لم يصدق أبو أحمد عندما رأى طفله البالغ من العمر 11 عاما قادرا على جمع مجموعة من الارقام الطويلة في وقت لا يتعدى الدقيقة بدون استخدام الالة الحاسبة ومعتمداً بشكل كلي على قدراته الذهنية. وأكد أبو أحمد أن طفله اكتسب هذه المهارة وغيرها من القدرات العقلية والشخصية بعد انضمامه الى مركز العقل الذكي في جمعية المعلمين الكويتية والتزامه بالدروس المقدمة له في جو من المرح والمنافسة مع أقرانه . وللتعرف أكثر على هذا المركز وطبيعة التعلم به ونوع العلوم المقدمة قال مدير عام المركز الدكتور عبد العزيز عبد الرزاق النجار ان المركز يعمل على تدريب الطلاب على استخدام شقي المخ الايمن والايسر عند ممارسة الحساب الذهني للاستفادة من قدرات العقل البشري الهائلة والكامنة اذا ما أسيء استخدامه. وبخصوص طبيعة الدراسة أوضح الدكتور النجار أن المركز يعمل على تعليم العمليات الحسابية مثل الطرح والجمع والقسمة والضرب وغيرها في وقت يكون مع التدريب أسرع 4/5 مرات من الالة الحاسبة والحاسب الالي وذلك باستخدام المعداد الخشبي ( أبوكاس) والذي يتم الاستغناء عنه هو الاخر مع التقدم بالمراحل التعليمية . وبين مدير عام المركز الفكرة الرئيسة من عمل البرنامج وهوالاعتماد على قدرات المخ البشري المتميزة والذي ينقسم الى شقين يختص الشق الايسر بالاضافة الى كونه مسؤولاً عن حركة الجزء الايمن من الجسم والعكس صحيح باللغة والحروف والحساب والارقام والمنطق والتسلسل وغيرها مما جعل العلماء يطلقون عليه اسم الشق الاكاديمي بينما يختص الشق الايمن من المخ بالصور والالوان والتخيل والمشاعر والموسيقى واللحن والنغم لذا أطلقوا عليه اسم الشق الفنان. وأكد أنه في حال نشاط شقي المخ في الوقت ذاته يكون عائد التعليم والاستيعاب والتذكر عالياً جدا مما يوجد لدينا أشخاصاً متميزين أقرب الى العبقرية وضرب الدكتور النجار المثل بالعالم الالماني أينشتاين قائلا كان هذا الرجل الى جانب كونه عالم فيزياء شخصا حالما محبا وعازفا للموسيقى بالاضافة الى العبقري الايطالي ليوناردو دافنشيي الذي كان فنانا وطبيبا ومهندسا ومخترعا وغيرها من المواهب .» وأكد الدكتور النجار أن مركز العقل الذكي يحرص دائما على استخدام تقنيات ومناهج وطرق متطورة تواكب التطورات الحديثة في علوم التعليم والتربية والاساليب التدريبية لاكساب الطفل بكل مرح وسعادة المهارات التي تؤهله لاتقان القراءة والكتابة والحساب والاستماع والمشاركة علاوة على التقدير والملاحظة والسببية والاستذكار والمحاكاة الى جانب توليد الافكار ومهارات عديدة أخرى. وبشأن طبيعة برنامج التدريب ومدته الزمنية أوضح الدكتور النجار أن البرنامج عبارة عن منهج مقسم الى عشرة مقررات يستغرق انجازها 240 ساعة وكل مقرر يتطلب 24 ساعة تدريبية لمدة ثلاثة أشهر يتم ممارستها مدة ساعتين أسبوعيا اضافة الى حل واجب منزلي لمدة لا تزيد عن نصف ساعة في الاسبوع في كتاب خاص لكل مستوى الى جانب تدريب يومي لمدة ربع ساعة على جهاز المعداد الخشبي (أبوكاس). وأرجع الدكتور النجار سبب اختيار الفئة العمرية من 6 الى 12سنة للمشاركة في هذا البرنامج الى أن الشرط الاساس للانتساب للمركز هومعرفة الطفل لعملية الجمع والطرح لتتم الاستفادة من الدراسة الى جانب أن الطفل في هذا العمر تكون لديه أدوات التعلم لازالت مفتوحة ولم تتأثربالبيئة المحيطة علاوة على أن طفلا بعمر الاربعة عشر عاما قد لا يتقبل مثل هذه الدراسة خاصة في المراحل المبتدئة لانه قد يراها دون مستواه لان البرنامج على حد قول الدكتور النجار يبدأ بمعادلة بسيطة وهي 1ه1ه1 وبعدها يتم التدرج للمستويات الاكثر تعقيدا. وعند سؤال الدكتور عبد العزيز النجار بشأن تفاوت مستويات الذكاء بين البنات والاولاد أجاب قائلا لا تتم العملية بهذه الطريقةلاننا جميعا متوازنون من ناحية الذكاء بمعنى أن كل إنسان يمتاز بذكاء معين فهناك شخص لديه الذكاء اللغوي عال وهناك من يتمتع بذكاء التحليل المنطقي فالمهم أن يكتشف الشخص الجانب المميز لديه ويعمل على تطويره وتنميته ليوجد لدينا إنسان متميز. وفيما يتعلق بطريقة اختيار المدربين والشروط الواجب توافرها فيهم أكد مدير مركز العقل الذكي على اشرافه على اختيار المدربين وحرصه على اختيار المدربين الكويتيين ليكونوا أقرب للاطفال علاوة على خبرتهم في هذا المجال وقدرتهم على توصيل المعلومة بشكل ميسر ومرح اضافة الى حبهم للاطفال واتصافهم بالهدوء والمرونة.»