بلغ اليأس بأحد نزلاء سجن " فلوري ميروجيس " الواقع في الضاحية الباريسية حدا جعله يقطع أحد أصابعه ويرسله بالبريد إلى كريستيان توبيرا وزيرة العدل الفرنسية. وكان السجين قد طلب مرات عديدة من الوزارة العمل على نقله إلى سجن مدينة ديجون الواقعة وسط البلاد حتى يكون قريبا من أسرته. واضطر إلى قطع اصبعه بعد أن أصبح مقتنعا بأن الوزارة لن تستجيب لطلبه. ولكن الجهاز المشرف على مطالب السجناء في الوزارة أفاد بعيد وصول الإصبع إلى مكتب الوزيرة أن طلب صاحبه قد قُبل يوم السادس والعشرين من شهر يوليو الماضي. وأضاف المشرف على الجهاز قائلاً إن سجن ديجون والسجون القريبة منها لا توجد بها أماكن شاغرة في الوقت الراهن ويعني هذا أنه يتعين على السجين الذي قطع أصبعه أن ينتظر بعض الوقت قبل نقله إلى حيث يريد لاسيما وأن كل السجون الفرنسية تشكو منذ سنوات من مشكلة الاكتظاظ. ولم تكن هذه الحادثة هي الأولى التي يقدم خلالها سجين فرنسي على بتر أحد أعضاء جسده للتعبير عن يأسه. فمن الذين حذا حذوهم مرسل الإصبع إلى الوزيرة سجين آخر تجرأ في ثمانينات القرن الماضي على إرسال إصبعين من أصابعه إلى وزير العدل آنذاك بعد أن حكم القضاء بسجنه خمسة عشر عاما بتهمة المشاركة في ارتكاب جريمة قتل. وتبين بعد ذلك أنه بريء من التهمة الموجهة له فأطلق سراحه بعد أن فقد أصبعيه. وكان سجين آخر قد قطع جزءًا من أذنه وأرسلها إلى وزارة العدل تعبيرا عن غضبه من أحد العدول المنفذين كان يعتقد أنه تسبب في سجنه بشكل غير مشروع.