قرر مجلس الامن الدولي الجمعة باجماع اعضائه الخمسة عشر تمديد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سورية "مرة اخيرة" لمدة ثلاثين يوما. وكانت موسكو هددت باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الذي تقدمت به بريطانيا، لكن مندوب روسيا فيتالي تشوركين صوت في النهاية لصالح مشروع القرار غداة استخدام موسكو الفيتو الخميس ضد مشروع قرار غربي يهدد النظام السوري بعقوبات. وبذلك، يمدد القرار مهمة المراقبين لثلاثين يوما، واوضح دبلوماسيون ان القرار يهدف الى اعطاء وقت للمراقبين الذين اوقفوا جولاتهم منذ منتصف يونيو للاستعداد للمغادرة. واوضح القرار انه بعد هذه "المرحلة النهائية" لن يكون في الامكان تمديد المهمة مجددا الا اذا وفت دمشق بتعهدها سحب الاسلحة الثقيلة من المدن مع "تراجع كاف في وتيرة العنف للسماح لبعثة المراقبين بانجاز مهمتها"، اي تطبيق الخطة التي طرحها الموفد الدولي الى سوريا كوفي انان. واضاف ان تمديد مهمة المراقبين الدوليين في سوريا "سياخذ في الاعتبار توصيات الامين العام (للمنظمة الدولية بان كي مون) بتغيير مسار البعثة". وكان بان دعا الى تقليص عدد المراقبين العسكريين غير المسلحين والبالغ عددهم حاليا 300 ومنح البعثة دورا ذا طابع سياسي اكبر. من ناحية اخرى حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة الدول الكبرى الغربية من القيام باي تحرك ضد النظام السوري خارج اطار مجلس الامن الدولي، بحسب ما اعلن المتحدث باسم الكرملين. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف قوله انه "في نظر الرئيس الروسي فان اي محاولة للتحرك خارج مجلس الامن الدولي ستكون غير مجدية وستؤدي فقط الى تقويض سلطة هذه المنظمة الدولية". واوضح المتحدث ان بوتين عبر عن وجهة نظره هذه خلال اجتماع لمجلس الامن القومي الروسي، الهيئة الاستشارية المسؤولة عن وضع السياسة الامنية للبلاد. واضاف المتحدث ان روسيا ترفض الاتهامات الغربية لها بان الفيتو الذي استخدمته الخميس ضد مشروع قرار غربي يهدد بفرض عقوبات على النظام السوري اذا لم يسحب اسلحته الثقيلة من المدن سيؤدي الى استمرار دورة العنف في سوريا. وقال ان "اعضاء مجلس الامن القومي الروسي شددوا على ان محاولات ربط تصاعد التوترات في سوريا بالموقف الروسي هي محاولات خاطئة تماما وغير مقبولة".