أعلن الأخضر الإبراهيمي، الوسيط الجديد للامم المتحدة والجامعة العربية في سوريا، الجمعة انه ليس واثقا تماما حيال فرص انهاء النزاع في سوريا، لكنه اكد في الوقت نفسه انه ورغم كل شي "متسلح بالامل". موسكو والاتحاد الأوروبي يرحبان بتعيين المبعوث الأممي العربي الجديد وردا على سؤال لمحطة التلفزيون الفرنسية "فرانس 24" لمعرفة ما اذا كان واثقا من امكانية وضع حد للحرب في سوريا، قال الابراهيمي "لا، لست واثقا". واضاف "ما أنا واثق منه هو اني ساقوم بكل ما استطيع، سأبذل فعلا جهدي". وفي مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" قال "ربما أفشل ولكن احيانا يسعفنا الحظ ونتقدم". واضاف "آمل ان يتعاون السوريون منذ البداية وان تدعمني الاسرة الدولية ايضا"، مكررا ما قاله سلفه كوفي عنان الذي كان يطالب بجبهة موحدة في مجلس الامن لاقناع الرئيس بشار الاسد بوضع حد للنزاع. واعلن الابراهيمي انه سيتوجه قريبا الى نيويورك للقاء اعضاء مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وقال الابراهيمي ايضا "طلبوا مني القيام بهذا العمل ولكن في حال لم يقدموا لي الدعم فان هذا العمل لن يكون موجودا اذن انا متلهف للنقاش معهم". واضاف "هم منقسمون ولكن بإمكانهم بالتأكيد ان يجدوا ارضية تفاهم". واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة تعيين الابراهيمي مبعوثا للامم المتحدة والجامعة العربية في الازمة السورية خلفا لكوفي عنان. وفي تصريح صحافي نشر امس قال الابراهيمي، الذي كان مبعوثا للجنة الثلاثية العربية الى لبنان في أواخر فترة الحرب الاهلية (1975-1990) انه عندما كان وسيطا لانهاء الحرب في لبنان، "لم تكن امكانات النجاح فيه آنذاك أكبر مما هي الآن" في سوريا. وقال الابراهيمي "عندما ذهبت الى لبنان، لم تكن امكانات النجاح أكبر مما هي الآن. وواحدنا يجب أن يقبل الفشل إذا كان مكتوبا له الفشل، معليش فليأت غيري من بعدي وينجح إن شاء الله"، مؤكدا انه "متسلح بالأمل" على رغم كل شيء. وردا على سؤال للصحيفة عمن اعطاه هذا الامل، اجاب "لا أحد ولا أي شيء سوى أن الأممالمتحدة وأيضا جامعة الدول العربية لا يمكن أن تتركا سوريا من دون محاولة، مهما كانت الظروف صعبة وامكانات النجاح متواضعة". وشدد مبعوث الاممالمتحدة على انه يريد ان يرى "أين توقف كوفي عنان" والاستفادة "من الدرس الكبير الذي سمعناه منه عند استقالته، أي الأسباب التي دفعته الى الاستقالة، وأهمها أن تأييد الأناس الذين عينوه لم يكن في المستوى المقبول"، مؤكدا انه يريد "دعما قويا وحقيقيا" من مجلس الامن.ولكن المبعوث الجديد اكد ان الدعم القوي لا يعني بالضرورة قرارا تحت الفصل السابع لميثاق الاممالمتحدة الذي يجيز فرض عقوبات وصولا الى السماح باستخدام القوة. وقال ان صدور قرار تحت الفصل السابع او عدمه هو "أمر ثانوي. المهم هو وجود تأييد حقيقي وقوي من مجلس الأمن، ومن المجتمع الدولي بشكل عام، ومن الدول العربية من دون أي شك أيضا". ولهذه الغاية سيجتمع الابراهيمي في نيويورك الاسبوع المقبل مع الامين العام للامم المتحدة ومندوبي الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن. وأضاف انه سيتوجه من نيويورك الى القاهرة لعقد اجتماعات عدة أبرزها مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، مشيرا الى انه يعود الى الجامعة العربية ان تقرر ما اذا كان نائبه سيبقى الفلسطيني ناصر القدوة، الذي كان نائبا لعنان، ام انها ستختار بديلا عنه. في ذات الاطار رحبت روسيا امس بتعيين الاخضر الابراهيمي وسيطا دوليا في سوريا واعلنت انها تتوقع منه العمل على اساس خطة السلام التي اعدها المبعوث السابق كوفي عنان واتفاق جنيف حول مبادىء الانتقال السياسي في هذا البلد. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "نتوقع ان يستند الاخضر الابراهيمي في عمله على اساس خارطة الطريق للتسوية في سوريا وهي خطة السلام التي اعدها كوفي عنان وبيان اللقاء الذي اصدرته في حزيران/يونيو مجموعة العمل حول سوريا في جنيف وكذلك القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الامن الدولي". واضافت "نأمل في ان يواصل الاتصالات مع كل الاطراف السورية وان يدفعها الى وقف العنف سريعا واطلاق حوار سياسي حول مستقبل البلاد". من جانبه رحب الاتحاد الأوروبي امس بتعيين الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي مبعوثاً مشتركاً للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا. وأصدرت مسؤولة العلاقات الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بياناً قالت فيه إن الإبراهيمي دبلوماسي ذو خبرة يفهم المنطقة جيداً "وهو بالتأكيد الشخص المناسب للاستمرار في عمل الأممالمتحدة والجامعة العربية في البحث عن حل سلمي للأزمة في سويا". وأعلنت عن الدعم الكامل من الاتحاد الأوروبي له.