صدرت الطبعة الأولى من كتاب «مخاض الصمت» في 1966م أي قبل حوالي خمسة وأربعين عاما، للقاصة نجاة سليم خياط، ومع أنه منذ صدور أولى طبعة لم تقدم بعدها نجاة مجموعة قصصية أخرى، بسبب غيابها عن الساحة الأدبية لظروف خاصة بها، إلا أنها ظلت بما أصدرته في مجموعتها في الطبعة الأولى حاضرة في فضاء القصة في مشهدنا المحلي .. ليأتي هذا الإصدار في طبعته الثانية الذي أعدته وقدمت له الدكتورة أماني بنت جعفر الغازي، منسقا في طبعة ثانية وفي شكل إخراجي مختلف، ضاما المجموعة القصصية الأولى، ومضافا إليه القصص الجديدة التي لم تنشر لخياط من قبل. وينقسم هذا الإصدار إلى قسمين الأول منهما يضم قصص المجموعة الأولى «مخاض الصمت» أما القسم الآخر فيضم النصوص القصصية الجديدة التي تحمل عنوان «الأقنعة» والتي سردتها نجاة في فترة زمنية خلال الأربعين عاما الماضية، والتي كانت أشبه ما تكون بمرآة أنثى تشكلت عبر مدادها الكثير من تفاصيل الحياة اليومية.. وما شهدته مختلف مجالات الاجتماعية من تحولات، وما صحب الأربعة العقود الماضية من متغيرات اقتصادية وثقافية واجتماعية، كان لها انعكاساتها فيما قصته خياط في نصوصها في القسم الثاني في «الأقنعة» والتي يجد فيها القارئ اليوم تلك التحولات في مشهدنا الاجتماعي بمختلف مستوياته وذلك من خلال ما دونته الكاتبة عن كل ذلك، عبر مدينة جدة التي نجد فيما قصته نجاة جدة المكان والوطن.. وإنسانها الذي يتحرك عبر خارطة مكانية لا تنحصر حدودها في معانقة البحر لكنما تمتد خيوطها لتلامس شاطئ شرقي آخر عبر حركة (الزمكانية) التي جاءت مبنا فنيا.. ومعنا ثقافيا فيما ضمته - أيضا - نصوص المجموعة الجديدة التي جاء منها: وهم الوحيد، الدب ذو العيون الزرقاء، أسطورة الأساطير، خالدة، الخبز بالدم، أفكار مجنون، غرباء، خواطر منتحر، الساعة، الشيخ حمزة، الستار، نورا، الليل في صحرائي منير، وتحطمت الأغلال، المرأة الأخرى.