كشفت دراسة حديثة عن زيادة وعي الأسر في المملكة بأهمية الحوار مع أبنائها المراهقين، لتجاوز المشكلات التي تواجههم، ومساندتهم في أمور الدراسة والتخطيط للمستقبل. وقال "د.علي بن عوض الطلحي" في رسالته لدرجة الدكتوراة من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية: إن نتائج البحث تشير إلى أن اتجاه الحوار الأسري الإيجابي بلغت درجة سيادته في أُسر طلبة المرحلة الثانوية بمنطقة الرياض درجة مرتفعة، بينما كانت درجة سيادة الحوار السلبي منخفضة، وقد يعود هذا إلى رغبة الأسر في معرفة مشكلات أبنائها وميولهم واتجاهاتهم وتقويمها؛ ما يدفعها إلى ممارسة الحوار مع أبنائها بدرجة أعلى، كما قد يعود إلى إدراكها أهمية الحوار الإيجابي، ودوره في تنشئة الأجيال بصورة سليمة، مضيفاً أنّه كلما زادت ساعات جلوس الوالدين مع الأبناء يومياً زاد الحوار الأسري بالاتجاه الإيجابي والعكس صحيح. ودعا الباحث إلى تعميق النظرة لمفهوم الحوار الأسري في الدراسات والبحوث التي ستتناوله في المستقبل، فهو مُشكل رئيسي لمهارات الابن الاجتماعية، والتي يُبنى عليها تشكيل شخصية الأجيال، مضيفاً أنّ للأسرة كوحدة اجتماعية مصغرة دورا رئيسيا في عمليةِ التنشئةِ الاجتماعية للأبناء، وتستهدفُ من ذلك إكسابَهم القيَم والمعاييَر الاجتماعية والاتجاهاتِ والعاداتِ والمهاراتِ، التي تساعدُهم على إشباعِ رغباتِهم، وكذلك التعاملِ مع المواقف الضاغطة بأساليب مقبولة اجتماعياً، وبناءً عليه تستمرُ العمليةُ التوافقية طوالَ حياةِ الفرد، مشيراً إلى أنّ العلاقة بين أنماط التنشئة والتفكير العقلاني والحوار الأسري والتوافق النفسي والاجتماعي ذات أهمية، فكلما زادت ممارسة الأب والأم لأنماط التنشئة الإيجابية "الديمقراطية - التقبل"، تحسن مستوى الاتجاه الإيجابي للحوار داخل أسرة الطالب، والعكس صحيح، وهذا بلاشك ينعكس بالإيجاب أو السلب على شخصية الأبناء، مبيناً أنه حينما تمارس الأسرة أسلوب النبذ والإقصاء للأبناء يقل مستوى الاتجاه الإيجابي للحوار داخل أسرة الطالب والعكس صحيح. واقترح "د.الطلحي" برنامجا توعويا لأولياء الأمور ترعاه جهة رسمية كوزارة التربية والتعليم أو مؤسسات المجتمع المدني، يهدف إلى تعريف أولياء الأمور بالأساليب الإيجابية في التنشئة وفوائد انتهاج هذه الأساليب، ومخاطر انتهاج الأساليب السلبية في التنشئة على الأبناء، وكذلك إيجاد برامج إرشادية لأسر طلاب المرحلة الثانوية، تستهدف تنمية ممارسة الحوار الإيجابي داخل الأسرة وقياس فعاليتها، إلى جانب تنظيم أنشطة في الأحياء مشاركةً بين المدارس ومراكز الأحياء، تهدف إلى تنمية الشعور بالتوافق لدى الأبناء مع مجتمعهم، مطالباً وزارة التربية والتعليم بتخصيص يوم اجتماعي يكون فيه تقديم خدمات مجتمعية عامة تطوعية، هدفها تعزيز مفهوم المشاركة لدى الأبناء.