هذا ما رددتهُ مندهشة وأنا أقرأ خبر إيقاف الصحفي والمحلل اللامع "فريد زكريا"!! وقد تم إيقافه لأنه اقتبس عدة فقرات في مقاله من مقال لشخص آخر وهي بالتحديد أكاديمية مؤرخة في جامعة Harvard هارفارد دون أن ينسب ما اقتبسه لها!! فريد لم ينكر التهمة المنسوبة اليه بل اعترف بخطئه وقال إنه مسؤول عن جميع العواقب. لكن لم يكف هذا الاعتذار. فقد صرح الناطق باسم مجلة "التايم" بأن المجلة قبلت اعتذار "فريد زكريا" لكنها ستقوم بإيقافه عن العمل لمدة شهر وذلك للنظر في الاجراءات التي ستتخذ بحقه!! وحتى شبكة ال "سي إن إن" أوقفت البث لبرنامج فريد زكريا لحين النظر في موضوعه، ولم تكن هذه الهفوة الوحيدة لفريد زكريا مؤخرا. بل تناقلت الأنباء أنه ألقى خطبة في جامعة هارفارد، تشبه ما كان ألقاه قبلا في جامعة ديوك!! وطالته جراء ذلك الكثير من الانتقادات!! "فريد زكريا" كاتب مرموق يحمل الجنسية الأمريكية، وهو مسلم من أصول هندية. وله العديد من الكتب، وهو بالمناسبة تخرج من أعرق الجامعات الأمريكية. فنال الماجستير من جامعة Yale "ييل" والدكتوراه من Harvard "هارفارد". بعض المعلقين يرى أن ما فعله "فريد" لا يلغي براعته ومكانته في عالم التأليف والتحليل السياسي. وأن ما فعله يدخل في باب الترهل الفكري الذي قد يصله أحدهم بعد أن يصل إلى القمة في التأليف والتحليل وغيرها من المجالات الشبيهة. لكن بالطبع هذا لا يعفيه أو يبرر خطأه!. صحيفة "التايمز" وغيرها من الصحف الغربية يهمها الحفاظ على معاييرها. وجزء من تلك المعايير النزاهة والدقة والتأكيد على مسؤولية كل كاتب مقال عما يكتبه وأن كل جملة في هذا المقال هي من بنات أفكار الكاتب وتعبير عن رأيه وفكره. أو على الأقل إذا أضاف من غيره لا ينسبه إلى نفسه!! وفي حادثة أخرى في ذات السياق، تم الضغط على رئيس وزراء رومانيا لتقديم استقالته جراء ما أثير حول انتحاله لأجزاء من أطروحته للدكتوراه من شخص آخر!! هنا يبرز سؤال أو مقارنة بين تعامل الغربيين مع الانتحال وتعاملنا نحن!! هناك المنتحل يعاقب بل هو نفسه يعتذر مباشرة ويبتعد عن الانكار أو "اللف والدوران" ويكون لديه الشجاعة لتحمل خطئه. بينما لدينا ينكر هذا الشخص خطأه بل نجد المدافعين عنه والمنافحين عن مكانته! ويتحول الأمر الى التشكيك في الطرف الآخر! وأنه أراد أن يشتهر على حساب ادعائه أنه سُرق نصه!! الخ.. وتمضي الحكاية أو "الجريمة" مرور الكرام! ونجد أن هذا الشخص "المنتحل" مستمر بكل ثقة في عمله أو في برنامجه أو في إنتاجه الكتابي!! وحتى الجرأة في الظهور على شاشات التلفاز، واثق الخطوة يمشي ملكاً!! ختاماً لو أن "فريد زكريا" في عالمنا لما حصل له ما يحصل الآن من ايقافه عن العمل... الخ!! السؤال: هل الدنيا غير عادلة أم أننا نحن غير عادلين؟! أترك الجواب لك عزيزي القارئ!!