تلقى الامين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي اتصالا هاتفيا من المبعوث الاممي الى سوريا كوفي أنان أبلغه فيه باستقالته من منصبه كمبعوث أممي عربي مشترك إلى سوريا وأن مهمته تنتهي بنهاية شهر أغسطس الجاري. وذكر الدكتور نبيل العربي في تصريح له أن انان أوضح له أن أسباب استقالته هي أنه لا يمكن إحراز أي تقدم في سوريا في ظل الظروف الحالية من تعنت الحكومة السورية واستمرارها في استخدام خيار القوة وسفك الدماء وكذلك فشل مجلس الأمن في تحمل مسؤولياته واستصدار قرار يوقف نزيف الدم في سوريا ويوفر الأساس لحل سياسي للأزمة يلبي طموحات الشعب السوري. وأعرب الأمين العام للجامعة العربية لأنان عن تقديره الشديد لجهوده الكبيرة خلال مهمته الصعبة كمبعوث عربي مشترك ومحاولة الوصول لحل سياسي سلمي للأزمة السورية. كما وجه الأمين العام الشكر لكوفي أنان ومساعديه على المهام الشاقة التي قاموا بها خلال الفترة الماضية، واصفا أنان بأنه دبلوماسي دولي مخضرم. وقال الأمين العام للجامعة العربية إنه أجرى اتصالات مستمرة على مدار اليوم مع السكرتير العام الأمم للأمتحدة بان كي مون بشأن مستقبل المهمة التي كان يقوم بها كوفي أنان وللتشاور حول الأسماء المقترحة لخلافة أنان في هذه المهمة. من ناحية اخرى أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن بلاده ستزيد مما وصفها "المساعدات العملية" لجماعات المعارضة السورية في الأسابيع المقبلة، وأصرّ على أن النهج الدبلوماسي لم يمت بعد استقالة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان. وقال هيغ في مقابلة مع المحطة الإذاعية الرابعة التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم الجمعة "إن المملكة المتحدة ستقدم مقداراً كبيراً من المساعدة العملية للقوات المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد ولكنها لن تشمل الأسلحة". ولم يكشف وزير الخارجية البريطاني عن طبيعة "المساعدة العملية"، لكنه اشار إلى أنه سيقدم المزيد من التفاصيل عن الدعم الاضافي للمعارضة السورية في الأسابيع المقبلة. كما رفض التعليق على أي مشاركة محتملة لأجهزة الاستخبارت البريطانية في دعم المعارضة السورية المسلحة، رداً على سؤال حول التقارير بأن الرئيس باراك أوباما فوّض وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إيه) بتقديم المساعدة للمعارضة السورية. وقال هيغ "لا أعلق على المسائل الاستخباراتية، لكن يمكنني تأكيد أننا نساعد عناصر من المعارضة السورية ولكن بطريقة عملية وغير فتّاكة وساعدناها في مجال الاتصالات وأمور من هذا القبيل وسنقدم لها مساعدات أكثر في هذا الوضع نظراً لحجم الموت والمعاناة وفشل العملية الدبلوماسية حتى الآن". واضاف أن تركيزنا الرئيسي "ينصب الآن على تقديم المساعدات الإنسانية لمساعدة الجرحى المصابين في القتال والناس الذين اضطروا للفرار من سوريا، وبذل المزيد من الجهود لعزل نظام الأسد عن بقية شركائه أو اصدقائه المتبقين في العالم، وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان التي تُرتكب في سوريا". وحذّر وزير الخارجية البريطاني من أن استقالة أنان "كانت لحظة قاتمة في الجهود الرامية لإنهاء إراقة الدماء في سوريا"، لكنه أصرّ على أن النهج الدبلوماسي لم يمت لتأمين اتفاق دولي حولها. الى ذلك دعت روسيا الجمعة الى ايجاد خلف لكوفي أنان "سريعا". واعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان انه "ينبغي ايجاد خلف مؤهل لكوفي أنان سريعا". واضاف البيان "ان الحفاظ على وجود للامم المتحدة في البلاد يكتسب اهمية خاصة في الوضع الراهن".