لافت للنظر بأن جميع البنوك في بلادنا في تنامٍ مستمر وتلك المنظمات الفاعلة تتنافس في تقديم أفضل الخدمات لجذب رؤوس الأموال وذلك في تشييد المباني الفارهة وتدعيمها بأفضل أنواع الديكورات الداخلية مع ابتكار المستويات الجاذبة للعملاء مثل عملاء التميز والفئة الذهبية والماسية، كما أنهم يختارون أفواجاً من الشباب السعوديين من ذوي التخصصات المطلوبة لمثل الأعمال البنكية لكي يتم تدريبهم على كيفية التعامل مع كبار العملاء وتدريبهم أيضاً على أساليب الجذب بالمغريات لكل زائر يفد إلى مقرات البنوك وبفضل الجهود الملموسة من وزارة المالية ومؤسسة النقد صارت جميع البنوك في كافة مدن المملكة تحت سياسة اقتصادية واحدة وأفضل إجراء أتبع في تلك السياسات هو حتمية توظيف أبناء الوطن، لقد سرني ما أراه بأن نسبة السعودة في البنوك لا تقل عن 95٪ إن لم تكن أعلى ومن المفرح بأن شباب الوطن الذين تم توظيفهم في البنوك قد تلاحظ إبداعهم في إدارة الأعمال المصرفية بكل جدارة مما جعل رؤساء مجالس الإدارات في البنوك في سعادة دائمة بفضل جهود أبناء الوطن العاملين في كل الأعمال المصرفية وغيرها حيث تحقق البنوك في نهاية كل ميزانية من ميزانياتها أرباحاً بآلاف الملايين فيا ليت وزارة التجارة تحذو حذو وزارة المالية ومؤسسة النقد بشأن حتمية توظيف الشباب السعودي مع العلم أنه لا يمكن تجاهل دور وزارة التجارة في ابتكار الطرق الذكية التي أجبرت الشركات والمؤسسات على توظيف السعوديين العاطلين عن العمل. واستناداً إلى ما أشرت إليه في بداية هذه المقالة يجب ان أوضح الجانب السلبي للبنوك وهو عدم المشاركة في تدوير عجلة التنمية فلماذا لا تقوم البنوك بأعمال خيرية يستفيد منها المواطن مثل بناء المدارس والجمعيات الخيرية التي ترعى الأيتام وتدعم المحتاجين كما ان معظم البنوك لديها وفورات مالية تفوق التوقعات وبإمكانها إنشاء مراكز متقدمة لرعاية كبار السن والمساهمة مع الأمانات والبلديات في إنشاء المجمعات والنوافير في التقاطعات والساحات الشعبية في الأحياء ودعم وزارة الصحة في بناء المستشفيات والمستوصفات. ما أجمل ان يرى المواطن كل المنظمات الربحية مثل البنوك وهي تساهم في دعم كل ما من شأنه تحقيق الرفاهية لأبناء هذا البلد المعطاء. وذلك بجزء يسير من أرباحها. من المؤكد ان البنوك على مختلف مسمياتها لو نفذت ما سبق التنويه عنه واتحضت أعمالها على الأرض سيكون لها مردودات ايجابية في دعم استثمارات البنوك وستزيد من زبائننا من كبار العملاء والعملاء العاديين كما ان تلك الإجراءات المحمودة ستعزز مفهوم الوطنية في نفوس الأجيال الصاعدة من أبناء الوطن الذين ينظرون إلى البنوك بنظرة متشائمة بأنها نبات طفيلي يلتهم كل نقطة من مدخراتهم بدون مردود ايجابي واضح لأن معظم الشباب قد استدانوا من البنوك بقصد الزواج أو تأمين وسائل نقل. ولا يفوتني من خلال هذا الطرح أن أشيد بالدور الايجابي للاتصالات السعودية STC الذين برزت لهم أعمال خيرية في عدة مواقع مثل بناء المدارس ودعم المؤسسات الخيرية.. إلخ. فلا أقل من رد الجميل لهذا المجتمع البار.