لا يمكن لأي أحد أن يقبل "الصوم" عذراً يبرّر تعكر مزاج أحد ما، إما في عمله الذي يتقاضى عليه راتباً شهرياً، أو حتى في حياته اليومية مع الآخرين، في وقت نصادف فيه أشخاصاً "نفوسهم في خشومهم" تعبيراً عن حالتهم المزاجية السيئة، بل إن البعض تنتفخ أوداجه وتحمر غضباً لدى أي طارئ وهو يصرخ "ترانا صايمين!"، وكأن الأكل والشرب يعتبر مقياساً للحالة المزاجية لديهم!، أو أن الآخرين لم يصوموا مثلهم!، تاركين العنان لسلوكياتهم الخاطئة ممارسة ما يريدون، وإذا فرغوا رددّوا "اللهم إني صائم"، على الرغم من أن الأطباء يشددون على أن الغضب يزيد من إفراز "هرمون الأدرينالين" مما يزيد من استنزاف طاقة الجسم في نهار الصائم، ويضاعف إحساسه بالإنهاك الشديد والتعب والجوع والعطش. ولم يستشعر بعض الغاضبين روحانية شهر "رمضان"، من خلال الصيام بالجوارج عن ما يغضب الله -عز وجل-، إلى جانب الصوم عن الأكل والشرب، كما جاء في الحديث الذي رواه "أبو هريرة" -رضي الله عنه- قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحدٌ أو قاتله، فليقل إني صائم".(متفق عليه) ولا يقل شأناً عن أولئك، أشخاص يمضون نهار "رمضان" في "التململ" و"التذمر"، إضافة إلى قلّة الإنتاجية وتسويف الأعمال، ناهيك عن آخرين يستغرقون معظم وقت الصيام في نوم عميق لا ينتهي إلاّ قبيل آذان المغرب، دون أن يجعلوا من "رمضان" بمثابة دورة تدريبية لتطوير الذات نحو الأفضل حتى بعد مضيّه.