في ليلة موحشة وغادرة تأهب أعداء الإنسانية والطفولة لشن مذابح مرعبة وسن وحوشها السكاكين وعمروا الأسلحة بالذخيرة وقطعوا الأزقة ليلًا في هدوء حذر ودفعوا الأبواب على ملاكها وارعبوا الولدان والشيبان وانتهكوا الأعراف والأعراض واغتصبوا النساء ونحروا الرضع واحرقوا الأحياء والأموات وتقربوا بأرواح الأبرياء لإلههم المزعوم المتعطش الجائع للحوم ودماء الثلة ممن قالوا.. ربنا الله.. فبكى الحال على حال ما آلت إليه الرحمه وسالت دموعهم ودموعنا صادقة بلا مداهنة ولارياء وتعثرت فينا الاستطاعة والقدرة إلا من دعاء صاعد مستمر والحاح على الله لايتراجع ابدا بيأس.. دموعهم حقيقية تنم عن حرقة ووجع ووجد متأرق مرهق قد سالت بزبد من القهر والظلم وانقطاع من المدد والنصرة وكان ختامها بشيء بل أشياء من الخوف والهلع وتوسل واستجداء وإحباط ومشاعر ممزقه وارتطام مفاجئ بعالم يتجمهر ليتفرج ويحيك الحكايات والمغامرات والقصص ومن ثم الغناء والرقص والنسيان وكل له رب متربص سيسأله.. دموع بلا رياء تتحدر من أقوام تركوا الدنيا ورحلوا عنها مظلومين واستراحوا من أكدارها وصفائها، أحزانها وأفراحها، ظلامها ونورها، طولها وعرضها وظل الأمل واليأس في معترك بلا أحد يشغلانه والفقر والمرض للشاكون الباكون والطموح والمثابرة للطريق المسدود حيث لابشر هناك الكل أبيد وبقيت أطلال من حطام وبشر تعمر أشباحهم أرجاء سوريا بكثير من دمع بلا رياء ..