ثم آلت الامانة الى خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمد الله بعمره والذي كان دعمه للقضية الفلسطينية دعماً متميزاً وعلى كل الصعد وكما ان له مواقف نبيلة وداعمة ونخص بالذكر مبادرته للسلام والتي اصبحت مبادرة كل العرب وكانت عبارة عن خمس كلمات وهي ( سلام شامل مقابل انسحاب كامل ) وكانت تحت هذه الكلمات الخمس كل البنود التي تكفل لنا كفلسطينيين قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الفلسطينيين وحصولنا على جميع حقوقنا وعودة كل الارض العربية بما فيها الجولان والارض اللبنانية ولا انسى دعمه للقدس لإعادة الكثافة السكانية لها بعد محاولة العدو تشريد اهلها وطردهم منها واحتلال مساكنهم وتشريدهم فكان أن رصد لهذا المشروع 60 مليون ريال يتولى البنك الاسلامي للتنمية الاشراف على تنفيذ المشروع وقام بجُهد كبير عبر مندوبية لاعادة اعمار المدينة القديمة بالقدس واعادة بناء وترميم البيوت الخربة واعادة تأهيلها ومنح اهل المقدس ممن يحملون تراخيص بناء‘ قروضا بعشرين الف دولار , وكان دعمه حفظه الله للإنتفاضة واضحاً ومتكاملاً فكلف صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز يرحمه الله بتشكيل لجنة برئاسته لدعم الشعب الفلسطيني ومساعدته في الصمود وسميت باللجن السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني والتي قدمت اموالا يصعب عليّ حصرها حالياً وقامت ببناء المستشفيات منها مستشفى الامير نايف للسرطان بغزة ودعمت جميع المستشفيات في الضفة وغزة بالمعدات الطبية والأدوية وقامت بتوزيع ملايين سلات الغذاء على المحتاجين ورعت الجرحى والشهداء واسرهم وقد شملت المساعدات جميع فئات الشعب الفلسطيني وقد حظيت عائلات الشهداء بمكرمات عديدة من خادم الحرمين الشريفين فأغدق عليها العطاء والكرم واستضاف الآلاف منهم للحج على نفقته الخاصة ولازال كذلك ولن انسى ولن ينسى شعبنا رعاية سمو الامير نايف يرحمه الله لجميع ابناء شعبنا وخاصة المقيمين على ارض المملكه العربية السعودية حيث كان يطلب مني شخصياً ابلاغه عن أي مشكله يتعرض لها ابناء فلسطين بالمملكة وقد كان يقوم بحل جميع مشاكلهم وكنت اقابله يرحمه الله في مكتبه الخاص بوزارة الداخليه في اوقات متأخرة من الليل معظمها في الواحدة والنصف صباحا وحتى فجر اليوم الثاني كنت اجد من سموه يرحمه الله كل تجاوب ورعاية واصرار على حل جميع مشاكلنا وكنت اجد من سموه رعاية خاصه وكان يوصيني دائما على الاستمرار في خدمة شعبي واهلي واضيف بأنني عندما كنت التقي بخادم الحرمين الشريفين يحفظه الله خلال عشرات المرات اشعر بانني امام رجل عروبي حاد الذكاء وحريص على شعبه حرصا لا يوصف حريص على امته العربية بكاملها وكان يختصنا بهذا الحرص واشعر بأني امام انسان يعطي وبلا حدود ويفي بالوعد والعهد وتجسد ذلك بمحاولاته المتكررة لوحدة صفنا وانهاء الفرقة فكان اجتماع مكةالمكرمة ولكننا خذلناه وللعلم فان الناس في هذه الايام قد عادت لهم الذاكرة وعادوا ليتحدثوا عن اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات وهل مات بالسم ام بخلافه والجميع يعلم كيف مات وستكشف الايام القليلة القادمة هذا اللغز ومن باب الوفاء بسرد التاريخ كما عرفته وعاصرته فلن انسى ان خادم الحرمين الشريفين قد اتصل بي فور سماعه خبر مرضه وطلب مني ان ابلغه بان المستشفى الطائر السعودي وعلى رأسه الدكتور الجبرتي مدير مستشفى الملك فيصل التخصصي سيغادر الى عمان لاحضاره للمملكة لعلاجه وطلب مني ابلاغ الاخوة بذلك وطرحت الموضوع على الاخ رئيس الوزراء ولكنه ابلغني بنقل شكر الجميع لهذه المكرمة العظيمة ولكن الاخوة قرروا نقله الى فرنسا واذكر هنا ان آخر زعيم عربي تحدث معه هاتفيا في باريس هو خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله واعود واقول باننا لن ننسى الامير الانسان سلمان بن عبدالعزيز امير الفلسطينيين المقيمين بالمملكة العربيه السعوديه ولي العهد الامين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الذي اسس اللجنه الشعبيه لرعاية اسر مجاهدي وشهداء فلسطين عام 1967من مجموعة من خيار الشعب السعودي الكريم ومنهم الشيخ عبد الله السعد والشيخ فهد المارك يرحمهم الله والتي اصبح اسمها اللجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني والذي وجدنا لدى سموه الكريم كل دعم ومساندة ولم يأل جهدا في دعم الشعب الفلسطيني من حسابه الخاص ولن انسى عندما تبرع بدمه الطاهر لجرحى الانتفاضة الثانية الذين حضروا للعلاج في المملكة بالمستشفيات الطائرة من غزة والضفة الغربية بامر من خادم الحرمين الشريفين جزاه الله عنا خير الجزاء وجعل ذلك في موازين حسناته وطلب سموه من جميع فئات الشعب السعودي دعم شعبنا عبر اللجنة الشعبية والحملات المتكررة حيث اندفع الشعب السعودي بتقديم الدعم رجالا ونساء وطلاب مدارس وانشأ صندوق ادفع ريالا تنقذ عربيا ووضعت الصناديق في المحلات التجارية والمدارس والمرافق الحكومي تنفيذا للشعار الانساني الذي طرحه سموه ردا على شعار العدو الصهيوني العنصري ( ادفع دولارا تقتل عربيا ) وسموه تربطه بالشعب الفلسطيني صلات متينة وقوية وكان يقوم على حل مشاكله بنفسه وكنت الجأ لسموه كلما ضاقت بنا السبل وكان ولا زال لنا خير معين وسموه يولي (اللجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني ) وقد سعدنا وسررنا وابهجنا بصدور الارادة الملكية بان يكون سموه وليا للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للدفاع وانني باسم الشعب الفلسطيني اينما وجد ابارك واهنئ وأبايع أبا فهد العظيم وأسال الله العلي القدير ان يحفظه ويرعاه ويسدد على طريق الخير خطاه ويمده بعونه وقوته ويشد ازره بالمخلصين لهذا البلد الكريم كما وانني لا يفوتني ان اهنئ صاحب السمو الملكي الامير احمد بن عبد العزيز وزير الداخلية الامير الهادئ ولن ننسى ولن ينسى شعبنا لسموه كل مواقفه المبدئية والمشرفة معنا تلك المواقف التي سجلها شعبنا بأحرف من نور لجميع ملوك المملكة العربية السعودية ولاصحاب السمو الملكي الامراء وللحكومات السعودية الرشيدة وللشعب السعودي الشقيق ونسأل الله العلي القدير ان يحفظ على هذا البلد الكريم امنه واستقراره وازدهاره في ظل خادم الحرمين الشريفين واصحاب ا لسمو الملكي الامراء وان يحفظ الله أمير الامن والامان احمد بن عبد العزيز الذي يعمل بهدوء بعيدا عن الاعلام والاضواء وقد كان خير سند وكان الذراع الايمن لفقيد الامة العربية والاسلامية ولي العهد وزير الداخلية الامير نايف بن عبد العزيز يرحمه الله ونحن نشد على يده ونبارك لسموه ونبايعه ونسال الله لسموه ان يمده بالقوة من لدنه ويعينه على تحمل المسؤولية ونسال الله لسموه التوفيق وان يلهمه دائماً طريق الصواب وان يرزقه البطانة الصالحة .وان يتغمد فقيد الامتين العربية والاسلاميه نايف بن عبد العزيز امير الامن والامان بواسع رحمته وان يدخله فسيح جناته وان يلهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين واصحاب السمو الملكي الامراء الصبر والسلوان انه سميع مجيب للدعوات. * سفير دولة فلسطين بالمملكة (سابقا) ومستشار رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية