اجتذبت المساجد الطينية القديمة المعاد تأهيلها في بعض أحياء وأرياف محافظة "بريدة" بالقصيم عدداً من المصلين في الفروض اليومية وصلاة التراويح، كونها تمتاز بالهدوء بعيداً عن ضجيج المدن، إلى جانب أنها تُذكّرهم بأقارب وجيران إما أن يكونوا قد انتقلوا لأحياء أو مدن أخرى، أو انتقلوا إلى رحمة الله، فضلاً عن أنها تعيد للبعض ذكريات الطفولة والصبا وأيامهم القديمة في أحياء شهدت نشأتهم. وتتعدد المساجد الطينية المرممة بمواد قديمة أو حديثة -تحاكي القديمة-، فيما تباينت في استخدام التقنيات الحديثة بين مسجد وآخر في جوانب الإنارة والتكييف والصوتيات، وغيرها من الخدمات الملحقة بتلك المساجد لخدمة مرتاديها. وقال "علي الدبيخي" -أحد المهتمين بتراث وآثار بريدة- أن المساجد بيوت الله في الأرض، حيث كانت تضم فيما مضى المدارس الإسلامية، وانطلقت منها قوافل العلم والمعرفة، منوّهاً أن للمساجد تاريخاً حافلاً بطابع معماري فريد في كل بلد يمتاز بنمط معين يمتاز به في الزمن الماضي، ومن هنا حرص الجيل الحالي على إحياء ذلك النمط المعماري بإعادة بنائه وتأهيله في عدد من مساجد أحياء "بريدة" وأريافها، ومواقع أخرى في منطقة القصيم، شهدت إعادة تأهيل عدد من مباني المساجد القديمة، إلى جانب إحيائها وإقامة الصلوات الخمس فيها. وأوضح أنه تم فرش تلك المساجد الطينية المتعددة بالحصير من الداخل، فيما تمت تغطية ساحاتها الخارجية بالتراب النظيف، إلى جانب إضاءتها بالفوانيس القديمة، مما زاد من الإقبال عليها من قبل المصلين، لاسيما في شهر "رمضان"، ممن يستشعرون فيها الروحانية والطمأنينة، لافتاً أن عشق الكثيرون للماضي والذكريات الجميلة جعلهم يقطعون المسافات من أجل أداء الصلوات في هذه المساجد الطينية. استهوت الكثيرين في الأرياف بسبب بعدها عن ضوضاء المدن