"لقد حان وقتي وهذه هي اللحظة التي سأتميز بها عن باقي العدائين في العالم. العديد من الاساطير جاؤوا قبلي ولقد حان وقتي الان": بهذه العبارات اطلق العداء الجامايكي الفذ اوساين بولت التحدي قبل انطلاق دورة الالعاب الاولمبية المقامة حاليا في لندن خصوصا في ظل الكثير من علامات الاستفهام التي رسمت حول قدرته في ان يصبح ثاني عداء بعد الاسطورة الاميركي كارل لويس يحتفظ بلقبه في سباق 100 م. بيد ان بولت الذي يطلق عليه لقب "الاعصار" وفى بوعده ورد على ارض المضمار ليسكت المشككين الى الابد مسجلا ثاني افضل وقت على مر الازمنة ومقداره 63ر9 ثوان علما بانه يحمل ايضا الرقم القياسي العالمي ومقداره 58ر9 ثوان سجله في بطولة العالم لالعاب القوى في برلين 2009. وقبل السباق النهائي على الملعب الاولمبي لم يظهر بولت خلال الموسم بمظهر العداء الذي لا يقهر لان مواطنه يوهان بلايك تفوق عليه في سباقي 100 م و200 م في التجارب الجامايكية، لكن بولت اعتبر ان الخسارة امام بلايك ساعدته في استعادة تركيزه وقال في هذا الصدد "امر جيد دائما ان تخسر لان ذلك من شأنه ان يوقظك. في كل حصة تدريبية اتطور بشكل افضل. كل ما اقوم به هو التدريب والاكل ثم النوم". ولم يتردد بولت في وضع بعض الضغوطات على منافسه وصديقه بلايك بالقول قبل السباق "لن تكون الامور سهلة بالنسبة اليه، هناك الكثير من الشد العصبي خلال السباق خصوصا انه لم يسبق له ان عاش هذه الاجواء. سنرى ما اذا كان من طينة العدائين الكبار الذي لا يسقطون في امتحان الرهبة". ثم جاءت اللحظة الهامة عندما اشارت ساعة التوقيت الضخمة في الملعب الاولمبي الى الساعة 50ر21 بالتوقيت المحلي واطبق صمت تام في المدرجات لدى استعداد العدائين للانطلاق، ثم انفجر الملعب لحظة اشارة الانطلاق ليضرب اعصار بولت الذي اجتاز خط النهاية متقدما بفارق مريح عن بلايك. واحرز بلايك الفضية (75ر9 ث) معادلا رقمه الشخصي، والاميركي جاستين غاتلين البرونزية (79ر9 ث) في سباق اطلقت عليه تسمية سباق العصر، اذ اشار المنظمون الى تلقيهم مليوني طلب لحضور السباق، وقدء جاء على قدر التطلعات حيث نزل العداؤون الثمانية تحت حاجز العشر ثوان، باستثناء الجامايكي اسافا باول الذي اصيب في الامتار الاخيرة. وقال بولت: "لقد انجزت المهمة وهذا هو الاهم. عندما يتعلق الامر بالبطولات الكبرى يجب ان تكون على الموعد وهذا ما قمت به". وكشف بولت ان انطلاقته الخاطئة العام الماضي في بطولة العالم في دايغو كانت تقلقه وقال في هذا الصدد "قال لي مدربي بالحرف الواحد +لا تقلق من الانطلاق، قوتك تكمن في نهاية السباق+. وبالفعل هذا ما حصل. لم تكن انطلاقتي قوية لكنني عوضت في الامتار الاخيرة". لكن بولت رفض اعتبار نفسه اعظم عداء سرعة في كل الازمنة اقله حتى الان بقوله "لا استطيع اعتبار نفسي افضل عداء سرعة في التاريخ. اعتقد بانه يتعين علي ان انتظر نتيجة سباق 200 م، ثم يتوجب على انصار اللعبة ان يقولوا +نعم هو الافضل عبر الازمنة+. وبالتالي لن اقول اني الاعظم الا بعد نهاية سباق 200 م". ويعتبر بولت نفسه افضل في سباق 200 م لانه عندما يطلق العنان لساقيه الطويلتين اعتبارا من المتر ال60 لا احد يستطيع اللحاق به. ومنذ اولمبياد بكين كان بولت رجل المناسبات الكبيرة، ففي بطولة العالم، وحده الانطلاق الخاطىء كلفه ذهبية سباق 100 م، قبل ان ينتزع ذهبيتي 200 م والتتابع 4 مرات 100 م. الارصاد الجوية تحذر.. اعصار بولت سيضرب مجددا وتحديدا في سباق 200 م الاربعاء، ترقبوه! فرح عارم لفوز العداء الجاميكي بولت أوفى بوعده