امرأة في الأربعين من عمرها يتحلّق حولها أطفالها الصّغار.. حفاة عراة، ثيابهم رثّة، لا يلبسون أحذية، يكاد الجوع يفوح من جباههم السّمر، يحفر خطوطاً عميقة فيها، يأتي مندوب قافلة الحملة السعودية لنصرة الشعب السوري،يتهافت عليه الناس،تأتي هذه المرأة تستلم كيساً من تلك المساعدات داعية لخادم الحرمين الشريفين بطول العمر قائلة: الله يحفظ هالقائد العظيم اللي ما بينسى اخوانه في كل العالم وناصرنا في كل الملمّات، ويأتي صوت واهن لا يكاد يسمع من امرأة ستينية قالت ان اسمها: آمنة الشمالي اعترى البؤس ملامحها لكنها تحاول ان تعبر عن فرحها بوصول الحملة الوطنية قائلة: الله يرزقكم يا السعوديين ويحفظ لكم مليككم عبدالله جات المساعدات في وقتها وتضيف: الحال يا ابني في المخيم صعب لا كهرباء والماء شحيح والناس تعبانة وياريت تنقلوا معاناتنا واصواتنا فنحن نحتاج الى السكن ليس المهم الأكل والشرب رغم اهميته لكن السكن هنا غير مريح والمنطقة حارة وطبيعتها قاسية وتختم مناشدتها بسكن غير الخيام الذي تعتبره سبباً في مرض احفادها وابناءها العشرة وكذلك العلاج الذي لا يتوفر بشكل جيد. ويشير ابو ميسر (46 عاماً) الى ان جهد المملكة لا يمكن نسيانه ويضيف: خادم الحرمين الملك عبدالله ما قصّر معنا كشعب سوري من بداية الأزمة فهو صاحب النخوة والكرم وتجينا منكم اعانات دائماً، لكنه يتوقف ثم يعاود الحديث بحرقة قائلاً: الوضع في المخيمات سيء جداً والفوضى بسبب كثرة النازحين مزعجة جداً فنحن للأسف نستدين كي نعيش والملابس الخاصة بنا وبأطفالنا مهترئة ونحتاج زيادة دعم من الجميع خصوصاً السكن حيث ان المخيمات بوضعها الراهن لا تليق بالسكن وهي صعبة بدرجة لا تقل عن صعوبة الوضع الذي هربنا من بلدنا بسببه من قصف وقتل وتعذيب واغتصاب للمحارم. الشاب يوسف ابو بيسان (26) عاماً بدا مرتبكاً وفي وضع نفسي لافت اتجه الينا معبراً عن معاناته قائلاً: انا هربت وتركت ورائي زوجتي وطفلتي لأني لم اجد وقت او فرصة لجلبهم معي، واعيش ظروفا صعبة لا استطيع العودة لبلادي ولا الوضع هنا مريح فالازدحام على الأغذية ودروات المياه واناشد عبركم تأمين اسكان افضل من هذا الذي لا يحمي من شمس او غبار. وكان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن فهد بن عبدالمحسن الزيد قد تفقد " مخيم الزعتري" ووقف على احتياجات اللاجئين وابدى تعاطفه مع سوء الوضع الذي وصفه بالصعب جداً معتبراً ان المخيمات بوضعها الراهن لا تتناسب وحجم معاناة النازحين بسبب قسوة الجو والحرارة والغبار والأتربة معتبراً ان الوضع في مخيم الزعتري اصعب بكثير منه في تركيا التي تتمتع بجو اكثر برودة واعداً بنقل الصورة كاملة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله. مسنّات وأرامل وأطفال: خادم الحرمين نصيرنا في الملمّات.. وقائد عظيم لا ينسى إخوانه في كل مكان الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية أيمن المفلح الذي كان حاضراً يتفقد المخيم ضمن الفريق الملكف بالمتابعة امتدح التعاون القائم بين المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية في جميع المجالات بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وقال: إن هذا التعاون أثمر اليوم في تسهيل إجراءات وصول وتوزيع المساعدات العينية المقدمة من المملكة لصالح اللاجئين السوريين في الأردن ضمن الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين بإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية المشرف العام على الحملة. وأضاف المفلح: إن التنسيق بين الحملة الوطنية السعودية والهيئة الخيرية الهاشمية حقق نجاحا ملموسا منذ وصول المساعدات السعودية إلى الأراضي الأردنية ومن ثم نقلها وتوزيعها ولفت المفلح الى انه تم تسليم هذه المساعدات للمستفدين منها في مخيم الزعتري والبالغ عددهم نحو ألف أسرة بشكل سلس وانسيابي وتمنى في ختام حديثه ان يستمر هذا المد من التعاون بين البلدين الشقيقين معرباً عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية المشرف العام على الحملة وللقائمين على الحملة، سائلا الله لهم التوفيق والسداد. من جانبه كشف ل"الرياض" يوسف الرحمه مدير التنسيق والمتابعة للحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا ان بقية الدفعات من الحملة في الأردن سيتم توزيعها غالباً بعد عيد الفطر المبارك فيما ستتوجه حملات لإخوتنا اللاجئين السوريين في لبنان وتركيا وامتدح منسق الحملة الرحمة التعان المثمر من قبل السفارة السعودية التي جندت فرق للمتابعة ومخاطبة للجهات الرسمية في الأردن التي كانت هي بدورها غاية في التعامل وتسهيل مهمة الفريق الأمر الذي انعكس على سلامة التوزيع ودقته رغم ان الاخوة في الأردن استقبلونا في يوم اجازتهم الرسمية. من جهته حذر علي بيبي مدير العلاقات الدولية بالمفوضية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من صعوبة وضع اللاجئين الذي قال انه يشكل تحدياً انسانياً كبيراً مطالباً الدول المانحة ودول العالم بمزيد من الدعم معتبراً ان محدودية موارد الأردن يحول دون تقديم خدمات جيدة فضلاً عن قسوة البيئة الصحراوية التي تحتضن المخيم سواء الشمس الحارقة او الغبار الذي يهدد صحة الأطفال وكذلك الكبار والمسنين وطالب بيبي بتظافر الجهود لتأمين (كرافانات) سكنية ملائمة للعوائل وان بشكل تدريجي وكذلك تأمين المراوح والثلاجات لحفظ الأدوية والأغذية والمستلزمات الطبية. وابدى مدير العلاقات الدولية بالمفوضية للأمم المتحدة للاجئين امله في انهاء معاناة اللاجئين مثمناً الدور السعودي الكبير الذي خفف من معاناة الشعب السوري منوهاً بالعلاقات المتميزة بين الأردن والمملكة الذي اثمر عن هذا الجهد والخطوات المباركة لنصرة هذا الشعب المرزوء في قيادته. أيادي الأطفال تتسابق للظفر بأكياس المعونات والأغذية فتاة سورية لم صتمنعها المعاناة من التعبير عن فرحها بالحملة كثرة الغبار ورداءة الجو ضاعفت معاناة اللاجئين لاجئ يطعم أطفاله داخل أحد المخيمات لاجئات يحملن نصيبهن من الغذاء لاجئة وملامح لا تخلو من حزن وترقب للمجهول لاجئون ومناشدة بتحسين أوضاعهم المعيشية مسنّة عائدة إلى مخيمها بعد نيل حصتها من المعونات منظر بات يتكرر في مخيم المفرق