أنا أحد الذين توقعوا أن يستنكر جمهور النصر الستة من الاتحاد فيتخذ إجراءات احتجاجية تطويرية عاجلة تعيد له أبسط حقوقه (البطولات) وتحميه من كوارث الهزائم، فإذا بي أفاجأ أن ما هو عندي (مهزلة) هو عند النصراويين شيئا عاديا لا يستحق الزعل.. وإذا الاحتجاج النصراوي لا يتعدى الإنكار السري الهادئ المؤقت.. وهو ما يفسر باللهجة الشعبية ب (موتة القلب).. أي أنهم تعودوا على العيش في مكان وضيع تأقلموا عليه، وبالتالي اقتنعوا أن هذا مكان النصر! ٭٭ يشهد على صحة كلامي مدافع النصر محسن الحارثي الذي لم تحركه أسئلة بتال القوس في (المواجهة) ولم يبدو عليه أثر التأثر من المشاهد التي عرضت حقبتين للنصر.. واحدة أيام العز وأخرى في زمن الذل! مصاحبة بموسيقى حزينة (ظلت ملازمة لكل تقرير يعرض عن النصر!) تقلب حال أكثر الناس فرحاً إلى حالة حزن!! ٭٭ أما الشاهد الذي ساقه بتال منسوباً إلى لاعب نصراوي حينما أخبره اللاعب أن مباراة الهلال هي مباراة (أرزاق) يشدون فيها حيلهم ليفوزوا بالمباراة والمكافآت فهو يعني أن لاعبي النصر (جوعى!) ولاعب جائع لا يمكن أن يتحرك في الملعب فيقطع أو يصنع أو يسجل!.. وبالمناسبة.. هل الفوز على الهلال هو طموح الجمهور كما هو منتهى طموح الإدارة؟! ٭٭ الأندية الأخرى تتعامل مع بعضها بالملايين.. واللاعب فيها يأخذ مكافأة فوز تصل إلى مئة ألف في المباراة الواحدة.. أما اللاعب النصراوي فيبحث عن مكافأة قدرها خمسمائة ريال يسدد بها الديون التي عليه للبقالة ولمغسلة الثياب.. بناء على ما يحدث.. أقترح أن يغير الاسم إلى نادي (الصبر)! ٭٭ لست نصراوياً ولكنني أتعاطف مع النصر لأنني من أمة سمتها التراحم فيما بينها.. يؤلمني أن يصفّ النصر (بتاريخه) في طابور المساكين.. وقف ست سنوات عند إشارة مرور يشحذ بطولة وفي النهاية وجهت إلى صدره - في آخر مبارياته - ست رصاصات! ٭٭ أظنه لم يبق من يشجع النصر بحماس غير الذين هم من جيل الذين عاشوا أيام العز حينما كان في المنتصف يوسف خميس وفي المقدمة ماجد.. أما التالون فإما أن يصبروا.. أو ينطقوا.. أو يبحثوا عن بديل! ٭٭ ليدعوا النصراويون لأنفسهم بأن تتشابه الألوان والأسماء عليهم لعلهم يجدون أنفسهم في مدرجات الاتحاد مثلا.. أو الهلال حتى لا يتحملون مشقات السفر!! ٭٭ ليتسلوا بمهارات ماجد وليحضروا أشرطته يستمتعون بأهدافه.. أو ليفتحوا من جديد ملفات اعتزاله يتسلون بها حتى حين!! 20مليوناً.. على إيش؟! ٭٭ منطقياً إذا أردنا دخول زمن الخصخصة.. فإن النادي يفترض أن يغذي نفسه، بمعنى أن سعر اللاعب يفترض أن يساوي الفائدة منه (إن لم يرد النادي ربحاً) وأكثر إن أراد الفائدة.. أما (جنوناً) وهو ما يحدث لدينا فإن الملايين هي سيدة الموقف.. وإليكم الحسبة: في نادي الاتحاد متوسط سعر اللاعب10000000 /18مابين أساسي واحتياط 180000000(فقط مئة وثمانون مليون ريال).. أسعار اللاعبين الثابتة عدا مصروفاتهم ومن معهم من جهاز فني وخلافه التي قد تماثل هذا الرقم أو تقترب منه.. ماحجم دخل هذا النادي (ماديا لا معنويا)؟!.. هل يصل إلى عشرين مليوناً (مجموع الإيرادات بما فيها مكافآت البطولات عدا التبرعات الشخصية)؟ ٭٭ لم تكن هذه الملايين معروفة في زمن الهواية والسنوات الأولى من الاحتراف.. حتى جاء منصور البلوي ورفع أسعار اللاعبين في السوق بشكل محموم.. بل وأفسدهم على أنديتهم، ومن لم ينتقل لن يلعب لناديه بإخلاص وهو يشاهد زملاءه يركبون سيارة BMW وهو يركب كرسيدا!!.. وتتأزم المشكلة إن كان اللاعبون متجاورين في المنتخب!.. ثم يحدث التناقض.. ناس في القمة وآخرون في القاع! ٭٭ ياسر القحطاني مثلا - الذي يعجبني أداؤه - هل ثمنه خمسة وعشرون مليوناً.. أحمد الدوخي الذي بدأ بالعد التنازلي كم - بربكم - يستحق؟! ٭٭ أرى أن الهلال هو النادي الذي يتعامل مع لاعبيه بشكل منطقي.. الأسعار يقدرها بلا إفراط أو تفريط.. فهو يعطي لاعبيه حقهم وأكثر فلا يشح عليهم إلى الدرجة التي تجعلهم (يشحذون!) أو يغرقهم بالنقود فيغرق في بحر الديون.. هو صانع اللاعبين.. توجه غيره إلى سوق البيع والشراء (الفوضوي) وتوجه هو - بأقل القليل من المدفوعات - إلى سوق البطولات.. لم يضره هدوؤه.. ولم تنفع الآخرين ملايينهم!! ليترك عنه القحطاني والدوخي ومن على شاكلتهم وليهتم بمن لديه معطياً إياهم الثقة.. فالبطولات له.