بينما تراجع عدد الرياضيين الممثلين لدولة قطر من نحو 20 رياضيا في دورة الألعاب الأولمبية الماضية (بكين 2008) إلى 12 فقط في الدورة الحالية، كان الأمر اللافت للنظر هو وجود أربع رياضيات يحملن الراية القطرية في الأولمبياد اللندني. ورغم تقلص حجم البعثة إلى نصف ما كانت عليه في أولمبياد بكين، تركت البعثة القطرية بصمتها في جدول الميداليات بالدورة الأولمبية الحالية من خلال الميدالية البرونزية التي حصل عليها ناصر العطية في مسابقة الاسكيت ضمن فعاليات الرماية بالدورة وما زال الأمل قائما في زيادة الحصاد من خلال المسابقات التي لا تزال دائرة. وقد يرى البعض أن الرصيد القطري في أولمبياد لندن ضئيل حيث يقتصر على ميدالية واحدة فقط حتى الآن، ولكن المنطق يشير إلى أنه ليس كذلك إذا ما قورنت البعثة القطرية بحجم بعثات أخرى ربما لم توفق بعضها في الفوز بأي ميدالية حتى الآن. وأكد الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية أن تأهل أربع رياضيات من قطر إلى الأولمبياد الحالي يأتي كثمرة للبرامج التي تطبقها بلاده منذ 12 عاما حيث جاء تأهلهن جميعا عن طريق التصفيات وبمجهودهن الخاص وليس عبر بطاقات دعوة. أضاف أنها المشاركة الأولى لقطر بأربع رياضيات في الدورات الأولمبية وهي نتيجة جهود بذلت على مدار أكثر من 12 عاما مشيرا إلى أنها المرة الأولى في تاريخ قطر التي يكون لديها لاعبات شاركن خلال ثلاث دورات ألعاب آسيوية والعدد يتزايد وكذلك الحال في دورات الألعاب العربية. وأشار إلى أن عددا من رياضيات قطر شاركن في دورات الألعاب العربية الثلاث الماضية في الجزائر ومصر وقطر كما شاركن في بطولات العالم موضحا أن الدورة الأولمبية الحالية ليست المشاركة الأولى للاعبات قطر على المستوى العالمي ولكنها الأولى لهن في الدورات الأولمبية التي تحتاج للتأهيل. وأكد الشيخ سعود بن عبد الرحمن أن بطاقات الدعوة (وايلد كارد) التي توجه إلى اللاعبين واللاعبات للمشاركة في الدورات الأولمبية، بعيدا عن التصفيات والبطولات المؤهلة، لا تكون عشوائية ولكنها تشترط أن يكون مستوى اللاعبين واللاعبات مقبولا لدى الاتحاد الدولي للعبة. وأضاف "حاولنا في 2004 الحصول من اللجنة الأولمبية الدولية على بطاقات دعوة لبعض لاعباتنا للمشاركة في أولمبياد أثينا وكررنا المحاولة في أولمبياد بكين 2008 من خلال المطالبة ببطاقتي دعوة إحداهما للاعبة جودو والأخرى لرامية ولكن اللجنة رفضت لعدم موافقة الاتحاد الدولي لكل من الرياضتين.. ولكن لاعبات قطر تأهلن هذه المرة عن طريق التصفيات وبعيدا عن أي بطاقات دعوة". وعن المشاركة القطرية بوجه عام في أولمبياد لندن 2012 وتراجع عدد الرياضيين عما كان عليه في أولمبياد بكين 2008 ، قال الشيخ سعود بن عبد الرحمن إن الألعاب الفردية يحكمها التأهيل دائما موضحا أن قطر حظيت في أولمبياد بكين بتأهل مزيد من اللاعبين في رياضات أخرى. وأضاف "أعتقد أن العبرة بالكيف وليس بالكم فالأهم هو ما يجب جنيه من المشاركة وليس عدد المشاركين.. أتينا ب12 لاعبا ولاعبة أعمار ثمانية منهم دون العشرين عاما وهذا يوضح مدى الإمكانيات المتاحة وما يمكن لهؤلاء اللاعبين تقديمه في السنوات المقبلة". أوضح "بعض هؤلاء اللاعبين من أبطال العالم على مستوى الشباب والناشئين ومنهم معتز برشم وحمزة دريوش وبهية الحمد بطلة آسيا". وأضاف "نركز حاليا على الألعاب التي يمكنها تحقيق ميداليات". وعن الأسماء التي يمكنها تحقيق ميداليات، قال الشيخ سعود بن عبد الرحمن "لا نراهن بشدة ولكننا نحاول تقديم أفضل مستوى وهناك احتمالات للحصول على ميدالية أخرى بخلاف الميدالية التي حصل عليها ناصر العطية في الرماية ولكنني أعتقد أن هذا لن يكون أمرا سهلا في هذه الدورة.. كل ما نتمناه هو أن يحقق كل لاعب إنجازا على مستواه الشخصي" في إشارة إلى أن هذا سيكون دفعة قوية له في المستقبل". ولدى سؤاله عن الميزانية الضخمة التي تنفقها قطر على تطوير الرياضة وصناعة الألعاب ومدى تناسبها مع حصد ميدالية واحدة حتى الآن في الدورة الأولمبية الحالية ، أجاب الشيخ سعود بن عبد الرحمن قائلا "إذا قارنا عدد سكان قطر ببلدان أخرى ، ستجد أن قطر تتواجد حاليا بشكل جيد على جدول الميداليات". وأوضح "أعتقد أنه مع مقارنة بعثة تضم مئات الرياضيين ببعثة تضم 12 لاعبا ولاعبة وشاهدنا النسبة مقارنة بالميداليات التي يحرزها كل وفد سيكون الوفد القطري من أنجح البعثات المشاركة في الأولمبياد سواء على المستوى العربي أو العالمي". ولدى سؤاله عن الوقت الذي تستطيع فيه قطر صناعة أبطال عديدين مثل العطية ، قال أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية "العطية يشارك في الأولمبياد للمرة الخامسة وهذه رسالة لجميع الرياضيين القطريين والعرب بأنه لابد من الكفاح حتى تصل لميدالية.. إذا رصدنا نسبة اللاعبين الذين شاركوا في خمس دورات أولمبية منذ أولمبياد أتلانتا 1996 والأولمبياد الحالي، ستجد أنها لا تزيد على 1 بالمئة". وأضاف "رغم عدد السكان القليل في قطر، نستطيع صناعة الأبطال إذا كان هناك التخطيط والتركيز الجيد على الألعاب التي يمكننا حصد ميداليات فيها.. نركز، على سبيل المثال، على الرماية وألعاب القوى والألعاب النزالية وهي التي يمكننا تحقيق ميداليات فيها واستثمار الجهد والدعم بشكل جيد ومثمر فيها". وعن أسباب استبعاد الملف القطري من الملفات المتنافسة على حق استضافة دورة الألعاب الأولمبية المقررة عام 2020 وهل عانى الملف من بعض القصور، قال الشيخ سعود بن عبد الرحمن "لا أستطيع بالطبع الافصاح عن تفاصيل، ولكن المهم أننا نكتسب خبرة في كل مرة نقدم فيها ملفا للاستضافة ونتعرف على النقاط التي يجب معالجتها". وأضاف "أعتقد أننا قدمنا ملفا قويا لاستضافة أولمبياد 2020 وكان من أبرز الملفات المقدمة. كما أرى أنه آن الأوان ليكون هناك توجه في المستقبل بأن يكون توجه المنظومة الأولمبية مختلفا وذلك من خلال النظر لمناطق تحتاج لإقامة الأولمبياد". وعن إمكانية التقدم بملف لطلب استضافة أولمبياد 2024 ، قال أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية "لدينا رؤية مفتوحة لإيماننا بالرياضة وأهميتها ودورها للجيل القادم.. أعتقد أن أهم ما نستثمر فيه هو الرياضة لخدمة جيل المستقبل وكذلك الاستثمار في البنية الأساسية للدولة". وعن الفارق بين تنظيم بكين ونظيره في لندن، قال الشيخ سعود بن عبد الرحمن "لا نستطيع الآن تقييم الدورة ويتعين الانتظار حتى نهايتها.. ولكن كل دولة لها خصائصها ومميزاتها". وأضاف "لكن التجربة التي يجب دراستها هو استخدام لندن لعدد كبير من المنشآت المؤقتة بعكس ما كان عليه الوضع في بكين.. ويتعين النظر على مدى تأثير هذه المنشآت على الإرث الرياضي.. فهل يتعين النظر للإرث الرياضي إلى جانب إرث الدولة عند تنظيم دورة أولمبية ؟". وأوضح "الإرث الرياضي مهم للغاية.. وأعتقد أنها نقطة جديرة بالدراسة.. ما ألاحظه خلال جولاتي بملاعب أولمبياد لندن أن 90 بالمئة من منشآت الأولمبياد مؤقتة بينما كانت هذه النسبة في بكين للمنشآت الثابتة". وأضاف "إننا نحاول كدولة مهتمة بالرياضة أن نقيم هذه النقطة ومدى نجاحها لأنها نقطة فاصلة ومهمة ويجب معرفة إيجابياتها وسلبياتها".