منذ ان قطع توماس بورك الأمتار المئة في 12 ثانية ليفوز بأول سباق في 1896 وصولا لإنجاز يوسين بولت المذهل بتسجيل 9.69 ثانية في 2008 أصبح سباق المئة متر عدوا درة التاج ليس فقط لألعاب القوى بل للألعاب الاولمبية كلها. إنه السباق الأهم كل أربع سنوات والثواني العشر الأكثر مشاهدة في عالم الرياضة حيث يلتف المليارات من المشاهدين حول أجهزة التلفزيون. ومنذ كان العداؤون يركضون على مضمار عشبي ثم ترابي فأرضية من المطاط وحتى الأرضيات الحالية التي تشبه السجاد تطور السباق كليا من الناحيتين الفنية والخططية. وتوارى الرجال الأقوياء بعضلات مفتولة الذين اعتادوا في العقدين الأخيرين من القرن العشرين تمزيق قمصانهم لاستعراض مدى قوتهم ليحل محلهم عداؤون أكثر أناقة سيقودهم الجاميكي بولت صاحب الخطوات الرشيقة الذي يفضل الضحك والمزاح عند خط البداية. لكن بغض النظر عن الطريقة يبقى هذا السباق غاليا في مكانته منذ وقف الإنسان لأول مرة على ساقين والاختبار الأهم والأكثر جدية في المغامرة الرياضية. وفي الألعاب الاولمبية اعتاد هذا السباق الوصول لمستويات مذهلة لكنه في أحيان أخرى امتزج بالمرارة مثلما حدث لدى سقوط للكندي بن جونسون في اختبار للمنشطات بعد فوزه في 1988. وتتحقق الأرقام القياسية العالمية لتتحطم وقد تقل قيمة بطل كبير في بطولة العالم التالية لذلك يبقى اللقب الرمزي "لأسرع رجل في العالم" محجوزا للبطل الاولمبي. ولا يصبح في الأمر شك لو جمع أحد الأبطال بين لقبي العالم والألعاب الاولمبي رغم أن هذا الإنجاز لم يتحقق سوى ثلاث مرات كانت ستصبح أربعا لولا إلغاء رقم 9.79 ثانية الذي حققه جونسون في 1988. والنهائي في لندن هو السباق الذي يترقبه العالم منذ سنوات ووصف بالفعل بأنه الأعظم على مر العصور مع احتمال أن يحقق جميع العدائين الثمانية أزمنة تقل عن عشر ثوان والتهديد الذي يواجهه الرقم القياسي العالمي لبولت والبالغ 9.58 ثانية. وسيخوض بولت السباق على أمل أن يصبح أول عداء يعبر خط النهاية قبل غيره في دورتين متتاليتين. وحصل الأمريكي كارل لويس الفائز باللقب في 1984 على لقب 1988أيضا بعد استبعاد غريمه جونسون بسبب المنشطات وهو بالفعل الرجل الوحيد الذي يملك ذهبيتين اولمبيتين في هذا السباق. والآن بعد أن حقق أفضل زمن على الإطلاق لهذا السباق في بطولة العالم ببرلين في 2009 وهو 9.58 ثانية سيعود بولت طالبا لنفسه لقب "أسطورة" وربما ينجح في خفض زمنه القياسي لأقل من 9.50 ثانية. هذا بالطبع بافتراض أنه سيكون في قمة لياقته وهو ما لم يحدث حين خسر أمام يوهان بليك زميله في سباقي 100 و200 متر في التصفيات الجاميكية قبل نحو شهر. وعانى بولت من مشاكل في الظهر والساق تطلبت خضوعه لعلاج طبيعي وجلسات تدليك. ورغم تأكيده بأنه لائق تماما فإنه يحيط تدريباته بالسرية. وقال بولت الأسبوع الماضي "ذهبت وتدربت جديدا عانيت من بعض المشاكل البسيطة لكن لا شيء منها خطيرا تماما.. عالجت المشاكل وتدربت بشكل رائع." وأضاف "كما أقول لكم دائما المهم هو البطولات وليس التصفيات.. ليس المهم أن تخوض سباقا واحدا جيدا.. كل رياضي يعرف هذا. أنا مستعد." لكن بسبب هاتين الهزيمتين بالإضافة لاستبعاده لبداية خاطئة في النهائي ببطولة العالم العام الماضي حين فاز بليك باللقب انتقل لمنافسيه شعور ما بوجود ثغرة في أداء البطل الجاميكي. ويرجح أن يقوم بمحاولة الاستفادة من ذلك عند الساعة 2050 بتوقيت جرينتش بعد غد الأحد كل من بليك وأفضل زمن له هو 9.75 ثانية والأمريكي تايسون جاي ثاني أسرع رجل في العالم وزمنه القياسي 9.69 ثوان وحامل الرقم القياسي العالمي سابقا الجاميكي اسافا باول وزمنه 9.72 ثوان والعداء العائد بقوة جاستن جاتلين بطل 2004 الذي أوقف بسبب المنشطات وأفضل زمن مسجل رسميا باسمه هو 9.80 ثوان (وزمنه الذي تم إلغاؤه هو 9.77 ثوان) بالإضافة لحفنة من العدائين الآخرين الذين تتجاوز أزمنتهم الشخصية الثواني العشر بقليل.