزم على العمل باحترافية والاستفادة من تجارب الآخرين وخلقوا في ناديهم أجواء صحية تحفز على الإبداع والنجاح، وتجعل من الضعيف قويا، بل يكفي لأن نقول إن الفتح أعاد لاعبين إلى الواجهة بفضل تلك الأجواء النظيفة والتي تفرض على كل من ينتمي للفتح الفخر بما يقدمه النادي، ويكفي أننا لم نسمع يوماً عن مشاكل شرفية أو إدارية أو حتى مالية داخل النادي. الفتح يقوده فنيا التونسي فتحي الجبال، وهو بالمناسبة اسم غير معروف الشارع الرياضي التونسي قبل مجيئه للفتح، لكنه صنع لنفسه اسماً كبيراً هناك، وجعل التونسيين يفخرون به، فالجبال مدرب يعرف قدرات عناصر فريقه، ويعرف جيداً الأسماء التي ينتدبها الفريق، واستطاع في السنوات الخمس الماضية أن يكتسب المزيد من الخبرة، لأنه أراد تطوير نفسه، ولأنه وجد بيئة تدفعه إلى العمل والبحث عن المنجزات. في الموسم الأول للفتح في دوري المحترفين، حقق الفريق المركز الثامن، وهو مركز أكثر من جيد بالنسبة لفريق يصعد للمرة الأولى، لكنه تراجع للمركز التاسع في الموسم قبل الماضي، ما دفع مسيريه للبحث عن تطوير قدرات الفريق والعمل على استقطاب لاعبين أجانب مميزين مع الحرص على الاستقرار الفني والإداري، وهو ما ساعد الفريق كثيراً على الوصول إلى المرتبة السادسة ومن ثم التأهل لكأس الملك للأبطال، وحينها نجح (أبناء النخيل) في انتزاع الميدالية البرونزية من أمام الهلال، ومن ثم الترشح للمشاركة التاريخية في البطولة العربية بعد أسابيع. قد يخفى على كثيرين أن الفتح هو الفريق السعودي الوحيد الذي لم يجرِ أي تغيير على قائمة لاعبيه الأجانب، فالفريق يضم عناصر أجنبية تخدم أسلوبه وطريقة مدربه، وهنا لابد من الإشادة بإدارة النادي التي يقودها شبان جسدوا المعنى الحقيقي للإستقرار، بقيادة المهندس عبدالعزيز العفالق والمشرف على الفريق أحمد الراشد ومدير عام الكرة محمد السليم ومدير الاحتراف خالد السعود، فهذه الإدارة عملت وتعبت واستحقت الدعم الكبير من رجال الأعمال في الأحساء. أبعد من ذلك، هو أن إدارة الفتح حرصت خلال المواسم الأخيرة على إرسال أعضاء الجهاز الإداري إلى أندية أوروبية للتعرف على طريقة العمل في تلك الأندية وهي خطوة لم تقم بها أي من إدارات الأندية السعودية. ولمن لايعرف الكثير عن هذا النادي، عليه البحث عن نشاطات النادي الرياضية، فالفتح متفوق وينافس في ألعاب عدة مثل الكاراتيه والدراجات والسلة وغيرها، هذه باختصار تجربة الفتح على مختلف الأصعدة.. فهل يستحق هذا النادي الظاهرة بإمكاناته العادية الدراسة، وجعله أنموذجاً يحتذى؟؟